من هو خبيب بن عدي الأنصاري؟
هو “خُبَيْبُ بن عَدِيّ بن مَالك بن عَامِر بن مَجْدَعَة بن جَحْجَبى بن عوف بن كُلْفة بن عوف بن عمرو بن عوفبن مالك بن الأوس الأنْصَارِيّ الأوسي”، كان خبيب صحابي جليل من قبيلة الأوس، كان يعرف بالشجاعة، والوفاء كما كان من أوائل من أسلم بالله ورسوله، وحضر مع الرسول غزوة بدر وأُحد وفيما يلي قصة خبيب بن عدي الانصاري.
قصة خبيب بن عدي الأنصاري
جاهد خبيب بن عدي الأنصاري مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث شارك في غزوة بدر وقاتل العديد من المشركين منهم الحارث بن عامر بن نفيل، كما شهد غزوة أُحد، واستجاب للرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب معه على الرغم ما به من جراح إلى حمراء الأسد لمقاتلة المشركين الذين كان يقودهم أبي سفيان حيث أتوا إلى المدينة المنورة بعد غزوة أُحد لمقاتلة المسلمين، كان خبيب يحب النبي محمد حبا شديداً وظهر حبه له عندما صلبه المشركين وقالوا له أتحب محمد أن يكون محمداً مكانك رد قائلاً لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه، فاستهزأ به المشركين.
استشهاد خبيب بن عدي الأنصاري
عندما جاء رجال من قبيلة عضل وقبيلة القارة إلى رسول الله ليطلبوا منه رجالاً يفقهون في الدين الإسلامي لتعليم قبائلهم تلاوة القرآن الكريم، ويشرحون لهم شعائر الدين؛ وذلك لأنهم يرغبون دخول الدين الإسلامي فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم مجموعة من الصحابة الذين يجمعون بين العلم والجهاد في سبيل الله وكان عددهم ستة وهما خبيب بن عدي الأنصاري، وعبد الله بن طارق، وخالد بن البكير الليثي، وزيد بن الدثنة، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي.
عندما علم مجموعة من بني لحيان تتبعوهم حتى أدركوهم و حاصروهم، وطلبوا منهم الرجوع عن هذا الأمر فرفض عاصم بن ثابت وقاتلهم حتى قتل منهم سبعة، وتمكنوا من أخذ ثلاثة منهم إلى مكة فباعها، وقد اشترى خبيب بن عدي الأنصاري قوم بني الحارث بن عامر الذي قتله خبيب في غزوة بدر، فأخذوه أسيراً ثم اجتمعوا على قتله، وعندما خرجوا لقتله صلبوه على خشبة فطلب منهم قبل موته أن يركع ركعتين فتركوه يصلي، فكان بذلك أن من سن الصلاة عند القتل حيث كان يحب الصلاة حباً شديداً، وقبل قتله قالوا لا أتحب أن يكون محمد مكاناً فقال لهم أن لا يطيق أن يرى سيدنا محمد يتأذى حتى إن كان يشاك بشوكة استهزأوا به ثم قتلوه.
ابتلاع الأرض لجسد خبيب بن عدي الأنصاري
كما جاء في كتاب اللطائف عن الضحاك أبو يوسف يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل المقداد والزبير لينزلوا خبيب رضي الله عنه من الخشبة التي صلب عليها، وتمكنوا من إنزاله فحمله الزبير على فرسه، وعندما علم المشركين بذلك فروا وراءهم حتى أدركوه فقام الزبير بإلقائه على الأرض فابتلعته، وعرف بعد ذلك بـ بليع الأرض.
الآيات القرآنية التي نزلت في خبيب رضي الله عنه
نزل قوله تعالى بعض الآيات القرآنية من سورة آل عمران:
( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ )
نشيد خبيب بن عدي الأنصاري
قال خبيب هذا النشيد بعد أن دعا على قاتليه قائلاً اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولاتغادر منهم أحداً، وقال:
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا … قبائلهم واستجمعوا كلّ مجمّع
وقد قرّبوا أبناءهم ونساءهم … وقربت من جذع طويل ممنّع
وكلهم يبدي العداوة جاهدا … علي، لأني في وثاق بمضيع
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي … وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبرني على ما أصابني … فقد بضعوا لحمى وقد ضل مطمعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ … يبارك على أوصال شلو ممزع
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه … وقد ذرفت عيناي من غير مدمع
وما بي حذار الموت، إني لميت … ولكن حذاري حر نار تلفع
فلست بمبد للعدو تخشعا … ولا جزعا إني إلى الله مرجعي
ولست أبالي حين أقتل مسلما … على أي حال كان في الله مصرعي