يعتبر تشقق اللسان واحد من أكثر المشاكل التي يسعى عدد كبير منا الوقاية منها حفاظا على واحد من أهم الأعضاء في جسم الإنسان والذي يعمل على الكثير من الوظائف الهامة بالنسبة للإنسان، وتشقق اللسان هو عبارة عن ظهور بعض التشققات أو أخاديد السطح العلوي للسان أو على جانبيه، وعادة تتفاوت تلك الشقوق سواء من ناحية الحجم أو من ناحية العمق، وعامة تظهر تلك الشقوق على الإنسان وتجعله على شكل مجعد، وفي بعض الحالات من الممكن ظهور تلك التشققات منذ فترة الولادة للجنين، وفي حالات أخرى من الممكن أن تكون مثل تلك التشققات وراثية، حيث وُجد إصابة أكثر من شخص في عائلة واحدة بنسبة الأمر، ووفقا لما نشرته بعض الدراسات والإحصائيات التي تمت داخل أمريكا فإن 5% من المواطنين هناك يعانون من تشقق اللسان.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن الإصابة بتلك الحالة تكون بشكل كبير لدى الرجال مقارنة بالسيدات، وعادة تزداد بزيادة العمر سواء عند الرجل أو المرأة.
أسباب تشقق اللسان
ويجدر بنا الإشارة إلى أن السبب الأساسي لحدوث تشقق اللسان لم يظهر أو يتضح حتى وقتنا هذا، ولكن يمكننا أن نشير إلى أن هناك مجموعة من العوامل والظروف الصحية التي يرتبط دائما وجودها بوجود تشقق اللسان، ومن أبرز تلك العوامل:
العوامل الوراثية
حيث أشارت الكثير من النظريات العلمية التي تؤكد فكرة وجود عامل وراثي يتسبب في إصابة الشخص بتشقق اللسان، يذكر أن حتى الآن لم يتضح أي دراسات كافية لدعم تلك الفكرة.
التعرض للإصابة
حيث إن ظهور شقوق اللسان في الكثير من الحالات إلى تنظيف حواف اللسان أو سطحه بالفرشاة بشكل زائد أو مستمر، وفي بعض الحالات الأخرى، من الممكن أن يؤدي الاحتكاك المستمر بين اللسان والأسنان المكسرة داخل الفم إلى حدوث تشقق اللسان.
مشاكل اللسان
ومن أبرز المشاكل على سبيل المثال الخاصة باللسان هي مشاكل اللسان الجغرافي واللسان المشعر، وفي تلك الحالة عادة تختفي بعض حليمات اللسان، وهو ما يجعله أكثر عرضة للتشقق، وفي حالة المشعر يزداد داخل اللسان نمو البصيلات الشعرية، حيث يظهر اللسان بصبغة شعرية، وهو ما يؤثر على صحة الإنسان العامة وليس الإنسان فقط ويجعله عرضة للكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.
مرض متلازمة شوغرن
ويذكر أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف السبب الأساسي وراء إصابة الإنسان بهذا المرض، ولكن بعض العوامل الوراثية أو البيئية يرجح العلماء أنها يمكن أن تكون السبب الكامن، وفي تلك الحالة عادة يصاب جسم الإنسان ببعض الاضطرابات التي تؤثر بشكل عام على الجسم وعلى الصحة النفسية، حيث يبدأ يشعر الإنسان بالتعب بشكل عام على مستوى الجسم فضلا عن الآلام في الفم والمفاصل، والحكة وغيرها من الأمراض والحالات الصحية، وبالنسبة للعلاج فيتوقف العلاج فقط على السيطرة على أعراض المرض.
نقص البيوتين
ويعد هذا الفيتامين أحد أهم الفيتامينات الموجودة في الجسم، والتي تعمل على تنشيط عملية الأيض وتصنيع الدهون، ويؤدي نقص هذا النوع من الفيتامينات داخل جسم الإنسان إلى حدوث بعض الشحوب في الجلد ومن ثم جفافه، فضلا عن الشعور بألم في العضلات، وتشقق في اللسان، ويُنصح بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين للنجاح ف التخلص من تلك الحالة.
الإصابة بداء المبيضات الفموي
ويطلق على هذا المرض أيضا اسم آخر وهو السلاق الفموي حيث إن الإصابة بهذا المرض عادة تزيد من خطر حدوث تشقق اللسان لدى الفرد، وتحدث تلك الحالة من خلال إصابة الإنسان بعدوى فطرية ترتبط بشكل كبير بوجود ضعف في الجهاز المناعي لجسم الإنسان، وتظهر الإصابة بتلك العدوى عند الرضع وكبار السن، ويوجد الكثير من العوامل الخطرة التي يمكن من خلالها أن تزيد خطورة إصابة الإنسان بهذا المرض وأبرزها الخضوع لعلاجات السرطان على سبيل المثال.
خصائص تشقق اللسان أو اللسان المتشقق
وعادة يتميز اللسان المتشقق بالكثير من الخصائص التي يمكن ملاحظتها ومن أبرز تلك الخصائص:
- ظهور التشقق أو الأخاديد داخل الفم على اللسان فقط.
- إظهار اللسان في بعض الحالات كأنه قسما على فصوص أو قطع صغيرة.
- حدوث تراكم حطام الطعام في الشقوق في بعض الحالات.
- إصابة بمرض تشقق اللسان يعتبر شائع ومتكرر لدى البالغين، ومن الممكن حدوثه أيضا في فترة الطفولة.
مضاعفات تشقق اللسان
ويجدر بنا الإشارة إلى أنه حتى الآن لا توجد أي مضاعفات ترتبط بإصابة الإنسان بتشقق اللسان، إلا أن بعض العلماء لاحظوا حدوث مضاعفات نتيجة الإصابة بمتلازمة مليكرسون- روزنتال، والتي تأتي عادة مع تشقق اللسان، وهذه المتلازمة عبارة عن اضطراب عصبي نادر عبارة عن ظهور تورم واضح في الوجه والشفتين بشكل متكرر لفترات طويلة من الزمن، ومن الممكن أن يصاحب تلك الحالة تشقق اللسان وضعف في العضلات الخاصة بالوجه، ويجدر بنا التنبيه إلى أن عدد الفتيات المصابة بتلك الحالة فوق عدد الذكور، وتحدث تلك الحالة نتيجة للكثير من العوامل والأسباب المختلفة.
تشخيص وعلاج تشقق اللسان
وعادة يعتمد علاج تلك الحالة على تقييم شكل اللسان والشقوق الموجودة فيه والتي تظهر عليه، دون الحاجة لأخذ أي خزعة من اللسان أو فحصها، وبالنسبة لما يخص العلاج فإنه لا يوجد حتى الآن علاج لتلك الحالة، والكثير من الأطباء بل معظمهم يعتمد على نصح المرضى والمصابين بضرورة تنظيف اللسان بالفرشاة لإزالة أي حطام طعام متراكم بين الشقوق والذي يزيد من تهيج التشققات.
يذكر أن الحفاظ على رطوبة اللسان من الأمور الضرورية جدا في التخفيف من الشعور بالألم والازعاج من تشقق اللسان، والحفاظ على الرطوبة عادة يتم ن خلال شرب كميات كافية من الماء، مع تجنب الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل والتي تزيد من التهيج والألم.