تعتبر القرية الفرعونية واحدة من أهم المشروعات المصرية الحديثة، لإعادة الزائر عشرات القرون دفعة واحدة للخلف، بدأت كفكرة من الدكتور حسن رجب، بعد زيارته لقرية ويليامزبيرغ، التي تجسد حياة السكان الأميركيين الأوائل، وتحولت إلى واقع على جزيرة يعقوب في محافظة الجيزة، بالقرب من أهم الآثار المصرية القديمة على الإطلاق، الأهرام وأبو الهول.
القرية الفرعونية
وتتيح القرية للزوار تمضية يوم لمعاينة حياة المصري القديم، سواء الطبقة الراقية (النبلاء) أو عامة الشعب، ورؤية عاداتهم اليومية وأعمالهم، ومتابعة تفاصيل حياة المصري القديم واقعيًا.
ودشن العمل على القرية الفرعونية في 1974، بتهيئة العوامل التي تعزلها عن محيطها، مثل غرس الأشجار وإبعاد مظاهر الحياة الحديثة عنها، وعلى رأسها أشجار الصفصاف التي كان يزرعها ويستعملها المصري القديم.
وشيدت القرية على شكل معبد ضخم، باعتبار المعابد المصرية القديمة كانت أماكن العمل والعبادة، وأصبح المعبد هو رمز القرية الآن، بالإضافة إلى البيوت التي تنقسم لطبقات، كما كان الحال قديمًا، ففيها بيوت النبلاء وبيوت العامة، وأماكن تجهيز ورق البردي الحيوي في الحضارة المصرية القديمة، وأماكن التحنيط، والحقول، وتم استخدام طرق الري ذاتها التي استعملها المصري القديم، وافتتحت بعد 10 سنوات، ويتم تطوير القرية بصورة مستمرة.
محتويات القرية الفرعونية
وتحتوي القرية على نماذج لأهم إنجازات الحضارة المصرية القديمة، مثل نسخة طبق الأصل من مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وافتتحت العديد من المتاحف في القرية، والتي تتضمن عددًا من قطاع الآثار المصرية النادرة.
ويمارس العمل الفعلي في القرية 150 ممثلًا، تم اختيارهم وتدريبهم، يرتدون الملابس المصرية القديمة، ويقومون بالأعمال ذاتها كما في الحياة المصرية القديمة، وينقسمون إلى طبقات الفلاحين والعمال وصانعو الأدوات والقائمين بالتحنيط، دون التعامل مع الزوار، لنقل طبيعة الحياة المصرية بشكل كامل.
وتتيح القرية للزوار خدمات متعددة، مثل توافر منطقة ترفيهية للأطفال، يتعلمون فيها بعض الحرف البسيطة، مثل صنع أوراق البردي والفخار وغيره، وتسمى “توت لاند”.
وتضم القرية عددًا من المتاحف، تقص الأزمان التي مرت على مصر، بدءا من متحف الطب والتحنيط، ومتحف الأهرامات، مرورًا بمتحف كليوباترا، والمتحف البطلمي، ثم متحف الحملة الفرنسية ونابليون بونابرت، وأخيرًا متاحف لرؤسا مصر المعاصرين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وتمنح القرية للزوار ركوب مركب عائمة، والمرور عبر القنوات المائية التي تتخلل القرية، لمعاينة الحياة الدينية لقدماء المصريين، والآلهة والدين في حياة المصري، وأعمال النحت والرسم، التي منحت الحضارة المصرية الخلود والتقدير.
وتشمل الزيارة إلى القرية الفرعونية، قصة النبي موسى في مصر، وهي أحد أشهر القصص في الكتب المقدسة لأتباع الديانات السماوية الثلاثة، ومعلومات عن نبات البردي وطرق تصنيعه وتحويله إلي ورق، ونبذة عن طرق التحنيط وصناعة الورق والفخار والزجاج والأسلحة، ومعلومات عن طرق الزراعة والري والصيد عند الفراعنة، وطرق الرسم والكتابة الهيروغليفية، كل تلك المعلومات تسمعها وتشاهد مشاهد تمثيلية تحاكي الماضي، لتقريب الصورة ومحاكاة حياة المصريين القدماء ومعايشة كل تفاصيل حياتهم.