حكاية الطبيب والمرأة والعجوز حدثت في العصر الحديث، ويقال أنها حكاية حقيقية، كان هناك طبيب جراح عالمي يدعى هشام، كان يستعد لحضور مؤتمر عالمي في أحد الدول، بالفعل توجه إلى المطار وجلس على مقعده في الطائرة وانطلق، كانت الأمور طبيعية تمامًا، حتى أعلن قائد الطائرة أن هناك عاصفة قادمة، وعليهم النزول لأقرب مطار والتوقف حالًا، هنا كانت كارثة، لأن الطائرة الثانية كانت سوف تبدأ رحلتها بعد مرور 16 ساعة، وبدأت الحكاية.
الطبيب والمرأة العجوز
عرف الطبيب أن الطائرة القادمة أمامها 16 ساعة للحضور، ويمكن أن تتأخر أكثر إن استمرت العاصفة أو سقطت الأمطار، عندها ذهب وهو غاضب إلى مكتب الاستعلامات، أخبره أنه لا يمكنه الانتظار، لأن لديه مؤتمر هام للأطباء، كما أنه طبيب جراح عالمي، وهناك مرضى كثيرين ينتظرونه، عندها أخبره موظف الاستعلامات أن الأمر ليس بيديه، توجه الطبيب إلى مقعد الانتظار في المطار وشعر باليأس.
أخبره أحد الجالسين في مقعد مجاور له عن سبب أرتفاع صوته مع الموظف، أخبره الطبيب أن لديه ميعاد ولا ينبغي عليه التأخير، أخبره الرجل عن اسم البلدة التي يقصدها، أجابه الطبيب، وهنا أخبره أن هذه البلدة لا تبعد عن المطار سوى ثلاث ساعات بالسيارة، استأجر سيارة من المطار واذهب إلى وجهتك، وبعد نهاية المؤتمر يمكنك العودة للمطار مرة أخرى وأخذ طائرة العودة لبلدك، وافق الطبيب على الفكرة.
الطبيب يستأجر سيارة
تبدأ حكاية الطبيب والمرأة العجوز بتوجه الطبيب إلى موظف الاستقبال لكي يستأجر سيارة، بالفعل أخذ الطبيب السيارة وانطلق في رحلته، كان كل شئ على ما يرام، وكان الجو مناسب، لكن هبطت الأمطار وغابت الرؤية تمامًا، وأحس الطبيب أن فقد وجهته، هنا شاهد جوخ صغير جدًا، نزل من على السيارة حيث شعر بالتعب الشديد، وأطرق باب الكوخ الذي كان مفتوح بالفعل، وكان يوجد بداخله امرأة عجوزة.
يقف بالخارج الطبيب والمرأة العجوز تسمح له بالدخول، قال لها: “أريد التحدث في الهاتف”، لكن العجوز ضحكت وأخبرته أن هذه البلدة فقيرة جدًا، وهنا لا يوجد هواتف أو كهرباء، طلبت منه العجوز أن يجلس في المقعد وأن يتناول الطعام الموجود في الطاولة، وأخبرته أن يعد لنفسه الشاي حتى يشعر بالدفء ويستعيد طاقته.
الطبيب يشكر العجوز
مازال الطبيب والمرأة العجوز داخل الجوخ الصغير الضيق، لاحظت الطبيب وهو يأكل الطعام، أن العجوز تصلي وتدعو الله تعالى، ومن وقت لآخر تقوم بهز السرير الذي كان ينام عليه طفل صغير، شكر الطبيب العجوز وأخبرها أنها شديدة الكرم، أخبر الطبيب أنه سمعها منذ أن دخل وهو تدعو الله تعالى بماذا تدعو، قالت: “استجاب الله تعالى لي جميع دعواتي، إلا دعوة واحدة، أن يسهل لي أمري في هذا الصبي”.
أخبرته العجوز أن هذا الطفل يعاني من مرض شديد، ولم يتمكن أطباء هذه القرية من معالجته، وأخبروها أن هناك طبيب يعيش في الخارج وحده يمكنه علاج ابنها، وهي امرأة فقيرة لا تملك المال للذهاب لهذا الطبيب، عندها بكى الطبيب بشدة وهو يستمع لكلام هذه المرأة.
الطبيب يعالج الطفل
بعد أن انتهت المرأة العجوز من كلامها، قال لها الطبيب: “لقد استجاب الله تعالى دعائك، فقد حدثت صاعقة عطلت الطائرة وهبطت في مطار قريب من هنا، ثم نصحني آخر بأخذ سيارة للوصول إلى المؤتمر، أخذتها فسقط المطر من السماء فحجبت الرؤية عني، تاهت السيارة عن الطريق، حتى وصلت إلى الكوخ حيث تسكنين وحيث يسكن الطفل”، هنا علم الطبيب أن الله تعالى يستجيب دعوات المؤمنين، وعالج الطفل المسكين، وتنتهي قصة الطبيب والمرأة العجوز بشفاء حفيدها.