من المعلوم أن العالم العربي والإسلامي شهد الكثير من الحروب والثورات والاضطرابات السياسية خاصة منذ القرن التاسع عشر مرورًا بالقرن العشرين وحتى القرن الحالي، وفي السطور التالية سوف نتعرف على الثورة المهدية بالتفصيل.
الثورة المهدية
وتعد الثورة المهدية من أبرز الأحداث السياسية التي شهدت المنطقة العربية خلال القرن التاسع عشر، وانطلقت هذه الثورة تحت شعار التغيير ورفع لواء الثورة ضد الحكم القائم في السودان.
وكانت الثورة المهدية تحت قيادة الشيخ الفقيه محمد أحمد المهدي، وهو من مواليد مدينة دنقلة السودانية.
جذور الثورة المهدية
كانت جذور الثورة المهدية تتصل بجزيرة أبا التي ارتحل إليها المهدي من أجل الاعتكاف والزهد في متاع الدنيا وزينتها، وطح في إحداث ثورة اجتماعية ودينية تعيد الناي من جديد لدينهم والتمسك بالشرعية الإسلامية.
وكانت بداية الدعوة للثورة المهدية عام 1881 حيث دعا الناس وحثهم على الثورة والتف من حوله آلاف السودانيين، ونجح بالفعل في إسقاط الحكم القائم في السودان وقتها خلال مدة أربع سنوات فقط.
وتمثلت أبرز أسباب الثورة المهدية في الضرائب الكثيرة التي فرضتها الحكومة المعينة من قبل والي مصر محمد علي باشا ومن جاء من بعده.
كما كان من أسباب الثورة المهدية محاربة الحكومة السودانية والتي كانت في ذلك الوقت تسمى بالحكمدارية، لتجارة الرقيق في السودان، كما كان من أسباب الثورة تدخل القنصليات البريطانية في كل الأمور الداخلية في السودان.
وكان للثورة المهدية بعدًا دينيًا فقد كان أحد المحركات الرئيسية للثورة هو انتظار المهدي عند داعيتها، وهي الدعوة التي استطاع من خلالها حشد المواطنين من حوله وكسب تأييد الناس للخروج في هذه الثورة في ظل انتشار المظالم الواقعة علي الناس وشيوع الفوضى في المدن السودانية.
نجاح الثورة المهدية
وتمكنت الحملات العسكرية التابعة للمهدي من دخول العاصمة السودانية الخرطوم عام 1885، وقد مثلت انتصاراته العسكرية والاجتماعية قلقًا كبيرًا للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل مصر وتسيطر علي السودان، ولذلك أرسلت العديد من الحملات العسكرية لمواجهته، وكانت هذه الحملات بقيادة الجنرال هيكس وجوردن، ولكن كان المهدي وقواته ينجحون في التصدي للقوات البريطانية في كل مرة.
ويعد المهدي هو مؤسس الدولة السودانية في القرن التاسع عشر، والاستقلال عن الحكم التركي والمصري والاحتلال الإنجليزي، وقام بتحويل العاصمة السودانية إلى أم درمان، وكانت وفاته في يونيو 1885 ومازال ضريحه موجودًا بمدينة أم درمان حتى الآن.
وخلف صاحب الثورة المهدية في السودان عبد الله التعايشي، الذي عمل علي توسيع مساحة الدولة الجديدة، وكانت له الكثير من الطموحات التي وصلت للسيطرة علي مصر، وهو ما أدى لضعف سيطرته علي المدن السودانية وهزيمته في النهاية، وكان ذلك في معركة توتشكى عام 1899 والتي كان يسعى خلالها لاحتلال مصر.
وبعد هزيمة القوات الإنجليزية للثورة المهدية والقضاء عليها كان هناك حكم ثنائي لمصر وبريطانيل للسودان واستمرت التطورات السياسية لحين استقلال السودان بشكل نهائي عام 1956.