الحسن بن الهيثم هو أحد أشهر العلماء المسلمين على مر العصور، ويعد رمزًا علي نبوغ الحضارة الإسلامية وإلهامها لكافة الحضارات والعلوم الحديثة.
الحسن بن الهيثم
الحسن بن الهيثم، واسمه أبو علي الحسن بن الحسين بن الهيثم، من مواليد مدينة البصرة عام 345 هجرية، وله العديد من الاكتشافات العلمية الهائلة التي مهدت للحضارة الحديثة.
إسهامات الحسن بن الهيثم العلمية
يعد من أبرز الإسهامات العلمية للحسن بن الهيثم شرحه للرؤية والضوء، وأسهم في عمله نشأته في زمن ازدهار المدارس والمكتبات في الدولة الإسلامية وسهولة الحصول علي المراجع العلمية في كافة المجالات كالفلسفة والفلك والطب والفيزياء والكيمياء بعد ازدهار عصر الترجمة.
وتعدت شهرة الحسن بن الهيثم إلى أنحاء العالم الإسلامي ولم تكن قاصرة علي مدينة البصرة، وكان من أقوال الحسن بن الهيثم أنه إذا أتيحت له الفرصة فسوف يقوم بتنفيذ خل لتنظيم فيضان النيل، وهو ما جعل الخليفة الفاطمي يستدعيه لمصر، ولكنه لم ينجح في هذا الأمر بعدما رأي النيل، ولذلك يروى أنه تظاهر بالجنون للفرار من العقاب.
ومن إنجازات الحسن بن الهيثم كتاب المناظر الذي بدأ كتابته خلال تواجده في السجن، وله العديد من الكتب غير هذا الكتاب وتم ترجمته إلى اللغة اللاتينية.
وكان من أهداف الحسن بن الهيثم أن تكون أبحاثه مرجعًا لطلاب العلم في كل مكان، والعمل على إثبات ما تصوره وتوصل إليه تفكيره في بعض العلوم والتي كانت تحتاج لمزيد من البحث والتجريب لإثبات صحتها والاعتماد عليها لدعم العلم النافع.
وأثبت الحسن بن الهيثم أن الرؤية تحدث عندما يبعث الجسم المرئي الأشعة الضوئية إلى العين، كما أن الضوء يسير في خط مستقيم، بالإضافة لاكتشاف ظاهرة انعكاس الضوء وظاهرة انعطاف الأشعة الضوئية.
كما أن للحسن بن الهيثم العديد من البحوث في مسألة تكبير العدسات، بعد نجاحه في تشريح العين تشريحًا دقيقًا استطاع من خلاله تحديد أعضاء العين ووظيفة كل عضو، واعتمد الحسن بن الهيثم في دراسته علي أسلوب الاستقراء من خلال جمع خصائص المادة وبحث خصائصها بما يقود لاستنباط قاعدة البحث العلمي العامة، بالإضافة للاعتماد علي القياس من خلال الاعتماد علي حالة خاصة للوصول لحكم عام، بالإضافة لاتباعه للمنهج الفرضي بما يساهم في إثراء البحث العلمي من خلال افتراض فرضًا يتم إثباته عبر التجريب الرياضي لإثبات صحته أو عدمه.
وتقترب مؤلفات الحسن بن الهيثم من ألفي مؤلف في مختلف المواضيع من الطب والفيزياء والرياضيات وعلم الفلك وغير ذلك من العلوم التي ساهمت في إثراء الحضارة البشرية عبر العصور الماضية.
وفاة الحسن بن الهيثم
عرف الحسن بن الهيثم في أوروبا باسم “الهازن” وهو تحريف لاسمه الحسن، وذلك نظرًا للاهتمام بعمله ومؤلفاته، وتم إطلاق عليه “الحكيم بطليموس الثاني”، وقد توفي الحسن بن الهيثم عام 1040 م، وكان عمره يناهز أربعة وسبعين عامًا.