أحل الله سبحانه وتعالى لعباده أكل التمر فهو من الأطعمة التي ذكرت في مواضع من القرآن الكريم منها قوله: “وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ”، كما قال: “وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ”، وقال أيضاً: “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ”، كما جُعل تناول التمر في بعض الأحيان من العبادات التي يتقرّب بها المسلم من ربه، ومن تلك المواضع: السحور؛ فقد روى أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: “نِعم سَحورُ المؤمنِ التَّمرُ”، ومن السنن النبوية أن يفطر الصائم على تمرٍ، ودليل ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “إذا أَفْطَر أحدُكم فَلْيُفْطِرْ على تَمْرٍ فإنه بركةٌ فإن لم يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ على ماءٍ فإنه طَهُورٌ”.
وقيل أيضًا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يأكل التمر قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر، والحكمة من ذلك تكمُن في اتّباع أمر الله -سبحانه- في الفطر يوم العيد، إذ إنّ الله حرّم على عباده صيام يوم العيد.
الحكمة من أكل التمر بعددٍ فرديٍ
نُسبت بعض الأحاديث إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- تبيّن حثّه على أكل التمر بعددٍ فرديٍ، لكن أهل العلم أثبتوا بأنّ ذلك لم يصحّ عن النبي، وأنّ الثابت ما رُوي من قوله عليه الصلاة والسلام: “إنَّ اللهَ وِترٌ يحبُّ الوِترَ”، ولم يتوصل أهل العلم بعد دراستهم للحديث السابق لأي أمرٍ يتعلق بأكل التمر بعددٍ فرديٍ، فالحديث يتعلق بوتر العبادات؛ من صلاة المغرب، وصلاة الوتر، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، كما لم تثبت سنية أكل التمر بعددٍ فردي، وأجاب العلامة ابن عثيمين عندما سُئل عن أكل التمر بعددٍ فرديٍ: “ليس بواجب؛ بل ولا سنة أن يُفطر الإنسان على وتر ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، إلّا يوم العيد، عيد الفطر؛ فقد ثبت أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهنّ وتراً”، ويتبيّن ممّا سبق عدم التقيّد بالعدد الفردي بأكل التمر في غير يوم عيد الفطر، كما لا يشرع الالتزام بالوتر في كلّ المأكل، أو الحرص على الوتر عند الرغبة في الزيادة بالأكل.
الفوائد الصحيّة للتمر
للتمر فوائد صحية عديدة نبرزها في النقاط التالية..
- مصدر مرتفع بالألياف: وهو مفيد لصحة الجهاز الهضمي وله دور في الحماية من الإمساك، وتعزيز حركة الأمعاء، وظهر في دراسة أنّ استهلاك سبع تمرات في اليوم مدّة تصل إلى 21 يوماً تحسّنٌ في عدد مرات تكرار البراز، بالإضافة إلى الزيادة بشكلٍ كبيرٍ من حركة الأمعاء وذلك بالمقارنة مع عدم تناوله، ومن الجدير بالذكر أنّ ألياف التمر يمكن أن تكون جيّدة في السيطرة على مستويات السكر في الدم؛ إذ إنّها تبطئ عمليات الهضم ويمكن أن تسبب الوقاية من ارتفاع مستويات سكر الدم بشكلٍ سريع بعد استهلاك الوجبات.
- غنيٌّ بمضادات الأكسدة: حيث وُجد عند إجراء مقارنة بين محتوى التمر من هذه المضادات والبرقوق المجفف “التين” أنّ التمر يحتوي على الكمية الأعلى من مضادات الأكسدة، ومن أهمّها الكاروتينات، والفلافونيد، وحمض الفينوليك.
- تعزيز صحة القلب: وذلك لاحتواء التمر على كمية قليلة من الصوديوم، ومستويات عالية من البوتاسيوم؛ ممّا يساهم في المحافظة على صحة القلب، والجهاز العصبي.
- تقليل خطر فقر الدم: ويعود ذلك لاحتواء التمر على الحديد بشكل كبير، مما يساهم في زيادة مستوياته في الدم لدى المصابين بفقر الدم ويعتبر مفيداً بشكل خاصٍ لهذه الفئة.
- المساعدة على إنقاص الوزن: وذلك لأنّ التمر يؤدي إلى التخلص من الكوليسترول نتيجة لاحتوائه على الألياف، كما أنّه يحتوي على كميةٍ قليلةٍ من الدهون، وبالتالي فإنّ تناوله يساهم في المحافظة على الوزن الصحيّ.
- تعزيز الولادة الطبيعية: إذ إنّ استهلاك التمر في آخر أسابيع من الحمل قد يحفز من تمدّد عنق الرحم، وتقليل حاجة الطلق الصناعي، ممّا قد يُعدُّ جيداً بالنسبة لخفض وقت المخاض.
- يُعدُّ التمر مهمّاً في المحافظة على مستويات الطاقة التي تكفي خلال الولادة وذلك لأنّه مصدرٌ للسكر الطبيعي، والسعرات الحرارية.