يعد النصب التذكاري للجندي المجهول هو أحد المعالم المصرية الشهيرة، وهي أحد الرموز التي تؤكد تضحيات القوات المسلحة على مدار التاريخ، كما أن النصب التذكاري شاهدًا على إبداعات الفنان سامي رافع.
تصميم النصب التذكاري
كانت بداية العمل في تصميم النصب التذكاري للجندي المجهول في عام 1975، وقام بهذه العملية الفنان التشكيلي سامي رافع، وهذا العمل هو أكثر أعماله شهرة، ويظل شاهدًا على إبداعه بعد وفاته في مايو 2019 عن عمر يناهز ثمانية وثمانون عامًا.
وحصر الفنان سامي رافع من خلال تصميم النصب التذكاري على إبراز الهوية المصرية بشكل جيد من خلال هذا التصميم، ونجح في فكرته بشكل كبير دفعت اللجنة المكلفة باختيار صاحب أفضل نصب تذكاري تختار تصميمه رغم أنه متخصص في الديكتور والتصميم وليس متخصص في صناعة التماثيل.
وكان سامي رافع سعيدًا باختيار تصميمه للتنفيذ ليكون هو النصب التذكاري للجندي المجهول، كما أنه لم يتلقى تعليقًا سلبيًا عليه بعد الانتهاء من تصميمه وافتتاحه رغم أنه من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات كبيرة في الآراء في مثل هذه الأعمال الفنية.
تنفيذ النصب التذكاري
وقد كان مقررًا أن يتم وضع النصب التذكاري للجندي المجهول في الحديقة المقابلة لدار الأوبرا المصرية، ولكن بعد دهشة وإعجاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالتصميم طلب من وزير الإسكان أن يتم وضعه في مدينة نصر، على أن يتم تنفيذه في أربعة أشهر فقط ليكون افتتاحه ضمن احتفالات مصر بانتصارات السادس من أكتوبر، وهو ما حدث بالفعل وتم تشييد النصب التذكاري للجندي المجهول في طريق النصر بمدينة نصر بجانب المنصة التي كانت مقرًا لاحتفالات الرئيس السادات.
وتم تنفيذ النصب التذكاري للجندي المجهول من حجر البازلت والخرسانة، وجاء شكله على هيئة هرم مجوف من الداخل، ويبلغ ارتفاعه 33.64 مترًا، ويبلغ عرض الحائط عند القاعدة 14.30مترًا، فيما تبلغ سماكة الحوائط 1.9 مترًا.
أعمال سامي رافع
ورغم النجاح والشهرة التي حققها النصب التذكاري للجندي المجهول والذي صممه سامي رافع، فإن هذا العمل لم يكن هو عمله الوحيد الذي حظى على مثل هذه الشهرة، فقد أبدع سامي رافع في العديد من التصميمات الفنية مثل ديكورات المسرح ومنها ديكور أوبريت في عام 1970، وكذلك ديكور أوبرا عايدة عام 1984، كما صمم سامي رافع عملتين فضيتين من فئة الجنيه والخمسة جنيهات، كانت إحدها بمناسبة مرور خمسة وسبعين عامًا على إنشاء كلية الفنون الجميلة بالقاهرة في عام 1984، وكانت الثانية من فئة الخمسة جنيهات، وقد صممها سامي رافع بمناسبة مرور خط مترو الأنفاق تحت النيل في عام 1999.
ومن إبداعات سامي رافع تصميمه للرسوم الموجودة على حوائط محطات الخط الثاني لمترو الأنفاق والذي يشمل على تسعة عشر محطة، وتبلغ مساحة هذه الرسوم نحو 3250 متر مربع.
وقد حصل سامي رافع على الكثير من الجوائز بسبب أعماله الفنية المتميزة، منها جائزة إعلان السلام العالمي من اليونيسكو في عام 1962، بالإضافة للجائزة الأولى عن النصب التذكاري من وزارة الإسكان، وحصل على الجائزة الأولى لشعار الأزهر بمناسبة الاحتفال بعيده الألفي في عام 1982.