قد يعتقد البعض أن مصطلح “لغات البرمجة” يحمل بين طياته موضوعاً عسيراً على الفهم والتعلم، وقد يظن كثيرون أن تعلم لغات البرمجة شيئاً مُعقداً، ويتطلب عقليات معينة أو يتطلب نوعية خاصة من الأشخاص.
لكن، حقيقة الأمر غير ذلك تماماً، فقد باتت لغات البرمجة من أهم متطلبات العصر الحديث للتعامل مع التقدم التكنولوجي والرقمي الحاصل، وتأثيرات هذا التقدم على حياة الإنسان.
ولم يعد تعلم لغات البرمجة قاصر على فئة بعينها، فحتى الأطفال اليوم بإمكانهم تعلمها، بل إن فرص الأطفال في تعلمها أصبحت أكبر وأسرع من الكبار، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن تعليم البرمجة للأطفال.
وهناك 3 لغات سهلة لتعليم البرمجة للأطفال، بإتباعها أو إتباع واحدة منها، سيتمكن طفلك من معرفة البرمجة، ما يفتح أمامه أبواب إدراك متطلبات العالم التقني وما يوفره ذلك من فرص مستقبلية واعدة له، بالإضافة إلى جعل الطفل على دراية بكل ما هو حديث في عالم التكنولوجيا.
مزايا تعليم البرمجة للأطفال
- هناك مزايا عديدة في تعليم الأطفال لغات البرمجة، منها أنها تنمي فيهم قدرات التفكير الحاسوبي، وهو نمط من التفكير يجعل الطفل قادرا على ربط الأفكار ببعضها البعض بشكل منطقي ومنظم، مع إتمام هذا الربط بشكل متدرج وخطوة تلو خطوة، على طريقة التعليمات التي تكون مصاحبة لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة التكنولوجية الحديثة.
- ومن أهم فوائد هذه الطريقة في التفكير أنها تمكن الطفل من توصيف المشكلات التي قد تواجهه وحلها بشكل ممنهج ومنطقي.
- إن الحرص على الإلمام بأي لغات سهلة لـتعليم البرمجة للأطفال، ومن ثم الاهتمام بتعليمها إياهم، يؤدي إلى إتقان الطفل لخاصية التجريد المعروفة في عمليات التفكير الحسابي، وهي الخاصية التي تمكن الطفل من الاستفادة من حلول بعض المشكلات المحدودة، عبر استخدامها في مشكلات أخرى. أيضا، تنمي هذه اللغات في الطفل الإبداع وسلاسة التفكير بشكل يزداد تنوعا بسبب عقل الطفل الذي لا يعرف قيودا أو عوائق.
- كما تساهم لغات تعليم البرمجة في اكتساب مهارات مواجهة المشكلات دون الخوف منها، ومن ثم التعامل معها بسهولة والبحث عن حلول بشكل سلس، ذلك أن لغات البرمجة تمكن الطفل من معرفة البداية المنطقية الخاصة بـ”كود” معين ثم معرفة الخطوات التالية حتى يصل إلى النهاية، ما ينمي في الطفل الاهتمام بالتسلسل المنطقي وعدم التعجل.
- كذلك، من أهم أسباب ومزايا تعليم الأطفال لغات البرمجة، هي أنها تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل المستقبلي، ذلك أن المية حاليا صارت أمية تكنولوجية وليست فقط أمية كتابية، ما يعني أن الأطفال يحتاجون لمعرفة لغات البرمجة التي ستفتح أمامهم مستقلا الباب لمزيد من المعرفة، وبالتالي تزداد فرص العمل المتاحة أمامهم في ظل تغول التكنولوجيا وسيطرة الذكاء الاطصناعي على مقاليد الأمور في كافة مجالات الحياة.
لغات سهلة لـ”تعليم البرمجة للأطفال”
كما ذكرنا منذ قليل، هناك 3 لغات سهلة لتعليم البرمجة للأطفال، هي:
سكراتش “Scratch”
اللغة الأولى تدعى سكراتش، وهي تقدم بالمجان وتوجه للأطفال، من إنتاج عملاق الدراسات التكنولوجية في العالم، MIT، أو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي طور هذه اللغة ودعمها بلعديد من الدروس التي تشرحها، كما وفر مجموعة كبيرة من الإرشادات التعليمية الموجهة بشكل خاص إلى الآباء، كما حرص على إنشاء مجتمع تعليمي يختص بلغة سكراتش.
تعلم لغة سكراتش يساعد الطفل في إتقان صناعة الرسوم المتحركة، التي تعد من أهم أولويات الأطفال وتتصدر اهتماماتهم، بالإضافة إلى تعليمهم صناعة الألعاب والقصص التفاعلية، كما تساهم في تعريفهم كيفية إضافة الصور والفيديوهات والتعديل عليها.
لغة سكراتش سهلة وبسيطة، تقوم على أكواد خاصة، هي في حقيقتها مجموعة من الكائنات التي تكون على شكل صورة أو صوت، وتمكن الأكواد الطفل من برمجة هذه الكائنات بطريقة سلسلة ويسيرة، ولا تحتاج خبرات أو احترافية في مجال البرمجة.
أليس “Alice”
الخيار الثاني هو تطبيق أليس، وهو مجاني مفتوح المصدر، من تطوير جامعة كارنيجي ميلون، والتطبيق هو الوجه المتطور للغة جافا المعروفة، ويخضع التطبيق لتحديثات وتحسينات مستمرة في الجامعة.
ويعتمد التطبيق على تعليم الأطفال برمجة الكائنات الـ 3D أو ثلاثية الأبعاد، ما يجعل الطفل قادرا على صناعة ألعاب ورسوم كرتونية من خلال برمجة نماذج 3D وكذلك برمجة مشاهد وحركات كاميرا.
يمتاز تطبيق أليس بتوافر إمكانية السحب والإفلات، مع واجهة مستخدم سهلة الاستعمال للأطفال.
توين “Twine”
الاختيار الثالث هو تطبيق توين الموجه للأطفال، خاصة المهتمين بشكل أكبر من غيرهم بتأسيس الألعاب والقصص فقط دون الاهتمام بأية تفاصيل تقنية أخرى في البرمجة. يمتاز تطبيق توين بأنه غير خطي، كما أنه لا يلزم الطفل بتعلم أي أية أكواد.
ويعتمد التطبيق أسلوب خاص في تعليم لغات البرمجة للأطفال، فالتطبيق لا يعلم الطفل طريقة كتابة الأكواد كما ذكرنا، لكنه يعرفه كيفية بناء الألعاب والقصص بشكل غير خطي.
يعلم التطبيق الأطفال تكوين القصص عبر صفحات كتابية وكذلك من خلال صور، كالمواقع، مع إمكانية التعديل على هذه القصص ومحتوياتها من صور وصفحات كتابية.
قد يكون التطبيق لا يعلم الأطفال الأكواد البرمجية، لكنه ينمي فيهم معرفة مهارات التصميم وقدرات التخطيط المطلوبة في صناعة الألعاب والقصص المصورة.