الخديوي عباس حلمي الثاني والصدام مع الإنجليز

3 سبتمبر 2024
الخديوي عباس حلمي الثاني والصدام مع الإنجليز

الخديوي عباس حلمي الثاني هو الحاكم السابع لمصر من أسرة محمد علي باشا، وكان هو آخر من يحمل لقب خديوي مصر والسودان، وكانت له العديد من الصدامات مع الاحتلال الإنجليزي والتي انتهت بعزله من الحكم.

الخديوي عباس حلمي الثاني

الخديوي عباس حلمي الثاني بن محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي، من مواليد الرابع عشر من يوليو عام 1874، وهو أكبر أبناء الخديوي توفيق، وقد التحق بالمدرسة العليا في عابدين في عام 1881، ثم في عام 1884 التحق بمدرسة هكسوس بسويسرا، وانتقل في عام 1888 لمدرسة ترزيانوم في النمسا لدراسة العلوم السياسية والعسكرية، وتولى حكم مصر رسميًا في الثامن عشر من يناير عام 1892 بعد وفاة والده الخديوي توفيق وكان عمره ثمانية عشر عامًا.

وبعد تولي الخديوي عباس حلمي الثاني حكم مصر عمل على أن تكون سياسته تتسم بالإصلاحية والتقرب من المصريين والعمل على مقاومة الاحتلال الإنجليزي، وهو ما أدى لخلعه من حكم مصر خلال الحرب العالمية الأولى ونصب الإنجليز بدلًا منه السلطان حسين كامل ليكون أول سلطان يحكم مصر، وذلك بالتزامن مع فرض الحماية البريطانية على مصر.

عصر الخديوي عباس حلمي الثاني

وعقب تولي الخديوي عباس حلمي الثاني حكم مصر أقال وزارة مصطفى فهمي باشا وهو ما تسبب في أزمة مع الإنجليزي وكانت هناك تحدي بينه وبين المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر وهو ما زاد من شعبيىة الخديوي عباس حلمي الثاني عند المصريين ولذلك كان هتاف بحياته ودعاء له، وقد حصل على تأييد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني والذي شجعه على مقاومة الإنجليز، وقد أعوز الخديوي عباس حلمي الثاني إلى مجلس شورى القوانين في مصر لرفض زيادة الاعتماد المخصص للجيش البريطاني وخفض ضرائب الأطيان بالإضافة لتعميم التعليم، وهو ما أدى لصدام مع الإنجليز أدى في النهاية لقبول رئيس الوزراء مصطفى رياض باشا لرغبة الإنجليز.

ورغم رغبة الخديوي عباس حلمي الثاني في مقاومة الاحتلال الإنجليزي إلا أنه كان يخسر معاركه أمامه ففي عام 1894 أبدى ملاحظات سلبية للقائد العسكري الإنجليزي عن الجيش الإنجليزي ووصفه بعدم الكفاءة وثارت إنجلترا من هذه التصريحات وهددت بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أذعن لهذه التهديدات وأصدر أمرًا عسكريًا للثناء على الجيش الإنجليزي وقام بالموافقة علي الطلب الإنجليزي بعزل الحكومة وتعيين نوبار باشا رئيسًا للوزراء.

فشله في الصدام مع الإنجليز

ومع فشله في مواجهة الإنجليز قرر الخديوي عباس حلمي الثاني التوجه لميدان أخرى للعمل حيث عمل على إصلاح الأزهر وتنصيب شيخ جديد له، وأرسل كسوة للكعبة، وزاد الغضب من الإنجليز عقب فتح مصر للسودان بالجيش والأموال المصرية ثم الاستيلاء الإنجليزي عليها وزادت في هذا الوقت مطالب الاستقلال ومنها دعوة مصطفى كامل للعمل مع الدولة العثمانية، وقد رفض الخديوي عباس حلمي الثاني الطلب الإنجليزي بتعيين قاض جديد للقضاة بدلًا من القاضي العثماني حتى لا تحدث فتنة بين مصر والدولة العثمانية تستفيد منها بريطانيا.

وقد حدثت في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حادثة دنشواي، كما رحل اللورد كرومر من منصبه في عام 1907، وقد أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني قرار بإنشاء الجمعية التشريعية في 1914 وتعيين سعد زغلول رئيسًا لها، وقد تم عزله في التاسع عشر من سبتمبر عام 1914، وقد توفي في منفاه بسويسرا في التاسع عشر من ديسمبر عام 1944.