عثمان بن عفان هو خليفة المسلمين الثالث وأحد كبار الصحابة، كما أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، ويكنى بذي النورين لزواجه باثنتين من بنات الرسول صلي الله عليه وسلم.
عثمان بن عفان
عثمان بن عفان واسمه أبو عبد الله عثمان بن عفان الأموي القرشي، وقد ولد الصحابي الجليل في الطائف في عام 576 ميلادية، وهي السنة السادسة بعد عام الفيل، وكان عثمان بن عفان من أهم سادات وأغنياء قريش في الجاهلية وكان من أغنياء المسلمين وأكثرهم إنفاقًا في سبيل الله.
وكان يعرف عن عثمان بن عفان العلم والحكمة والحلم، وكان كثير الكرم والإحسان، وقد كان أهل مكة يقصدونه للتحكيم فيما بينهم، وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم “أصدق أمتي حياء عثمان”.
وكان إسلام عثمان بن عفان في بداية الدعوة الإسلامية بعد بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم، وكان من دعاه للإسلام هو أبو بكر الصديق واعتنق عثمان بن عفان الإسلام بعد هذه الدعوة مباشرة.
خلافة عثمان بن عفان
بايع المسلمون عثمان بن عفان بالخلافة بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وذلك في عام 23 من الهجرة، وكان من رشحه للخلافة هو الصحابي عبد الرحمن بن عوف حيث قام بجمع الناس وأخذ البيعة له ووافق الناس على بيعته، وتم في عهد عثمان بن عفان جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.
واتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان بشكل كبير حيث وصل جيش المسلمين إلى إفريقيا وقبرص والعديد من البلاد التي كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية، وفي عهد عثمان بن عفان تم تأسيس أول أسطول إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات الدولة البيزنطية.
الفتنة ومقتل عثمان بن عفان
شهدت خلافة عثمان بن عفان وقوع فتنة كبرى كان السبب الأول فيها هم بعض الحاقدين على الإسلام وغير العارفين بحقيقة الدين، وكان من بين القائمين على الفتنة اليهود، حيث تم إثارة الكثير من الشبهات حول الخليفة عثمان بن عفان وخلافته وكان الهدف هو كسر شوكة الدولة الإسلامية.
وخلال هذه الفتنة تم تحريض الكثير من أهل الأمصار الإسلامية كأهل الكوفة ومصر والبصرة على عثمان بن عفان حيث توجهوا للخليفة عثمان بن عفان في المدينة المنورة وطلبوا منه التنازل عن الخلافة، وتعامل معهم عثمان بن عفان بحكمة شديدة حيث التقى بهم في المسجد مع الصحابة وأقنعهم بحكمته بما يوضح لهم كافة الأمور، ولم يتعرض لأي منهم بالقتل أو السجن ليعودوا سالمين لبلادهم.
ولكن كثير ممن جاءوا للمدينة لم تكن نوايهم طيبة بل إنهم كانوا يحملون الشر تجاه المسلمين ودولتهم واتفقوا على العودة للمدينة المنورة من جديد، وتظاهر اليهودي عبد الله بن سبأ بالإسلام وهجم مع أصحابه على بيت عثمان وقتلوه.
وكان مقتل عثمان بن عفان في الثامن عشر من شهر ذي الحجة للعام الخامس والثلاثين من الهجرة النبوية، وكان قتل عثمان بن عفان وهو جالس في بيته يقرأ القرآن الكريم ولطخ دمه المصحف الذي كان يقرأ منه، وكانت وفاته عن عمر اثنان وثمانون عامًا قضى منهم اثنى عشر عامًا خليفة للمسلمين.