دار ابن لقمان هي إحدى الأماكن الأثرية في مصر، وبقائها هو تعبير عن مقاومة المصريين للمحتل الأجنبي، وتمثل رمزًا للعزة والشموخ، واللافتة المهمة على دار ابن لقمان هي “هنا سجن لويس التاسع ملك فرنسا”، وقد قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تسمية دار ابن لقمان بمتحف المنصورة القومي في عام 1960.
دار ابن لقمان
كان تأسيس دار ابن لقمان في منطقة منية عبد الله الواقعة في جزيرة الورد وهي المدينة التي تعرف الآن بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، وكان إنشاء دار ابن لقمان قبل ثمانية قرون على مساحة تبلغ 576 متر، ويتبقى منها حاليًا ضمن متحق المنصورة القومي خمسون مترًا فقط.
وقد أسست دار ابن لقمان على الطراز الإسلامي الأيوبي، حيث تنقسم إلى طابق سفلي يسمي بالحرملك حيث يشمل المكان المخصص لأهل الدار خاصة من النساء، ويرفق بهذا الطاف ساحة انتظار للخيول، وكان دار ابن لقمان يضم طابقًا علويًا يعرف باسم السلاملك، وهو طابق له سلم منفصل يتم فيه استقبال الضيوف، وكانت تعلو مدخل دار ابن لقمان نافذة صغيرة تطل على الشارع ويبلغ طولها نحو مترين، بالإضافة لباب صغير طوله أربعون سم، ويقال أن هذا الباب الصغير تم تصميمه خصيصًا ليدخل منه ملك فرنسا لويس التاسع محني الرأس عقب أسره.
وكانت دار ابن لقمان تطل بشكل مباشر على الضفة الشرقية للنيل المعروف بفرع دمياط، وذلك قبل أن تبتعد الدار بفعل العوامل المناخية عن ضفة النهر بنحو خمسمائة متر، وكان يقع بالقرب من دار ابن لقمان مسجد الموافق أكبر مساجد المدينة.
صاحب دار ابن لقمان
تعود ملكية دار ابن لقمان للقاضي وكبير الشعراء في عصره إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيباني المتوفي في عام 1294 م، وكان ابن لقمان يتولى ديوان الإنشاء لدى سلاطين الدولة الأيوبية منذ ولاية الملك الكامل ومرورًا بالملك الصالح نجم الدين أيوب، ووصولًا لولاية السعيد ابن الظاهر بيبرس، وقد تمتع في هذه الفترة بمكانة مرموقة بين الكتاب لكونه رئيس الديوان المسؤول عن مراسلات الوالي.
شهرة دار ابن لقمان
اكتسبت دار ابن لقمان شهرتها الكبيرة بالتحديد في السادس من إبريل عام 1250م، وذلك عقب انتصار جيش المماليك التابع للسلطان نجم الدين أيوب على الصليبيين في معركة فارسكور، وأسر قائد الحملة الملك لويس التاسع، حيث تم وضعه في الأغلال وحبسه في دار ابن لقمان لأكثر من شهر، حيث تم إطلاق سراحه بعد المفاوضات بين المصريين والفرنسيين، وكان إطلاق سراحه مقابل تسليم الفرنسيين لمدينة دمياط ودفع فدية مقابل إطلاق سراحه، وليكون أسر لويس التاسع في دار ابن لقمان هي النهاية لآخر الحملات الصليبية على المشرق العربي.
وقد وثقت دار ابن لقمان على مدار ثمانية قرون المقاومة المصرية للفرنسيين والحملات الصليبية، حيث قتل أبناء المنصورة أكثر من ثلاثين ألف جندي فرنسي، وانهت هذه المقاومة والنصر الآمال الصليبية والتي كان يتزعمها لويس التاسع للسيطرة مجددَا على مدينة القدس عقب السيطرة على مصر.