لم تفصح الهند عن كل أسرارها بعد، فمن بين ملايين يذهبون سنويًا إلى أرض الطبيعة الساحرة، من يعود منهم يتخيل كما لو أنه لم يزرها قط، فالبلد الآسيوي الواقع في مساحة شبه قارة، يمتلئ بغابات ومدن ووجهات سياحية، يتعذر على شخص الإلمام الكامل بها من زيارة أو اثنتين، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على السياحة في غابات سونداربانس.
السياحة في الهند
تعتبر الهند عاصمة الغرائب في العالم، ووضعت الحكومة برنامجًا لتنشيط سياحة الغابات، التي تستهوي أعدادًا متزايدة من البشر حول العالم، وأهمها على الإطلاق محمية أشجار المانغروف الاستوائية، لتضم درة جديدة إلى جوهرة الوجهات السياحية التقليدية فيها.
وتقف غابة سونداربانس كأهم المناطق الجديدة في غابات المانغروف، حيث تعد أكبر موطن لنمور البنغال الملكية في العالم، وموطن لأندر وأقدم أنواع الأشجار الاستوائية المعمرة على الإطلاق، والتي يلم تمتد إليها أياد بشرية، لتكون بالفعل أجمل جنة في بلاد العجائب والغرائب.
السياحة في غابات سونداربانس
من أجل تشجيع السياحة في غابات سونداربانس تنظم الجهات المحلية جولات باستخدام قوارب كبيرة، يتوافر بها إمكانية المبيت، كون الغابة هي الأخطر في العالم، حيث يعيش بها 400 نمر البنغال الملكي، يفضلون اللحم البشري متى توافر أمامهم، إضافة إلى أخطر الثدييات على الأرض وأكبرها “تماسيح المياه المالحة”، التي تعد واحدة من أكبر اللاحمات (التي تتغذى على اللحوم) في الأرض، بجانب تماسيح النيل.
وتضم الجولة كذلك المرور على سكان الغابات، الذين حافظوا على نمط حياتهم لآلاف السنين، حيث تشمل الجولة مشاهدتهم وهم يمارسون حياتهم اليومية، من زراعة وتقشير وتخزين الذرة، الغذاء الأهم لديهم، ويمارسون الحرف المحلية القديمة.
وتشمل الجولة زيارة غابات سونداربانس تايجر، بأبراج المراقبة فيها، والتي تمكنك من الاقتراب إلى الحد الأقصى الممكن لمشاهدة أخطر الحيوانات على الأرض، وربما حالفك الحظ لمشاهدة الحمام الشمسي المعتاد للتماسيح في قلب الغابات.
وتعتبر غابة سونداربانس مجموعة من المستنقعات المائية العذبة، الناتجة من اتحاد ممرات 3 أنهار آسيوية، هي: بادما وبرامبوترا وومغنا، ومدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بتركيبتها الفريدة، وممراتها المائية الرائعة.
السياحة في كلكتا
أقرب المناطق المأهولة إلى الغابة، حيث يمكن البدء بالجولة هي مدينة كلكتا الهندية، التي توفر لزوارها جميع إمكانيات البقاء فيها، مثل الفنادق والمنتجعات، ووسائل النقل إلى الغابة، ثم التوجه إلى محمية سونداربانس عبر القطار، حيث تعد الرحلة في حد ذاتها متعة خالصة في قلب الطبيعة.
ويفضل القيام بالرحلات النهرية الجماعية إلى الغابة، لتوفير قارب كبير، يحتوي على أماكن المبيت، إذ أن الغابة منطقة خطرة للغاية للبقاء فيها وقت طويل.
رحلة في غابات سونداربانس
تعد الغابة أكبر حزام ساحلي متكون من غابات المانغروف في العالم، وتغطي سونداربانس مساحة تفوق 10 آلاف كيلومتر مربع، أي حوالي ثلث مساحة المستنقعات المائية.
والغابات ليست مجرد مستنقعات المنغروف ولكنها تشمل عددًا من المدرجات الأخيرة المتبقية من الغابات الجبارة التي كانت تغطي سهل الغانج، ويلحظ الزائر ببساطة ومع لحظاته الأولى سبب اعتبارها الأكبر في العالم، إذ يتسع الخليج في بعض الأحيان وكأنه بحر بلا شطئان.
وتنتشر في سونداربانس عديد من الحيوانات النادرة، مثل نمور البنغال الملكية، ونحو 30 ألفًا من الغزلان، وسلاحف ريدلي الزيتونية، وعدد من الطيور الملونة ذات الألوان المزركشة.
