الكثير منا يختلط عليه الأمر فيما يخص الفرق بين القصة والرواية في الأدب. ولا جدال أن القصص والروايات من أكثر ألوان الأدب التي تحظى بجمهور عريض جدا.
وتحظى الروايات والقصص بشعبية كبيرة في العالم أجمع. ولعل السبب في ذلك هو كونها من أكثر ألوان الأدب التي تعتمد على تجارب ومواقف يصادفها الإنسان العادي بحياته الطبيعية.
وقبل أن نتحدث عن الفرق بين القصة والرواية سنلقي نظرة أكثر قربا على القصة والرواية.
القصة والرواية
لا يختلف اثنان على جماهيرية القصص والروايات حول العالم. وعلى اختلاف اللغات التي تكتب بها القصص والروايات، إلا أن كل جمهور القراء يهتم بها دون تقيد بلغة أو بلد.
ويرجع السبب في ذلك أن القصص والروايات في جوهرها هي مجموعة مواقف حياتية يمر بها كل البشر في حياتهم الطبيعية. فهي مجموعة تجارب قد يتعرض لها أي قارئ. كما أنها تقدم خبرات وأفكار تفيد القارئ في حياته اليومية.
ومن أهم عوامل شعبية القصص والروايات أنها تقدم سرد ممتع للأحداث. كما أنها تتكون من مجموعة كبيرة من الشخصيات، ولكل شخصية ظروفها وطريقة تفكيرها، ما يمنح القارئ وفرة في الخبرات والتجارب.
أيضا، عامل الصراع أو الحبكة من الأمور التي تميز الروايات والقصص. وكلما كانت الحبكة متقنة كانت فرص النجاح أكبر. كما أن الصراع الدائر في القصة أو الرواية كلما كان متقنا كانت أقدر على توصيل الفكرة منها.
وكثير من القراء يخلطون بين القصة والرواية، فنرى بعضهم يطلق على أي عمل كتابي اسم قصة. ونرى البعض الآخر يطلق على أي عمل اسم رواية. والواقع أن الفرق بين القصة والرواية كبيرا ومتعددا.
وفي هذا الموضوع، سنتطرق إلى أهم هذه الاختلافات، وسنشرح الفرق بين القصة والرواية.
الفرق بين القصة والرواية
كما ذكرنا، لا يقتصر الفرق بين القصة والرواية على أمر او عنصر واحد فقط. فهناك فوارق عديدة بين القصة والرواية، من جوانب كثيرة. نستعرضها فيما يلي:
من حيث المفهوم
إن الفرق بين القصة والرواية من ناحية المفهوم يمكن شرحه في النقاط التالية:
القصة القصيرة
القصة القصيرة هي أحد أنواع وألوان النثر. وتهتم القصة القصيرة بتناول تجربة أو موقف أو جانب واحد من الشخصية باختصار. ولا تهتم القصة بالإفراد لتفاصيل الشخصيات والأحداث.
الرواية
هي أيضا أحد ألوان فن النثر، لكنها أشمل من القصة في تناولها للمواقف والتجارب والشخصيات. فالرواية تعتمد على العديد من الشخصيات والأحداث والمواقف والتجارب. كما ينتج عن هذا التعدد نوع من التشابك والتعقيد والتفاصيل التي تبرزها الرواية تباعا.
وفي أحيان كثيرة، تناقش الرواية أكثر من موقف أو قضية، ومع تشابكر المواقف قد تتطرق إلى طرح مواقف جديدة.
من حيث الطول
يمكن ان نشرح الفرق بين القصة والرواية من حيث الطول في نقطتين:
القصة
يطلق عليها وصف “قصيرة” لأنها في الغالب لا يتخطلاى عدد صفحاتها 10 صفحات.
الرواية
كثرة تفاصيل الرواية وتشابك مواقفها يتطلب أن يكون حجمها كبيرا. وفي بعض الأحيان، يصل طول بعض الروايات إلى أكثر من 1000 صفحة.
من حيث الشخصيات
القصة
لا يتيح حجم القصة للكاتب إمكانية احتوائها على عدد كبير من الشخصيات. فالقصة تركز على موقف أو تجربة أو جانب معين. ويكون عدد الشخصيات محدود. وف بعض القصص يكون أبطال القصة شخص واحد. ولا تهتم القصة القصيرة كثيرا بالشخصيات الثانوية.
الرواية
على العكس من القصة، تضم الرواية العديد من الشخصيات. وقد يكون أبطال راوية او شخصياتها الرئيسية أكثر من بطل. كما أنها تعتمد بشكل كبير على الشخصيات الثانوية التي قد يكون دورها مؤثرا.
من حيث الأحداث
القصة
أحداث القصة القصيرة غالبا تتمحور حول شخص أو موقف واحد فقط. ولا تكون الأحداث في القصة طويلة.
الرواية
تضم الرواية العديد من الموقف والشخصيات. وينتج عن ذلك كثرة الأحداث وتشابكها. وغالبا ما تكون الأحداث في الرواية طويلة ومعقدة ومركبة.
من حيث القضايا المطروحة
القصة
تهتم القصة القصيرة كثيرا بالقضايا الاجتماعية. كما تركز أيضا على الجوانب الأخلاقية. وفي بعض القصص قد يتناول الكاتب جوانب اقتصادية لكن بشكل مجتمعي.
الرواية
تتيح الرواية للكاتب أن يتحدث فيها عن العديد من القضايا. لذلك، نجد أنواع مختلفة من الروايات، مثل البوليسية والاجتماعية والسياسية والفنية والاقتصادية والفانتازيا. كما تهتم الروايات بجوانب عديدة في الأحداث والشخصيات. لذلك، قد نجد رواية واحدة تناقش أكثر من قضية مما سبق ذكرهم.
من حيث الوحدة
القصة
تدور أحداث القصة في مكان وزمان واحد في أغلب الأحيان.
الرواية
من خصائص الرواية أنها تدور في العديد من الأماكن والأزمنة، وربما يدور بعضها في زمن طويل يصل لمئات السنين. كما أن بعضها مثل روايات الفانتازيا قد تدور في أمكنة وأزمنة من وحي الخيال.
من حيث العناصر الأساسية
وفيما يلي شرح الفرق بين القصة والرواية من حيث العناصر الأساسية لكل منهما:
القصة
تتكون القصة القصيرة من مجموعة عناصر هي:
- فكرة القصة: وهي الغرض الذي كتبت من أجله القصة ويراد له أن يصل إلى القارئ.
- الحدث: هو موقف أو تجربة أو جانب واحد تعرضه القصة.
- العقدة: أو الحبكة كما يسميها البعض. وهي ذروة العمل الأدبي التي تصل فيها الأحداث إلى أقصى درجات التعقيد، قبل أن تبدأ القصة في حلها.
- الشخصيات.
- الزمان والمكان.
الرواية
- تتكون الرواية أيضا من مجموعة عناصر تتشابه مع عناصر القصة، وهي:
- الشخصيات: وتنقسم شخصيات الرواية إلى شخصيات رئيسية وهم الأبطال، وأخرى ثانوية أو فرعية.
- العقدة: وهي ذات الحبكة التي شرحناها في القصة القصيرة
- الأحداث.
- الموضوع: يقصد به القضية التي تتناولها الرواية، وقد يكون بالرواية أكثر من موضوع.
- الزمان والمكان.
- الحوار: وهو من أهم عناصر الرواية، وهو ينقسم إلى شكلين: حوار مونولوج، وآخر خارجي.