الخديوي توفيق هو الحاكم السادس لمصر من أسرة محمد علي باشا، وهو من أسوء حكام هذه الأسرة تاريخيًا فقد وقعت مصر في عهده تحت الاحتلال الإنجليزي بموافقة منه.
الخديوي توفيق
الخديوي توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي، من مواليد نوفمبر عام 1852، وهو الابن الأكبر للخديوي إسماعيل من زوجته الأولى شفق نور هانم والتي كانت جارية في بداية الأمر، ويرجع البعض أن هذا الأمر هو أحد أسباب الخلاف بين الخديوي توفيق وأبيه الخديوي إسماعيل والذي كان واضحًا بعد عزل الخديوي إسماعيل وإبعاد الخديوي توفيق لكل رجاله.
وتزوج الخديوي توفيق من الأميرة هانم إلهامي وأنجب منها كل من الخديوي عباس حلمي الثاني، والأمير محمد علي، ومن الإناث الأميرة نازلي هانم والأميرة خديجة هانم، والأميرة نعمة الله.
عصر الخديوي توفيق الحكم
تولى الخديوي توفيق الحكم في السادس والعشرين من شهر يونيو عام 1879 بعد إجبار إنجلترا وفرنسا لوالده للتخلي عن منصبه، وعند تولي الخديوي توفيق الحكم استقالت وزارة شريف باشا وقد رفض الخديوي توفيق أن يكون هناك مجلس نواب يكون له الرقابة على إدارة الدولة، وشهد عهد الخديوي توفيق بيع حصة مصر في أرباح قناة السويس والتي كانت تبلغ 15% من القناة وبذلك تكون مصر فقدت للفائدة الاقتصادية من القناة.
وعمل الخديوي توفيق على استرضاء الأوروبيين وقام بنفي جمال الدين الأفغاني، وقد فرض الكثير من القيود المالية التي طلبها الدائنون لمصر، وخصص أكثر من نصف الإيرادات لصالح الديون وهو ما مكن الإنجليز من السيطرة على الاقتصاد المصري، وقد شكلت في عهد الخديوي توفيق عشر وزارات بسبب الاضطرابات التي كانت سائدة في عهده.
وفي عهد الخديوي توفيق اندلعت الثورة العرابية في عام 1881، ووقعت مصر في عهده تحت الاحتلال الإنجليزي عام 1882 بتأييد من الخديوي توفيق، وسقط مدينة الخرطوم السودانية في عهده في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم المصري هناك، وقد أصدر الخديوي توفيق 1883 القانون النظامي والذي تم تشكيل مجلس شورى القوانين بموجبه.
إنجازات الخديوي توفيق
وقد أسس الخديوي توفيق المسجد التوفيقي في بورسعيد، وقد ألغى مخصصات الأسرة الخديوية واكتفى بمائة ألف جنيه كمخصصات سنوية للأسرة، وقد تنازل عن أطياته من أجل سداد الديون الحكومية، وقد أظهر اهتمامه بالتعليم منذ أن كان وليًا للعهد فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة وأنشأ لجنة لبحث تنظيم التعليم وتم إنشاء المجلس الأعلى للمعارف في مارس عام 1881.
وقد ألغى الخديوي توفيق نظام السخرة وأصدر الأوامر بإصلاح الأوقاف الخيرية والمساجد، كما أصدر لاحئة الموظفين والمعاشات العسكرية والملكية، وقد بدأ بحفر الرياح التوفيقي، كما استدان مليون جنيه من أجل إصلاح القناطر الخيرية وأصدر لاحئة تنظيم الري، وتم إنشاء العديد من الشركات والبنوك الأجنبية في عهده، وفي عهد الخديوي توفيق توطدت أعمال الكثير من الشركات كشركات الترام والسكك الحديد والبواخر النيلية، وقد توفي الخديوي توفيق في السابع من يناير عام 1892 بقصر حلوان.