تعتبر الخلافات من الأمور الطبيعية في أي علاقة زوجية، ولا يمكن أن يخلو منها أي منزل، إلا أننا ينبغي أن نعرف الخلافات الزوجية وأسبابها حتى يتمكن الزوجان من تجنب الإزعاج الذي يحدث بسببها، كما أن هذه الخلافات تتشابه في معظم الأماكن ومختلف المجتمعات.
الخلافات الزوجية وأسبابها
تقع العديد من المشاكل الزوجية بسبب اختلاف الزوجين على أمر من الأمور دون النظر بعين الاعتبار لما قد تسببه هذه الخلافات من نتائج سلبية على الطرفين وعلى العلاقة بينهما، وفي أغلب الأحيان يكون سبب المشكلة بين الزوجين أحد الأسباب الآتية:
المال
يقضي الزوجان معظم وقتهما في السعي من أجل توفير حياة كريمة وتأمين المتطلبات اللازمة لحياتيهما سويا، ونظرا لظروف الحياة الصعبة فقد يكون ذلك أحد أهم الأسباب وراء شجار الأزواج، ويعتبر النزاع على المال من أكثر النزاعات التي لا يمكن التخلص منها بدون إدراك الشريكين لظروفهما المادية، وتقدير كل طرف لمجهودات الآخر في هذه الناحية، عن طريق الإنفاق في الضروريات والتعايش مع الظروف.
الغيرة
من أكثر الأمور التي تثير الخلافات بين الزوجين الغيرة التي تظهر أحدهما أو كليهما، ومن المعروف أن الغيرة هي من الطباع التي يصعب تغييرها، إلا أنه يمكن تجنب الشجار بسببها عن طريق الاهتمام بمشاعر الشريك، وتجنب كل ما يسبب الغيرة، وعلى الشريك الذي يشتكي من غيرة شريكه أن يدرك أن تصرفاته التي تظهر في شكل شجار إنما هي انعكاس للأحاسيس الداخلية المؤلمة.
الاختلافات الكثيرة و عدم التوافق
هناك العديد من الاختلافات التي تظهر كثيرا بين الأزواج، كالاختلاف على الهوابات المفضلة لدى كل منهما أو الاختلاف على نوع الطعام، وغيره، وهذه الاختلافات تتسبب في الشجار بين الشريكين، ولكي يتجنبان هذه الشجارات ينبغي عليهما احترام كل منهما لاهتمامات شريكه، وعدم الاستهزاء بها، ومحاولة التعايش مع هذه الخلافات وتفهمها.
اختلاف الأولويات
كما نجد أن اختلاف الأولويات بين الشريكين من أبرز الأمور التي تتسبب في الشجار بينهما، فعلى سبيل المثال نجد أنه من الأولويات لدى أحد الشريكين شراء منزل واسع، في حين يريد الآخر شراء سيارة فارهة، وهنا نرى الاختلاف بين الشريكين في كيفية استخدام الأموال التي لديهما كل منهما حسب طموحاته، لذا يجب عليهما لكي يتخلصا من هذا الشجار يحاولا سويا الوصول لأهداف مشتركة، والاتفاق على أولويات موحدة لديهما.
الإجهاد و الضغط النفس
تعتبر الضغوطات النفسية التي تواجه أحد الشريكين أو كليهما بسبب الضغط في العمل أو في الأعمال المنزلية اليومية ورعاية الأطفال، هو أكثر الأسباب التي تخلق الشجارات بين الأزواج، فالنفسية التي تشعر بالضغط دائما يكون لديها استعداد للشجار حتى على أصغر الأمور، ويتمثل الحل في هذه الحالة محاولة الفصل بين ما يجري في العمل بمجرد الدخول للمنزل وذلك في حال كانت الضغوط من الخارج، كما ينبغي على الطرفين أن يقدر كل منهما مجهودات الآخر والصبر على عصبيته، لكي ينتهي الشجار سريعا.
قضاء وقت طويل خارج المنزل
يعتبر المكوث طويلا خارج المنزل من أبرز الأدلة على عدم تقدير قيمة الارتباط، ومن الطبيعي أن يعترض الطرف الآخر على ذلك مما يسبب الخلاف بينهما، فمن أبرز مميزات الحياة الزوجية أنها تتيح أوقاتا كثيرة ليتشاركها الشريكان سويا، وينبغي على الشريكين في هذه الحالة محاولة الحفاظ على التوازن بين حياته المنفردة وحياته التي يشاركه بها شريكه.
الخلافات الزوجية وأثرها على الأبناء
من المعروف أن الشجارات الزوجية تؤثر سلبا على الأطفال، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن تلك الشجارات تؤثر على حالة الطفل النفسية والعقلية، وتفقده القدرة على التعايش مع البيئة الخارجية، كما أن هذه الشجارات قد تخلق لدى الأطفال حسا إجراميا خاصة الشجارات العنيفة أو التي يتخللها سب وشتم، ومن المعروف أن الشجارات الزوجية تعتبر بمثابة أولى الخطوات التي تساهم في انحراف الأبناء.
الخلافات الزوجية في الاسلام
على الرغم من أن الشجارات الزوجية تعتبر من الأمور العادية بين أي زوجين إلا أن الدين الإسلامي أمرنا بتجنب جميع الأسباب التي تؤدي إلى تلك الشجارات، ومحاولة التفاهم والنقاش بشكل إيجابي، وذلك لأن الشجارات الزوجية هي بداية الطريق نحو انهيار الأسرة، والذي يؤدي إلى الانفصال ثم ضياع الحياة، ومن هنا جاء أمر الإسلام للشريكين بصبر كل منهما على الآخر حتى لا يقعا في مثل تلك المشاكل.