يعتبر الكثير من الأوربيين الخمر شيء ثابت وأساسي، فهي مشروب بارد في يوم حار، وشهية قلبية في ليلة شتوية عاصفة، والبيرة أساسية مع وجبة الغداء، فلا عجب إذن في أن هذا المشروب متعدد الاستخدامات وهو أكثر المشروبات الكحولية استهلاكًا في العالم، وله تاريخ في الصنع منذ آلاف السنين، ومكان ثابت في الثقافة والمطبخ في جميع أنحاء العالم، ووفقا لتقرير جامعة كيرين بير لعام 2018، فإن الإنتاج يتزايد باطراد على مدى السنوات الـ 29 الماضية، حيث يولد العالم ما يقرب من 193 مليون كيلو لتر في السنة، وفي هذا الموضوع نتناول ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور.
ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور
الصين
تعد الصين أكبر منتج للبيرة في العالم لمدة 12 سنة وهي تتربع على قمة ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور نظرا لأنها تمتلك 85% من إنتاج الخمور في العالم ويرجع ذلك إلى أن مواطنيها يمثلون أكثر من مليار ونصف نسمة، وهي تنتج أكثر من ضعف مثيلتها في الولايات المتحدة، كما أنه قد زادت إنتاجها بأكثر من 4.9٪ منذ العام الماضي.
والعلامة الجيدة أيضا أن هذا الطلب متزايد في الدول العظمى في آسيا، وكانت العلامات التجارية الصينية هي المتصدرة في الخمور والبقول، وقد يكون نجاح الصين في ساحة إنتاج البيرة سببه بدايتها المبكرة، حيث تم صنع المشروبات الكحولية مثل البيرة في هذا البلد في وقت مبكر من 7000 قبل الميلاد، ومع ذلك فإن الصين مثل معظم الدول، لم تبدأ بتخمير نوع البيرة التي يمكن أن تعترف بها اليوم حتى القرن التاسع عشر، وحاليا، النمط الأكثر شعبية من البيرة هنا هو بيرة الأرز.
الولايات المتحدة الأمريكية
تنتج الولايات المتحدة 22.43 مليون كيلو لتر من البيرة في العام، وهي ليست في المركز الثاني من ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور وحسب، بل إن الولايات المتحدة هي سادس أكبر مصدر للبيرة في العالم، ويشترك في إنتاج البيرة أكثر من 3000 مصنع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتتراوح في حجمها من مصانع إلى أخرى، كما أن الإنتاج المحلي الصغير يختلف عن تلك المنتجات التي يتم تصديرها للخارج، وهناك عمالقة لهذه الصناعة مثل أنيهوسر بوش في ولاية ميسوري، إضافة إلى العلامات التجارية الأمريكية: كلورز لايت، وبودوايزر، وبود لايت وجميعها مرتبة في أفضل 3 علامات تجارية في العالم من مبيعات البيرة.
وعلى الرغم من أن الأمريكيين الأصليين كانوا يتغذون بكافة أشكال الخمور مع المكونات الأساسية لديهم، فإن أول مصنع بيرة رسمي في الولايات المتحدة لم يفتح إلا في القرن السادس عشر، عندما أنشأت شركة الهند الغربية الهولندية متجرًا في مانهاتن، أما اليوم، فتضم البيرة حوالي 85 ٪ من المشروبات الكحولية المستهلكة في الولايات المتحدة، ويعد الطلب المتزايد على الخمور في البلاد هو سبب كافٍ لإنتاج الكثير من الأشياء الباردة.
وفي عام 2013 ، أنتج هذا البلد 13.46 مليون كيلو لتر من البيرة، وهو ما يعادل حجم أكبر مبنى في العالم، ومصنع Boeing في واشنطن، ويغطي مساحة 100 فدان.
البرازيل
تستهلك البرازيل في مهرجان الكرنفال البرازيلي الذي يعقد في فصل الربيع من كل عام 33 ضعف البيرة التي تستهلكها في الأيام العادية، مما يجعل البرازيل في المركز الثالث ضمن ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور في العالم.
