نتحدث في هذا التقرير عن جامع الفنا وهو من أهم المعالم البارزة في مدينة مراكش المغربية، حيث أن الجامع اكتسب شهرته أنه بُني على ساحة تسمى ساحة الفنا في عهد دولة المرابطين، حيث جرى تأسيس هذه الساحة أثناء بناء مدينة مراكش لتكون عاصمة الدولة في المغرب.
تاريخ جامع الفنا
في سنة 1070 حتى سنة 1072 أسست الدولة بتأسيس مدينة مراكش كعاصمة له، حيث شيدت ساحة الفنا لتكون مكان للتسوق و استعراض الجيوش، وجرى بناء جامع الفنا في إحدى زوايا الساحة، حيث أن الدولة المرابطية كانت واحدة من الدول الاسلامية في منطقة المغرب العربي في هذا الوقت.
وفي سنة 1147 وقعت مدينة مراكش تحت حكم دولة الموحدين الإسلامية حيث جرى ترميم وتجديد كل من الجامع الساحة.
سبب التسمية
يعتقد بأن أصل التسمية يرجع لمعنى كلمة الفنا و هي الخراب، حيث أن المسجد بني على أنقاض أحد القصور القديمة،
وقد كان يتواجد في الساحة في هذا الوقت مسجد مهجور وقديم، لذلك جرى تأكيد أصل التسمية بأنه يرجع لمعنى كلمة فنا.
ساحة جامع الفنا في الوقت الحاضر
تعتبر ساحة جامع الفنا في الوقت الحاضر أهم معلم سياحي في مدينة مراكش، حيث يُجرى فيها العديد من الفعاليات بشكل يومي، وتعتبر من أبرز الأسواقف التجارية والتراثية في المدينة، حيث جرى عرض الكثير من السلع التراثية، ويوجد في الساحة خلال النهار الكثير من الأكشاك التي تبيع الماء وعصير البرتقال بقرب جلدية وأواني نحاسية.
عند حلول المساء تزيد الساحة ازدحاما حيث يجرى تقديم رقصات شعبية ويقص البعض القصص على مجموعات الناس، وبالنسبة لأهم الفعاليات التي تُجرى في ساحة الفناء فهي عروض السحرة والأفاعي و الحيوانات البرية.
الاهتمام العالمي بساحة جامع الفنا
بسبب زيادة التحديات الاقتصادية والتقدم التكنولوجي في مختلف أنحاء العالم، تعرضت ساحة الفنا للتهديد بالزوال بسبب قلة الاهتمام، حيث أدرجت منظمة اليونسكو ساحة جامع الفنا في قائمة التراث العالمي اللامادي في سنة 2001 للميلاد، و ذلك لزيادة الاهتمام بها و جعلها رمز للثقافة الانسانية.
إنفجار 2011 في جامع الفنا
في ظهر يوم 28 أغسطس 2011 وقع إنفجار في أحد المقاهي في المنطقة المحيطة، ما أسفر عن مقتل 17 شخصًا و إصابة 25 أخرين، وقد كان يعتقد في بداية الأمر بأن الانفجار سببه تسرب للغاز داخل المقهى، غير أنه لاحقا قد جرى الإعلان عنه بأنه عمل إرهابي مقصود.
فعاليات في الساحة
تعتبر الحلقة من أهم ما يميز المسجد الأموي، وهي عبارة عن وحرفة يُصر المغربيون على الاستمرار في مزاولتها، حتى ولو لم يجنوا منه إلا قدرا قليلا جدًا من المال، حيث يقضون يومهم في نفخ المزامير، ويلاعبون الحيوانات مثل، القردة والأفاعي ، ويقرعون الطبول وينشدون الأهازيجخلال روايتهم لأحجية أو قصة، كما يعرض العشابون نباتاتهم الطبية، ويوجد أيضاً الكثير من سائقي الخيول برفقة عرباتهم حتى يتمكنون من نقل السياح بين مختلف أنحاء الساحة، كما يصف الكثير من المؤخرين هذه الحلقات بأنها تعتبر أكبر خشبة مسرحيّة استعراضيّة في دولة المغرب، حيث يروي الممثلون حكاياتهم بشكل تلقائي وعفوي، ويجسّدونها بصورة كوميدية، ويتجمع حولهم الجمهور في أجواء رائعة من البهجة والسرور.
