نتحدث في هذا التقرير عن خروج أجهزة أندرويد اللوحية من السوق ، حيث أنه في 13 من شهر يوليو الماضي كانت الذكرى السنوية السابعة لإصدار جهاز جوجل اللوحي Nexus، وعندما جرى إطلاقها ظهرت الكثير من الأسئلة مثل، هل ستكون بديلًا للكمبيوتر النقال لاب توب؟ أم أنه شيء متنوع ويختلف عن سابقه؟ حيث أن العديدين لم يعرفوا إجابة لمثل تلك الأسئلة.
حيث أن شركة جوجل استطاعت أن تسوق لتلك الأجهزة بشكل ما وقد ساعد هذا على إنتاج عدد من الأجهزة، مثل Nexus 10 وPixel C وPixel Slate، لكن لسوء الحظ، منذ هذا الحين، قل الاهتمام بكل أجهزة أندرويد اللوحية إلى أقل مستوى، وواقعيًا قررت جوجل أن تغلق قسم الأجهزة اللوحية بشكل تام، وتحويل الموظفين للعمل على أجهزة كروم بوك Chromebook ومختلف المشروعات الأخرى.
الهواتف الذكية المهدد الأول
في شهر فبراير لعام 2011 حيث أن شركة جوجل قامت بإصدار نسخة أندرويد Honeycomb 3.0، وهو عبارة عن نظام تشغيل جرى تصميمه خصيصًا للأجهزة اللوحية، حيث أن التحديث تضمن أشياء مثل الحاجيات التي يكون في إمكانها تغيير حجمها ودعم أجهزة USB وشاشات أساسية متنوعة تقبل التخصيص، وكلها أشياء جيدة لتحقيق الإنتاجية.
بعد ذلك جرى القيام بشحن عدد من الأجهزة اللوحية من أجل الحصول على حصة سوقية ومنافسة جهاز أبل اللوحي الآيباد، ولكن قامت شركة جوجل بإدراك بسرعة أن الناس لم يقوموا بشراء أجهزة الآيباد بسبب زيادة الإنتاجية، لقد كانوا يقومون بشرائها من أجل الترفيه.
إذ كانت الشاشات أكبر حجمًا وأفضل بكثير من أجل مشاهدة موقع يوتيوب وقراءة الأخبار، وأكثر مناسبة للتنقل بدلًا من كمبيوتر نقال ضخم، وإذا أراد المستعمل أن يكون منتجا فما عليه سوى استعمال جهاز كمبيوتر حقيقي، حيث أن شركة جوجل تداركت تلك المشكلة عندما قامت بإصدارNexus 7، حيث قامت بتركيز جهودها على الذي يرغب فيه المستعملين مثل الترفيه عن طريق إطلاق خدمات مثل Google Play Movies و Google Play Books.
وسوقت شركة جوجل لجهاز Nexus 7 حيث أنه أكثر من مجرد جهاز لوحي، مما أدى إلى استقطاب انتباه المستعملين الذين انتبهوا أنهم يمتلكون عوالم كاملة من الترفيه في متناول أيديهم على شاشة أكبر، ما أدى إلى زيادة مبيعات Nexus 7 لفترة وجيزة، ولكن المشكلة أنى الهواتف النقالة صارت تأتي بشاشات أكبر وسرعة أداء أكثر مثالية، وفي ذت الوقت بدأت الحاجة إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية المخصصة في أن تقل.
أجهزة أندرويد اللوحية في المرتبة الثانية
عند إصدار الجهاز اللوحي Nexus 7 جاء في تباعته نظام تشغيل أندرويد Jelly Bean، حيث أنه عبارة عن نظام تشغيل يهدف إلى العمل على كل من الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية، بينما حافظت على غالبية خصائص الإنتاجية التي ظهرت للمرة الأولى في نظام التشغيل Honeycomb، وهذا أشار إلى أن شركة جوجل كانت تعيد الأولوية إلى الهواتف الذكية.
كان الترفيه السمة الواضحة لدي مستعملي الهواتف النقالة، وإذا كان بإمكان المستعملين عرض المحتوى على هواتفهم خلال عملية التنقل، والانتقال إلى تجربة مشاهدة أكبر وأكثر راحة في المنزل، إذ لا يزال يمتلك المستخدمون أجهزة الحواسيب المكتبية وأجهزة الكمبيوتر النقالة التي تخصهم من أجل عمل حقيقي، لهذا فقد قامت بترك الإنتاجية على جانب الطريق.
وفي السنوات القليلة القادمة، احتياجات الناس تحولت بسرعة كبيرة من المزيد من الطرق للاستهلاك الترفيهي إلى المزيد من الطرق للوصول إلى الإنتاجية الضخمة، ولا يزال يجري تحميل الألعاب والمواد الترفيهية، لكن تطبيقات الإنتاجية مثل Slack و Todoist كانت انطلقت على نطاق دولي واسع، وأدرك المستخدمون أن الهواتف النقالة يمكن أن تسمح لهم بان تعمل ليس فقط في المكتب ولكن أيضًا خلال عملية تنقلهم.
