الرقص التعبيرى هو لغة فنية للتعبير عن الروح والذات، فلكل منا طريقته الخاصة للتعبير يستمر بواسطتها مع الآخرين، فالرقص يعتبر إحدى تلك الأساليب ولكن يجب معرفة ما ذلك النوع وعلى أي شئ يعتمد.
والجدير بالذكر أن الرقص التعبيرى هو فن تصميم الرقصات ويطلق عليه اسم فن (الكريوغرافيا) وهذا الإسم أُطلق نسبة إلى (كريوغراف) وهو أسم يُطلق على مصمم الرقصات والمسؤول عن التنظيم للحركة في العرض المسرحى.
كما أن الرقص التعبيري بالرغم من أنه صامتاً، ولكنه كافى للتعبير على ما يرغب قوله الراقص عن طريق انسجام الحركات مع المشاعر والموسيقى.
ما هى الأقسام الخاصة بالرقص التعبيرى؟
كما هو سائد فإن الرقص التعبيري يقسم الى فرعين رئيسيين (كلاسيكي ومعاصر) فكيف يمكننا أن نميز فيما بينهم؟
فى ذلك المنحى يذكر لاوند: أن مدارس الرقص ليست فقط مقتصرة على مجالات الجاز والبالية مودرن واللمون والاكلاسيك بل هى نوع من أنواع الرقص الجديدة ولكن كيف لنا أن نفرق بينهما.
والجدير بالذكر أن لكل منها أسلوب معين، فكل مدرسة يمكنها اختيار ما تفضله عن الأخرى لأن لديها اطلاعاً بحسب المختصين؛ ولذلك يمكننا التفريق بين الجاز والباليه الكلاسيكى أو حتى عن الباليه المودرن.
فعلى سبيل المثال مدرسة (مارتا غراهام) أول من اعتمدت على النفس العالى في الجسد، كما أن اللمون يعتمد أيضاً على الحركات الأرضية للراقص.
لاوند هاجو وعلاقته بالرقص المعاصر وماذا قال عنه؟
بدأ الرقص في فرقة زنوبيا القومية عام 1990، كما اهتمت تلك الفرقة بالجمع بين الرقص الشعبي والرقص المعاصر وكان هذا على يد الخبيرة التشيكية (آنا تشومبيليك) بالإضافة إلى المصمم السوري “معتز ملاطيه لي”، وبعدها بدأ لاوند مشواره مع تلك الفرقة مهرجانات عالمية ودولية منها (الهند، الأردن، هولندا ومصر) وغيرهم الكثير.
فى عام 1994 التحق بفرقة فهد العبد الله اللبنانية كراقص ومدرب وشارك في العديد من المهرجانات منها: (منزل الدين، بعلبك، ماليزيا، دولة فرنسا).
أسس للمرة الأولى فرقته الخاصة عام 2001 وسماها بإسم (رماد للمسرح الراقص) وقدمها بأول عرض على المسرح الثقافي الفرنسي، واستمرت عروضه عام كامل بمناسبة يوم الرقص الدولي يوم 29-4 من كل عام.
ولكن في القرن العشرين بشكل فعلي خرجوا من كلاسيكية الرقص، فالروس على طريق المثال كانوا يقدمون بحيرة البجع وغيرها، عن الباليهات الدولية لأن الباليه على العموم يعتمد على طاقة وأسلوب للرقص معين ولكن لا يعتمد على فكرة الإحساس والمشاعر.
متى ظهر الرقص التعبيرى المعاصر؟
في أعقاب الحرب الدولية الثانية تحديداً ظهر الرقص التعبيرى المعاصر لأنه كان ثورة السيدات للتعبير عن مشاعرهم، وبمعنى آخر أنهم كانو يعيشون في شُح استثماري وسوء معاملة دون رجالهم وغيرها من أمور تنجم عن الحرب.
فخرج فئة من النساء وقاموا بالتعبير عن مشاعرهم ورقصن بحريه في الشوارع وكانوا ينزعون أحذيتهم ويرقصون حافون الأقدام لكى يشعرون بالحرية ومن هنا جاءت فكرة أن أهم شئ بالرقص المعاصر رابطة قدم الراقص بالأرض.
فالرقص المعاصر هو التعبير عن فكرة معينة بالأداء الجسدى أو الروحى، فإذا ما تمتع الراقص بهذه الصفات فهو غير قادر على الخوض في الرقص المعاصر.
فالرقص المعاصر تعبير ذاتي عن الروح الداخلية التى تعبر عن الحرية وأيضاً هى لغة لتجعل الجسد يحكى ما بداخله دون الكلام، وإخراج الطاقة السلبية للجسد دون خطوات معروفة ودون حساب قبل أن تمنح الإحتمالية أن تكون جزءاً من الطبيعة فهي ثائرة لا تقيد حرة تمنح جمالاً فوضاوياً جميلاً.
كيف يساهم الرقص التعبيرى بشكل كبير في شفاء الروح والجسد؟
تحديداً هو ما قالته البروفيسور زابينا كوخ رئيس قسم الدراسات العليا للعلاج الحركى والدواء بالرقص بجامعة هايدلبرغ الألمانية على نحو علمي لقناة DW الألمانية، حيث صرحت في حوارها أن الرقص هو اللغة الوحيدة لتعبير المريض عن مشاعره سواء كانت بالفرح أو الحزن وذلك عن طريق الحركة وإدراك وضعية الجسد والشعور به، لذلك يستخدم كعلاج في العديد من الأمراض مثل الاضطرابات النفسية كالاكتئاب بكل أنواعه والتوحد والفصام، لذلك يلجأ للرقص التعبيري على فكرة الارتباط الوثيق بين المشاعر والحركة مما يجعله طريقة ناجحة في علاج الأمراض النفسية.