السلوك العدواني عند الأبناء وكيفية علاجه؟ يعاني بعض الاباء من تصرفات ابناؤهم بسبب سلوكهم العدواني حيث أنهم لايستطيعون أن يعالجوا هذه المشكلة لديهم بالرغم من أنها قد تكمن في عنف الاباء أنفسهم أو عند تعاملهم بصورة سلبية شديدة معهم مما يدفع الأبناء إلى التعامل بعدوانية مع الاخرين كرد فعل طبيعي لعدم إيجاد حل للمشاكل التي تؤثر عليهم لذلك يجب على الاباء التعامل بهدوء مصحوب بصرامة لوضع حدود واضحة في التعامل معهم ومع الاخرين.
وعلى الاباء أن يدركوا أنهم جزء من المشكلة لذلك يجب أن يساعدوا أطفالهم في الخروج من المشاكل أو الأمور الصعبة دون اللجوء للعنف والعدوانية ولابد أن يدركوا أيضا أن معالجة أطفالهم من هذه الصفة لن تكون بين عشية وضحاها حيث يحتاج الأمر للكثير من الجهد والوقت ومن الجدير بالذكر أن الأبناء في تلك المرحلة يحتاجون لوجود أباؤهم بجانبهم كي لاتزداد حالتهم سوءا.
طريقة التعامل مع السلوك العدواني لدى الأطفال
وتختلف طريقة التعامل مع الابناء باختلاف أعمارهم فالعنف قبل سن المدرسة يتم علاجه من خلال عدم تجاهل رد فعلهم تجاه المواقف وعدم تجاهل أخطائهم أيضا ومعاقبتهم على تكرار الخطأ وربما تحتاج أن تبعد ابنك عن المشاكل العائلية وتساعده في التحكم بمشاعره بطريقة صحيحة فمثلا إذا كنت في مكانا ما لتتسوق وبدأ طفلك في عمل ضوضاء كي تشتري له لعبة فيمكن حينها أن تقول له :” أنت تفعل الكثير من الضوضاء في هذا المكان وهذه اللعبة لن يتم شراؤها فإن لم تكف عن ذلك سنغادر المكان حالا”.
ويمكن أن تتحدث مع طفلك كثيرا قبل الزيارات العائلية قائلا له :” عليك أن تلعب مع الأطفال الموجودين هناك ولكن بهدوء ودون مشاكل وإلا سنغادر المكان فورا” ويكون هذا الحديث في صورة نقاش حتى لا يأخذه الطفل بصيغة أمر ويزيد من عناده معك.
يمكنك أيضا علاج هذا الأمر من خلال إعطاء طفلك إجازة بالذهاب معه إلى أماكن هادئة وتقل له في هذا الموقف :” أحب أن أراك هادئا ولاتضرب أخوتك لأنك غاضب فإذا ضايقك أحد من الممكن أن تجلس وحدك حتى تهدأ ثم تستكمل اللعب معهم إن أردت ذلك ويمكن أيضا أن تخبرني بما فعلوه تجاهك وإن أخطئوا سأعاقبهم بطريقتي”.
ويجب أيضا أن تتعامل مع كل من يهتم بطفلك في غيابك فكل ما يتعلمه وأنت بعيد عنه يسير على نفس طريقتك في تربيته لذلك يجب عليك أن تنسق مع المربية طريقة تربيته وأن تتأكد بنفسك من فترة لأخرى أنها تسير على الطريقة المتفقة بينكما.
وإن كان طفلك في عمر المدرسة من الضروري أن تراجع المدرسة من حين لاخر لمعرفة سبب ذلك السلوك ويجب أن تعلم أن هناك أخطاء يكفي عقاب المدسين لها مثل الركض في الطرقات أو مضغ العلكة في الحصة فلا يصح أن تستكمل هذا العقاب في المنزل ولكن الأفعال التي تجعل الطفل تقول ألفاظا خارجة أو يتعامل بعنف مع أصدقاؤه وأخوته عليك أن تتخذ فيها إجراء صارم مع ضرورة مناقشة مدرسيه في ذلك الأمر ومعرفة الطريقة اللازمة لتقويمه وإن كانت هذه هي المرة الأولى التي تصدر عنه تلك الأفعال عليك بتوجيه من ناحيتك أولا وإخباره بأن هناك طرق أخرى يمكن فيها حل هذه المشاكل دون اللجوء للعنف أو الألفاظ الخارجة ويمكنك أن تسأله أيضا إذا تكرر الموقف يوما ما مرة أخرى ماذا ستفعل كي يفكر في طريقة مناسبة للتحكم في غضبه ويمكن أن تعاقبه من خلال أمره بكتابة 10 أشياء أو أقل أو أكثر سيغيرها في سلوكه.