المهام الرئيسية
أما عن المهام الرئيسية مثل التخطيط والتنظيم والاتصالات، عملت الهواتف الذكية بشكل أكثر من رائع، لكنها ظلت أقل كفاءة في المهام الأكثر كثافة مثل تحرير مقاطع الفيديو والكتابة، لهذا رغب الناس في المزيد من الشاشات الضخمة وجهاز يستمر طاقته بشكل أكبر، وكان المكان الواضح للبحث عن المزيد من الشاشة هو جهاز كمبيوتر نقال.
لكن دول العالم كانت مهووسة بإمكانية التنقل مع جهاز ما أكثر من أي وقت سابق، ولو كانت خفيفة فإن ذلك هو المطلوب، لهذا قامت بالاستحواذ على كل قطاع تقني، ومن ثم فإن الخطوة الآتية المنطقية هي الأجهزة اللوحية، وبالرغم من أن أجهزة أندرويد اللوحية كانت غير ثمينة أو مدعومة، ولكن كان مطورو نظام التشغيل iOS بدأوا بالنظر إلى جهاز أبل اللوحي الأيباد iPad من أجل الإنتاج بشكل جاد.
وفي هذا الصدد نقول إن المطورين استفادوا بشكل كبير من ذلك الأمر، وكان المستعملون جائعين ويريدون أن يقومون بتفريغ محتويات أجهزة الكمبيوتر النقالة التي تخصهم في تلك الأجهزة اللوحية.
لم يكن هناك حافز لمطوري تطبيقات أندرويد
شركة جوجل تركت المسألة للمصممين والمطورين من أجل تحسين تطبيقاتهم لكل من الهواتف والأجهزة اللوحية، لكن هواتف أندرويد كانت تلاحق الأجهزة النقالة بحجمها كما أن الأجهزة النقالة لا تقوم بخدمة أي استهلاك حقيقي، ومن ثم فإن تحسين تطبيق لجهاز آخر لا فائدة ترجى منه.
كان السماح لنظام أندرويد بأن يوسع نطاق التطبيقات أسهل الاختيارات لكن غالبًا ما جرى ترك التطبيقات بواجهات سيئة للغاية على الأجهزة النقالة، كما أن عدد ليس بالكبير من الشركات مثل سامسونج وهواوي بذلت قامت ببذل كل جهودها حتى تجعلأجهزة اندرويد اللوحية منافسة حقيقة لأجهزة الأيباد، حيث قامت باستعمال المعالجات الأساسية وقامت بتطوير قلم ولوحة مفاتيح وخدمات كـ Dex من أجل جعل الجهاز اللوحي يشبه الأجهزة اللوحية.
ومع هذا لم يجرى تطوير الاندرويد من أجل دعم واجهات الأجهزة اللوحية، وظهر ذلك بشكل واضح عندما خرجت Galaxy Tab S4 الذي لم يرتقي لمستوى المنافسة الحقيقة، وبينما أشاد لى جهود شركة سامسونج في محاولة تبديل نظام التشغيل اندرويد إلى واجهة كمبيوتر لوحي تسلح للاستعمال، فإن التحسين السيئ للتطبيقات من المطورين يجعل بيع أي جهاز كمبيوتر لوحي يعمل وفق نظام التشغيل أندرويد أمرًا في غاية الصعوبة.
شركة جوجل فطنت إلى هذا الأمر، وذلك هو سبب توقفها عن تطوير الأجهزة اللوحية اعتمادًا على ذاتها وجعلت مسألة صناعة وتطوير تلك الأجهزة للشركات الأخرى، وركزت جهودها على أن تطور وتنتج أجهزة Pixel Slate كمجهود أخير للمنافسة في ذلك السوق ولكن في شهر يونيو الماضي، قامت بالشركة بالإعلان أنها لن تستمر في مسألة تطوير تلك الأجهزة وألغت نموذجين كانا قيد التطوير ومن ثم فإنها قد انسحبت بشكل كلي من سوق الأجهزة اللوحية.
الآيباد وسر النجاح
في السنوات القليلة الماضية، قامت شركة أبل بكشف النقاب عن نظام التشغيل iPad OS، وهو عبارة عن تحديث موجه تجاه الإنتاجية، حيث يريد المستعملين بشكل مطرد في إتمام الكثير من العمل على الأجهزة النقالة، إذ لا تزال الهواتف لا تستطيع أن تنجز بعض الأشياء مثل تجربة الكتابة الضعيفة والشاشة الصغيرة.
ومن ثم استطاعت شركة أبل أن تملأ الفراغ، إذ يعد جهاز الآيباد الأن جهازًا نقالًا ولكن ليس كمبيوتر نقالًا، ولكنه أكثر توجهاً تجاه الإنتاجية من الهاتف النقال، كما أن شركة أبل تقوم بإضافة الآن ميزات ظهرت لأول مرة منذ 8 سنوات في نسخة أندرويد Honeycomb.
ويعتبر الوصول إلى وسائط USB الخارجية وعناصر واجهة المستعمل المثبتة على الديسك توب ووظائف تقسيم الشاشة كلها خصائص إنتاجية، ومن ثم لم يعد جهاز أبل اللوحي يعد كجهاز لاستهلاك المحتوى الترفيهي فقط حيث أن العديد من المستعملين ينظرون إليه كجهاز رئيسي ، وسبب آخر لنجاح الآيباد هو الدعم والتحسين المطرد من شركة أبل.