نسمع كثيراً عن سجود السهو أو ترقيع الصلاة في المذهب المالكي وهي أحد طرق علاج الصلاة التي لم تتم بشكل صحيح، فكلمة ترقيع الصلاة تعني إصلاحها أي إصلاح ما قام به المسلم من أخطاء في الصلاة، والشئ الوحيد الذي قد يُصلح من الصلاة هو سجود السهو أو سجدتي السهو وهما سجدتان يقوم بهما المسلم في نهاية الصلاة إذا شك أو تأكد من قيامه بشيء ما خطأ في صلاته، وهذا النوع من السجود يسميه المالكية ترقيع الصلاة فالمذهب المالكي يختلف عن المذاهب الأخرى في أن له طريقة معينة لسجود السهو وسوف نذكرها بالتفصيل في هذا المقال المقدم لكم من موقع ومجلة المصطبة.
ترقيع الصلاة في المذهب المالكي
تُعتبر الصلاة هي أهم الأركان الإسلامية والتي أوصى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ومعنى أنها من وصايا الرسول فهي كذلك من أهم الأشياء التي يجب أن يتمسك بها المسلم في حياته فلا يمكن أبداً التهاون في الصلاة فهي من أساسيات وأعمدة الدين الإسلامي وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، لذلك فإن إقامة الصلاة بطريقة صحيحة أمر واجب على كل مسلم ومسلمة لا يمنع ذلك أي شيء حتى في حالة المرض الشديد أوصانا رسول الله بالصلاة ولو حتى بالعين أو بالإشارة، مما يعني أهميتها الكبيرة في حياة كل مسلم ومسلمة.
ولذلك كان الخطأ في الصلاة أمر يجب علاجه وعدم التهاون فيه وتركه بدون إصلاح، لذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسجود السهو إذا ما أخطأنا في الصلاة، وسجود السهو ثابت في كل المذاهب ما عدا المذهب المالكي والذي له أحكاماً خاصة تختلف في حالة أخطأ المسلم في صلاته سواء بالزيادة أو بالنقصان أو إذا شك في فعل أو حركة معينة من حركات الصلاة، وقبل أن نذكر لكم الترقيع في الصلاة في المذهب المالكي علينا أولاً أن نشرح لكم كيفية سجود السهو في المذاهب الثلاثة الأخرى.
كيفية سجود السهو في المذاهب الثلاثة
نتعرف في البداية على رأي المذاهب الثلاثة الحنفي والشافعي وبن حنبل فبعد أن ينتهي المسلم من التشهد الأخير وقبل التسليم يبدأ في سجود السهو وهما سجدتان يقوم بهما المسلم لنفس طريقة السجود للصلاة حيث يقول “سبحان ربي الأعلى” في السجدة الأولى ثم يرفع منها ويقول “رب اغفر لي” بين السجدتين ثم يسجد للمرة الثانية ويكرر سبحان ربي الأعلى” أو” سبحان الذي لا يسهو ولا ينام” ثم يرفع من السجود ويسلم يميناً ثم يساراً، ولا يجوز قول التشهد مرة ثانية كما هو الحال لدى بعض الأشخاص وإنما يسلم فور القيام من السجدة الثانية.
كيفية سجود السهو في المذهب المالكي “ترقيع الصلاة”
هناك عدد من الحالات يختص بهما سجود السهو عند المالكية:
الحالة الأولى: النقص في الصلاة
إذا نسي المصلي شيء من السنن في الصلاة فإنه يسجد سجدتي السهو بعد قراءة التشهد ثم يسلم في النهاية دون أن يقرأ التشهد مرة أخرى، أما في حالة نسيان المسلم لركن من أركان الصلاة المفروضة كالفاتحة على سبيل المثال فإنه تبطل صلاته وسيكون عليه إعادتها.
الحالة الثانية: الزيادة في الصلاة
كأن يصلي المسلم الظهر خمس ركعات أو يكرر ركناً من أركان الصلاة، وحينها تكون سجدتي السهو بعد التسليم من الصلاة.
الحالة الثالثة: الشك في الصلاة
كأن ينسى الشخص عدد الركعات التي صلاها هل صلى بشكل صحيح أو خطأ بالزيادة أو النقص ان وفي تلك الحالة فإن سجدتي السهو يكونان قبل التسليم من الصلاة.