الصحابي أبو هريرة هو من أكثر الصحابة رواية للحديث النبوي الشريف، وهو من أكثر الصجابة ملازمة وصحبة للرسول صلي الله عليه وسلم، وروى أبو هريرة عن النبي أكثر مما روى غيره.
أبو هريرة
الصحابي الجليل أبو هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي من قبيلة دوس، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر، ولقب عبد الرحمن بن صخر بـ أبو هريرة لأنه كان يرعى الغنم في صغره ومعه هرة صغيرة كان يحتفظ بها في الأشجار ليلًا وكان معروفًا بعطفه عليها ورعايتها وإطعامه، وأسلم الصحابي أبو هريرة في السنة السابعة من الهجرة، حيث كان في الثامنة والعشرين من عمره.
عرف أبو هريرة بكثرة روايته للحديث النبي حيث كان مصاحبًا وملازمًا للرسول صلي الله عليه وسلم ولم يفارقه لمدة ثلاث سنوات، وقد روى عنه ثمانمائة صحابي وتابع كالإمام أحمد بن حنبل، وكذلك الإمام مالك بن أنس، وهو ما يؤكد كثرة حفظه للأحاديث، فقد كان محبًا للعلم وكان الطلاب يقبلون عليه فقد عرف بالأخلاق الحميدة كالتواضع وقوة الذاكرة وعدم النسيان، وقد كان محبًا للنبي صلي الله عليه وسلم ولآل بيته.
وكان الصحابي أبو هريرة يعيش بعيدًا عن مكة المكرمة، وقد قدم إلى خيبر في السنة السابعة من الهجرة، وكان أبو هريرة شديد الحب لأمه ولذلك كان يسعى لدعوتها للإسلام، وذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أنه يدعوا لها بالهداية ففعل النبي وعندما عاد أبو هريرة للبيت نطقت أمه بالشهادتين، وقد طلب أبو هريرة من النبي صلي الله عليه وسلم أن يدعوا الله له بأن يحب المسلمين فيه وفي أمه، ففعل النبي وقد كان أبو هريرة قوى الذاكرة بفضل دعوة النبي له، وكان يجتهد بالحديث عن النبي صلي الله عليه وذكر كل ما سمعه منه حتى لا يكون كاتمًا للعلم.
صفات أبو هريرة
ومما عرف عن أبي هريرة أنه كان شديد الفقر فقد كان يربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع، وكان أبو هريرة من أهل الصفة الفقراء، وقد شهد أبو هريرة من النبي صلي الله عليه وسلم كما شهد كافة الغزوات في عهد الخلفاء الراشدين فقد شارك في حروب الردة، واعتزل الفتنة الكبرى.
وتولى أبو هريرة إمارة البحرين في عهد خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب، كما أن أبو هريرة كان نائبًا لمروان بن الحكم على المدينة المنورة كما كان هو الأمير عليها في حال غيابه، وعرف عن أبو هريرة نصحه للآخرين فقد كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولم يكن يبتغي من الدنيا شئ سوى رضا الله وحب المسلمين.
وفاة أبو هريرة
وقد توفي الصحابي الجليل أبو هريرة في العام السابع والخمسين من الهجرة النبوية، وهو الموافق لعام 676 ميلادية، وذلك في المدينة المنورة وكان عمره سبعة وثمانين عامًا، وقد دفن أبو هريرة في البقيع.