كيفية التعامل مع السلوك العدواني عند المراهقين
وإذا كان ابنك في عمر المراهقة فعليك بتفكيره دوما بأن العدوانية لاتحل المشاكل وأن تكتب له ورقة تحتوي على قواعد مختلفة وتعلقها له على الثلاجة حيث تقول له فيها :” التصرف بعدوانية لايقبل له عذر أنا لم أستمع لأي شيء تقوم به حينها ستحاسب على هذا السلوك السيء لأنها غلطتك وحدك” كلما تعامل ابنك بعدوانية مع الاخرين سواء أصدقاؤه أو أخواته ذكره بتلك القواعد ومن المتوقع أنه سيقوم بإلقاء اللوم على ضحيته فمثلا إذا حاول الاعتذار له سيقول :” اسف جدا لكنك اجبرتني على التصرف بهذه الطريقة ” ولكن هذا النوع من الاعتذار لا يكون اعتذارا مقبولا.
ومع مرور الوقت قد ترى أن الخطأ يتكرر ثانية ربما لأنه يوجد لديه طاقة لايستنفذها إلا باللجوء إلى هذا السلوك العدواني لذلك يجب تشجيعه على ممارسة الرياضة والاشتراك في أحدى الأندية أو الاهتمام بموهبة معينة لديه كي تتحول مشاعره إلى طاقة إيجابية أو أن تخوض معه الكثير من الحوارات حول كيفية حل المشكلات دون اللجوء لهذا السلوك العدواني الذي يجعل كل من حوله يبتعدون عنه فمثلا إذا حاول أن يبعد أخيه بعنف من أمام الحاسوب عليك بتوجيه وإخباره بأن هذا الأمر خاطئا ولكن بعد أن يهدأ.
أسباب السلوك العدواني
إن السلوك العدواني هو ذلك السلوك الذي يكون الهدف من ورائه إلحاق الضرر والأذى المعنوي أو المادي بالاخرين وهناك أسباب نفسية واجتماعية تجعل الفرد يتصرف بعدوانية ومن هذه الأسباب:-
الحرمان
بسبب عدم إشباع رغبة معينة يلجأ الشخص للتصرف بعدوانية لتعويض ذلك الشعور والحرمان قد يكون مادي أو معنوي فمثلا يكون حرمان من العطف أو من الحاجات الأساسية.
الإحباط
من أهم الأسباب التي تجعل المرء يتصرف بعدوانية هو الإحباط لأنه يعرقل الوصول إلى الأهداف مما يثير الغضب ويدفع الشخص للتصرف بعدوانية.
الشعور بالغيرة
قد يظهر هذا الشعور في شكل انعزال عن المشاركات أو انطوء أو يظهر في شكل سلبي كالتخريب والانفعال والاعتداء وهذه الأفعال تعتبر شكل من أشكال العدوانية.
الشعور بالنقص
إن هذا الشعور يمثل فقدان جانب مهم للغاية من الناحية العاطفية للفرد ويؤدي للأنطواء ومنه إلى العدوانية تجاه الاخرين.
الأسرة
حيث يتطبع الطفل بسلوكيات تتماشى مع ثقافة الأسرة وإذا كانت الأسرة من صفاتها العدوانية سيعاني الطفل من السلوك العدواني أيضا.
عدم مقدرة الطفل في التواصل مع الاخرين
إن عدم مقدرة الطفل عن التعبير عما بداخله بسبب عجزه عن التواصل مع أفراد الأسرة وذلك يكون لأسباب نفسية أو لغوية للجوء إلى التصرف بشكل عدواني تجاه الاخرين.
كبت طاقة الطفل
إن كبت الطاقة الموجودة في جسم الطفل من قبل المدرسة أو الاسرة تجعله يفرغ هذه الطاقة على شكل تصرفات عدوانية تجاه الاخرين.
وفي العموم يجب إبعاد الأطفال عن النماذج الذي يكتسب منهم سلوك سيء لأنه يكون في مراحل حياته الأولى التي يتعلم فيها ويكتسب صفات سيئة أو حميدة ممن حوله.
المدرسة
إذا كان الطفل يعاني من سوء تكيفه مع المدرسة ويلاحظ ذلك من خلال عمله الدراسي بحيث يعاني من تأخر في إعداد واجباته أو فهم شيء ما يسبب له الشعور بعدم الثقة في نفسه والشعور بالنقص الذي يجعله يبتعد عن الاشتراك في النشاطات الجماعية بسبب فشله في تحصيل دروسه أو الإهمال الذي يتلقاه من قبل المدرسة أو الأصدقاء فيدفعه ذلك لاستخدام أساليب التعويض والتي تتمثل في التصرف بعدوانية دون وعي وإدراك منه لجذب انتباه الاخرين ولإثبات أهميته كفرد يوجد بينهم.