نتحدث في هذا التقرير عن جثة فرعون حيث يبلغ طولها 5 أقدام وحوالي 7 بوصات، وهو يزيد عن الطول العادي للمصريين القدماء، وبحسب ما كانت الجثة عليه، فإن فرعون كان يمتلك شعرا أحمرا، وأنفا معقوف، كما أنه عانى في نهاية حياته من ضعف الدورة الدموية، والتهاب المفاصل، وتسوس في الإسنان.
عثر على جثة فرعون في عام 1881 للميلاد، وشهد وادي الملوك دفن الجثة، كما شهد مخبأ المومياء نقلها في دير البحري، وتم وضع جثة فرعون في المتحف المصري، وبقي فيه حتى حلول سنة 2007م.
وفي عام 1974م قرر نقل علماء متحف القاهرة جثة فرعون إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل فحصها بعد أن لاحظوا أن حالتها تتدهور بسرعة شديدة، وعند وصول الجثة إلى باريس تم تشخيص حالتها، وعلاجها من عدوى فطرية.
حياة فرعون
ذهب بعض المؤرخين إلى أن الالملك مصري القديم رمسيس الثاني هو الفرعون الثالث من الأسرة التاسعة عشر، حيث حكم مصر بعد وفاة والده سيتى الأول في عام 1279ق.م، وكان فرعون حينها في أواخر سنوات المراهقة.
ولقد حكم مصر القديمة 66 سنة تقريبا، ويعتقد أنه أنجب أكثر من 100 طفل، وخلال عهده الطويل استطاع رمسيس الثاني القيام بالعديد من الحملات العسكرية على المناطق المجاورة، وبناء اثار للالهة ولنفسه، وهو يعد من أعظم فراعنة مصر القديمة ومن أكثرهم شهرة.
سبب موت فرعون
في سنة 1974م أجريت تحقيقات تحت إشراف موريس بوكايلي مع زملاء مصريين وعشرات من المتعاونين الفرنسيين الاخرين في مختلف التخصصات الطبية لتحديد سبب وفاة رمسيس الثاني، ولقد استخدم لهذا الغرض الاستكشافات الإشعاعية والتنظيرية، والبحوث المجهرية، والتقنيات الحديثة المختلفة، والطب الشرعي، والبحوث في مجال طب الأسنان.
وتوصلت تلك التحقيقات غيرأن رمسيس الثاني، كان يعاني من الإصابة في الفكين، والتهاب في العظام، ولقد رجح موريس بوكايلي أن هذه الإصابات من الممكن أن تكون وصلت لدرجة أدت إلى موت فرعون نظرا إلى أنه لا يوجد أي أمراض خطيرة تم اكتشافها.
وذلك بسبب عدم التمكن من فحص أعضاء الصدر المحنطة، ومن الممكن أيضا أن يكون رمسيس الثاني هو نفسه فرعون الذي لحق بموسى والعبرانيين؛ لأنه مات بعد معاناة كبيرة مما أدى إلى عجز جسده بشكل كامل.
إشكالية معاصرة فرعون للنبي موسى
اعتقد بعض المستشرقين، أن رمسيس الثاني هو فرعون الذي عاش في عهد نبي الله موسى، واعتمدوا ذلك على أسفار العهد القديم، ومن هؤلاء العلماء هم أولبرايت، وإيسفلت، وروكسي، والأب ديغو وأونجر.
ولكن شكك العلماء المصريون في ذلك، والسبب نتيجة الأبحاث التاريخية المفصلة، والتي أكدت أنه لم يمت غرقا عكس ما حاول علماء الغرب إثباته والترويج لها بإدعاء وجود ماء في رئتيه.
وبالنسبة للطبيب الفرنسي موريس بوكاي، فقد قال في كتابه القران والإنجيل، والعلم الحديث إن رمسيس الثاني هو نفسه فرعون الذي عاصر موسى، حيث اعتمد في ذلك على التوراة والإنجيل، اللذين أكدا وجود فرعونين في عصر النبي موسى، واحد قام بترتبيه منذ صغره، والاخر هو من طارد موسى وبني إسرائيل، والذي أغرقه الله في خليج السويس.