المختار الثقفي هو أحد المشهورين بالشجاعة والفروسية في تاريخ العرب، وكان متأثرًا بالإمام علي بن أبي طالب، وابيه ابنه الحسين بن علي على الخلافة بعد مقتل والده، وعمل على الثأر ممن قتله في معركة كربلاء.
المختار الثقفي
والمختار الثقفي هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عفرة بن عميرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، وتعود ولادته لمدينة الطائف وكان مولده في العام الأول من هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم.
اشتهر المختار الثقفي بالشجاعة والفروسية، وكان متأثرًا بالإمام علي بن أبي طالب ولذلك فقد كان من أصحابه ومحبيه، وبايع ابنه الحسين بعد وفاته على الخلافة، وبعد مقتله في معركة كربلاء علم على تنظيم ثورة للانتقام من قتلته والأخذ بثأره، وبايع المختار الثقفي الكثير من شيعة الإمام علي علي هذه الثورة للأخذ بثأر الحسين.
ثورة المختار الثقفي
رفع المختار الثقفي شعار “يالثارات الحسين” خلال ثورته وسعيه لتأسيس دولة شيعية في العراق، ويعتقد البعض أنه هو المقصود بحديث النبي صلي الله عليه وسلم “إن في ثقيف كذابًا ومبيرًا” فيما يعتقد البعض أن المقصود بهذا الوصف هو الحجاج بن يوسف الثققفي.
بايع المختار الثقفي إبراهيم بن الأشتر النخعي علي الثورة للأخذ بثأر الحسين، وكان النخعي من المعروفين بالشجاعة، واتفقوا علي الخروج في منتصف شهر ربيع الأول لعام 66 هجرية لقتل من قتل الحسين بن علي.
وارتفعت شعارات المختار الثقفي بالأخذ بالثأر للحسين في جميع أنحاء الكوفة، وكان هناك اتفاق مع ابن حنيفة محمد بن علي بن أبي طالي للثأر من قتلة الحسين، ولذلك قاموا بتقل الكثير ممن اشتركوا في قتل الحسين في كربلاء كشمر بن ذي الجوشن الذي قتله كيان بن عمرة في البصرة وقطع رأسه وأرسلها إلى المختار الثقفي.
وخلال ثورة المختار الثقفي بعث عبد الله بن كامل الشاكري لخولي بن يزيد الأصبحي لحصاره وقتله قريبًا من دراه، كما بعث جيشًا بقيادة إبراهيم بن الأشتر النخعي إلى الكوفة لقتال عبيد الله بن زياد ونجح في قتله وأرسل برأسه للمختار الثقفي في الكوفة.
وقتل المختار الثقفي خلال ثورة للثأر من قتلة الحسين الكثير ممن شاركوا في موقعة كربلاء، وأصاب في ذلك مرة بن منقذ العبقيسي.
قتال المختار الثقفي لمصعب بن الزبير
اتجه جيش مصعب بن الزبير للكوفة لقتال المختار الثقفي، ونجح في حصاره في قصره لمدة أربعة أشهر، ورفض جيش المختار الثقفي الخروج معه لقتال مصعب بن الزبير، ولذلك خرج بنفسه لمواجهة المحاصرين ولم يكن معه سوى تسعة عشر رجلًا.
وبعد أن اغتسل وتطيب اشتبك المختار الثقفي ورجاله مع الجيش المحاصر له وقتل عددًا منهم، إلى أن تم قتله على يد الأخوان طراف وطرفة ابنا عبد الله بن دجاجة من بني حنيفة، ودفن المختار الثقفي في الكوفة.
وكان قتل المختار الثقفي في هذه المعركة في يوم الرابع عشر من رمضان لعام سبعة وستين من الهجرة، وهو من أهم الأشخاص الذين تعظمهم الشيعة لكونهم طالبوا بالثأر للحسين بن علي.