تعد العلاقة بين الفلسفة والعلم علاقة مهمة جدا للإنسان في جميع العصور، حيث استغرق العلماء عشرات بل مئات السنين للوصول إلى نظرة توافقية تجمع بين العلم والفلسفة، وسوف نتناول اليوم بالتفصيل القضايا المشتركة بين الفلسفة والعلم والفروق بينهما.
العلاقة بين الفلسفة والعلم
تبحث الفلسفة في القضايا الوجودية المجردة حول حقيقة الوجود، ومعنى حياة الإنسان، ومصير الإنسان بعد الموت، وذلك باعتبار أن الإنسان هو كائن مفكر يستخدم عقله للوصول إلى الحقائق، أما بالنسبة للعلم فهو أيضا يعني استخدام الإنسان لعقله للبحث عن حلول عملية للقضايا والمشكلات التي تواجهه في حياته اليومية.
في البداية اختلط التفكير العلمي بالتفكير الفلسفي لأن كلاهما لم يكن له قواعد ومباديء ثابته، وبمرور الوقت بدأت تظهر الفروق الجوهرية بين العلم والفلسفة والتي تسببت في حدوث الخلاف بين العلماء والفلاسفة بعد ذلك، وإليكم الآن الفروق بين العلم والفلسفة:
الفروق بين الفلسفة والعلم
لمعرفة العلاقة الجوهرية التي تجمع بين الفلسفى والعلم، يجب علينا أولا إدراك الفروق بينهما، حيث تختلف الفروق ما بين فروق في المنهج والموضوع والغاية من دراستهما، وأخيرا ذاتية وموضوعية كلا منهما حسب قواعده ومبادئه، وتكمن الفروق بين الفلسفة والعلم في النقاط التالية:
أولا: من حيث الموضوع
تعد الفلسفة علم كلي معنوي مجرد يبحث عن العلل البعيدة للظواهر التي تحدث بهدف الوصول إلى الحقائق الكاملة المجردة والاستدلال على الصانع الأول، أما العلم فهو جزئي حسي مادي لا يعترف إلا بالحقائق الملموسة والدراسات الحقيقية ويبحث في الظواهر المادية بشكل جزئي للتوصل إلى أسبابها.
ثانيا: من حيث المنهج
بالنسبة للفلسفة فإن المنهج الفلسفي هو منهج عقلي تأملي تحليلي، فهو يطرح الأسئلة ويبحث عن إجاباتها ولا يوجد لديه أي مسلمات لأن كل الظواهر والأشياء قابلة للسك، ولذلك فأن الفيلسوف لا يقر بصحة مبدأ أو فكرة إلا إذا ثبث صحتها بدلائل لا تقبل الشك.
أما المنهج العلمي فهو منهج تجريبي يعتمد على الملاحظة والتجربة، ويعتمد على مباديء وقواعد ثابتة ومحددة وهي ملاحظة المشكلة ثم وضع الفروض ثم القيام بالتجارب وأخيرا الوصول إلى القانون العلمي، وبذلك تصبح القوانين العلمية حقيقية غير قابلة للشك.
ثالثا: من حيث الغاية
الفلسفة تبحث عن العلل البعيدة لجميع الظواهر أو القضايا والمشكلات التي تحدث بهدف الوصول إلى الحقائق المجردة، أما العلم فهو يبحث عن العلل القريبة وأسباب حدوث الظواهر أو الحل الأسهل للمشكلات.
رابعا: من حيث الذاتية أو الموضوعية
الفلسفة هي علم ذاتي حيث يعتمد على نظرة الفيلسوف للمشكلة وتختلف المباديء والآراء من فيلسوف إلى آخر، كما أنها تهتم بالجانب الإنساني أكثر من الجانب الموضوعي، على عكس العلم الذي يهتم بالجانب الموضوعي، وذلك على الرغم من اهتمام العلم الحديث بالجوانب الإنسانية الذاتية أيضا.
المبادئ المشتركة بين الفلسفة والعلم
يشترك العلم والفلسفة في العديد من النقاط والمبادئ، مثل:
- تهتم الفلسفة والعلم بالبحث عن الحقائق بهدف الوصول إليها كل منهم بطريقته المختلفة.
- يبحث العلم والفلسفة في العالم ومعناة والحياة، العلم ينظر إليهما من الجانب المادي أما الفلسفة فتستخدم النظرة المعنوية.
- كلا من الفلسفة والعلم يبحثان في تفسير الظواهر التي تحدث، فيبحث العلم في العلل القريبة المباشرة، فيما تنظﻻ الفلسفة إلى العلل البعيدة المجردة.