ظهرت أولى مصانع الخمور في البرازيل في القرن التاسع عشر، في الوقت الذي وصل فيه المهاجرون الألمان، وفي عام 1880، تم تخمير أول بيرة برازيلي وتسمى بوهيميا، وحتى يومنا هذا لا تزال واحدة من أشهر العلامات التجارية في البلاد، أما بالنسبة للتنوع، فإن العلامة التجارية الأكثر شعبية في البرازيل هي pilsner.
ألمانيا
بدأت ألمانيا في إنتاج المشروب في العصور الوسطى، وكان مصنع الجعة Weihenstephan في دير البينديكتين هو الأول الذي يعمل في البلاد، ومع وصفات يعود تاريخها إلى عام 1040 فإن حاليا، هناك أكثر من 1300 مصنع خمور في ألمانيا، مما يجعلها تأتي في المرتبة الرابعة بين ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور في العالم، كما أن البلاد تتميز بتنوع العلامات التجارية المنتجة للخمر ويبلغ عددها أكثر من 5000 علامة تجارية، بالإضافة إلى استضافة حفل أكتوبرفيست في ميونيخ كل سبتمبر من العام.
روسيا
في عام 2018، أنتجت روسيا 8.912 مليون كيلو لتر من البيرة، أو ما يعادل حوالي 23 ملعبًا ممتلئًا إلى الحافة، مما يجعلها في مرتبة مقدمة في ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور في العالم، وإن أرقام الإنتاج في البلاد ضرورية، لأن استهلاك البيرة يأتي في المرتبة الثانية بعد شعبية الفودكا، حيث يستهلك كل روسي حوالي 74 لترًا منه سنويًا.
وهناك أكثر من 100 مصنع بيرة في البلاد، وأكبرها هو مجموعة Carlsberg، وهي شركة دنماركية، والتي تخمر البيرة المفضلة في البلاد، كما يوجد مجتمع نشط في مجال صناعة البيرة الصغيرة، حيث يوجد 250 مصنع خمر منتشرة في أنحاء روسيا، مع كون الحمالين وpilsners أكثر الأنواع شعبية في البلاد الباردة.
المكسيك
أنتجت المكسيك 8.25 مليون كيلو لتر من البيرة في عام 2018، وهذا يعادل 8 أضعاف حجم مبنى الدولة الإمبراطورية، إلا أن المكسيك راضية في إنتاجها، وهذا هو بالضبط نفس الكمية التي أنتجتها البلاد في عام 2012، مما يجعلها في مرتبة متقدمة بين ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور في العالم.
وعلى الرغم من أن السكان الأصليين في البلاد قاموا بعمل مشروبات مخمرة، بعد الفتح الإسباني في القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلاديين، بدأ شعب المكسيك في تخمير البيرة على النمط الأوروبي، وبدأوا في انتقاء طرق تخمير البيرة في الخمسينات من القرن التاسع عشر مع المهاجرين الألمان الذين هبطوا حديثًا، واليوم، تنتج شركتان كبيرتان فقط الخمر في المكسيك وهما: FEMSA وGrupo Modelo ويمكنهما ضخ الكثير من الإنتاج، الذي يجعل المكسيك تصدر 16.5٪ من الخمور في العالم، أكثر من أي بلد آخر.
اليابان
تعتبر اليابان واحدة من أكثر الدول إنتاجا للبيرة، وتحتل مركزا متقدما بين ترتيب الدول من حيث إنتاج الخمور في العالم، وهي حديثة الإنتاج في هذا المجال، لأنها لم تبدأ في تخمير البيرة إلا بعد وصول الهولنديين في القرن السابع عشر، وكان مصنع الخمر الأول تم افتتاحه في اليابان هو كيرين بوريري، والذي افتتح في عام 1869، وتبعه سابورو بيرة بعد ذلك بقليل، واليوم يوجد في اليابان أربعة مصانع رئيسية وأكثر من 200 مصنع ميكروبيري، في حين أن كرين وسابورو لا يزالان متاحين حتى يومنا هذا، وتكمن مهارات اليابان في إنتاج الخمر لا الاستهلاك، فهي تحتل المرتبة الـ 43 في تصنيف استهلاك البيرة للفرد الواحد في العالم.
