من الأمور التي ارتبطت بشهر رمضان بشكل كبير هي مدفع إفطار رمضان الذي يعرف المسلمون من خلال صوته أن موعد الإفطار قد حان، ويستمر مدفع رمضان كإحدى عادات رمضان حتى الآن.
مدفع رمضان
يحين وقت إفطار المسلمين مع غروب الشمس، وبات الأمر يحدد الآن بشكل دقيق والإعلان عنه من خلال مؤسسات الفلك بشكل دقيق حيث يكون موعد الإفطار معروفًا بالدقيقة، إمام في العصور القديمة فلم يكن الأمر معروفًا بشكل دقيق، ولذلك تم اعتماد مدفع رمضان بالإضافة لآذان المغرب للإعلان عن دخول وقت إفطار الصائمين.
مدفع إفطار رمضان بات أحد أشهر الوسائل التي تدل على وقت الإفطار في العالم الإسلامي، وكانت بداية مدفع رمضان من القاهرة، ورغم كثرة المآذن في مساجد القاهرة إلا أن مدفع رمضان عرف في العصر المملوكي خلال عام 859 من الهجرة النبوية والموافق لعام 1439 ميلادية، لتكون القاهرة أول مدينة إسلامية تستخدم مدفع رمضان للإعلام بموعد الإفطار.
اكتشاف مدفع رمضان
ويأتي اكتشاف مدفع إفطار رمضان بالصدفة المحضة، في اليوم الأول من شهر رمضان عام 859 هجرية، حيث كان والي مصر في ذلك الوقت هو الوالي المملوكي خوشقدم، حيث قد تلقى مدفعًا هدية من صاحب مصنع ألماني، وقام الوالي بتجربة المدفع وقد تصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس، حيث ظن سكان القاهرة أن المدفع هو إيذانًا بالإفطار، ليقوم شيوخ الحارات بالتوجه لبيت الوالي في اليوم الثاني لشكر الوالي على ضرب المدفع.
وقد أعجب الوالي بفكرة مدفع إفطار رمضان بعد أن توجه شيوخ الحارات إليه، ولذلك أمر الوالي بضرب المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام شهر رمضان للإعلان عن موعد الإفطار، واستمر هذا الأمر حتى الوقت الحالي.
وقد عرف مدفع رمضان أيضًا بمدفع فاطمة وفق بعض الروايات، حيث توقف مدفع رمضان بعد إطلاقه على سبيل التجربة فذهب الأعيات للسلطان لطلب استمرار المدفع في الإطلاق ولكنهم لم يقابلوه وعرضوا الأمر على زوجته الحاجة فاطمة التي نقلت الطلب للسلطان ووافق عليه، ولذلك أطلق الناس على مدفع رمضان مدفع فاطمة، فيما يرى البعض أن هذا الأمر حدث في عهد والي مصر محمد علي الكبير.
مدفع رمضان حاليًا
وقد استمر عمل مدفع إفطار رمضان من القلعة بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية، ولكن مع امتداد العمران في القاهرة، تم استبدال الذخيرة الحية بالذخيرة غير الحقيقية، وبعد ذلك تم نقل مدفع رمضان من القلعة إلى نقطة الإطفاء في الدراسة وهي المنطقة القريبة من الأزهر الشريف، وبعد ذلك تم نقله للمرة الثالث لمنطقة البعوث بالقرب من جامعة الأزهر.
ويستمر حتى الآن وجود مدفع إفطار رمضان فوق هضبة المقطم بالقرب من القلعة، وتوجد كذلك العديد من المدافع في المحافظات المصرية المختلفة، ويتم إطلاق البارود من المدفع كل يوم في رمضان مرتين في ساعة الإفطار وفي ساعة السحور، وذلك رغم عدم الاعتماد علي المدفع بشكل حقيقي ولكن يتم نقله والإعلان عن الإفطار بواسطته عبر وسائل الإعلام.