يعد اللواء محمد نجيب من أكثر الشخصيات جدلًا في التاريخ الحديث، بين من يعتبره تعرض للظلم حيًا وميتًا وبين من يعتبره كان يمثل خطرًا على ثورة 23 يوليو.
اللواء محمد نجيب
اللواء أركان حرب محمد نجيب من مواليد 9 فبراير 1901، ويعد هو قائد ثورة 23 يوليو 1952، وأول رئيس للجمهورية بعد القضاء علي الملكية، كما تولي العديد من المناصب عقب الثورة كرئيس الوزراء ووزير الحربية.
ومحمد نجيب من مواليد السودان، وتخرج بالمدرسة الحربية عام 1918، ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923، كما أنه حاصل على ليسانس في الحقوق ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي، ودبلوم في القانون الخاص.
وكان محمد نجيب ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، وشارك في حرب فلسطين 1948 وأصيب 7 مرات ولذلك تم منحه نجمة فؤاد العسكرية الأولى تقديرًا له، وتعرف لاحقًا علي الضباط الأحرار من خلال عبد الحكيم عامر، واعتمد عليه الضباط الأحرار لتقوية موقفهم والخروج بحركتهم للشارع المصري.
خلافه مع الضباط الأحرار
كان اللواء محمد نجيب على خلاف مع الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، وتم إجباره على الاستقالة من مجلس قيادة الثورة في 14 نوفمبر 1954، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل، وظل كذلك حتى عام 1971 حينما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه ولكنه ظل ممنوعًا من الظهور الإعلامي.
وبسبب خلافه مع الضباط الأحرار اختفى اسمه من الحياة السياسة ومن الشارع المصري، وبات الجميع يعتقد أن جمال عبد الناصر هو أول رئيس لمصر، وذلك حتى ثمانينيات القرن الماضي عندما عاد اسمه للظهور مجددًا وإعادة الأوسمة العسكرية لأسرته، وتم إطلاق اسمه على عدد من الشوارع والمنشآت العامة، وكانت آخر محطات تكريمه هو منح عائلته قلادة النيل العظمى عام 2013.
وفاة محمد نجيب
توفي اللواء محمد نجيب في 28 أغسطس 1984، وذلك بعد إصابته بغيبوبة بسبب مضاعفات تليف الكبد، ونقل على إثرها لمستشفى المعادي العسكري.
ودفن اللواء محمد نجيب في مقابر شهداء القوات المسلحة، بعد تشيعيه في جنازة عسكرية مهيبة حضرها رئيس الجمهورية في ذلك الوقت محمد حسني مبارك وأعضاء مجلس قيادة الثورة ممن كانوا على قيد الحياة.
ودفن محمد نجيب في مصر رغم أنه أوصى أن يدفن في السودان بجانب أبيه، ولكن تم تجاوز هذه الوصية ودفنه في مصر تقديرًا لتاريخه السياسي والعسكري.
وقبل وفاته دون اللواء محمد نجيب مذكراته الشخصية والتي صدرت تحت عنوان “كنت رئيسًا لمصر” تناول فيها تاريخه السياسي والعسكري ولكن كانت خالية من التحيز ضد مجلس قيادات الثورة رغم الخلاف الذي كان بينهم، وصاغ محمد نجيب الكتاب في مقدمة وأربعة عشر فصلًا تناوله في تاريخه وبعض الصور والخطابات التي كتبت بخط اليد.