الدولة العثمانية من أقوى الدول التي حكمت العالم الإسلامي ومن أكثرها اتساعًا، وقد مثلت الدولة العثمانية الخلافة الإسلامية ووحدة المسلمين حتى سقوطها واستقلال الدول الإسلامية.
الدولة العثمانية
قامت الدولة العثمانية على يد عثمان بن أرطغرل في عام 699 هجرية، على الأراضي التابعة له في هضبة الأناضول وتوسعت لتشمل غالبية المدن الإسلامية وامتدت مساحتها في أوروبا، وشهد عهد الدول العثمانية الكثير من الإنجازات التي تم تحقيقها في العالم الإسلامي كما شهدت الدولة الكثير من أوقات الضعف الشديد خاصة في أواخر عهدها بعد الاحتلال الأوروبي للعديد من المدن الإسلامية التابعة للدولة العثمانية وعدم قدرة الدولة على فرض سيطرتها وهو الأمر الذي انتهى بسقوط الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية التي تحمل نفس علم الدولة العثمانية.
سقوط الدولة العثمانية
سقطت الدولة العثمانية رسميًا في الثالث من مارس عام 1914 عندما أعلن مصطفى كمال أتاتورك إزاحة السلطان عبد الحميد الثاني من منصبه وإعلان انتهاء الخلافة الإسلامية ومصادرة أموال الأسرة الحاكمة وتأسيس دولة تركيا كدولة علمانية مستقلة.
ولا يوجد سبب واحد لـ سقوط الدولة العثمانية وإنما جاء هذه السقوط كنتيجة للعديد من الأسباب والأحداث التي تراكمت عبر السنوات مقابل الضعف المتزايد في حكام الدولة العثمانية وكان من الممكن أن تقوم دولة إسلامية موحدة على أنقاض الدولة العثمانية كما حدث من قبل مع انهيار الدولة الأموية والعباسية ودولة المماليك في مصر إلا أن المدن الإسلامية كانت واقعة تحت الاحتلال الأوروبي وتنضال من أجل طرد هذا الاحتلال الذي جاء في الأساس لإسقاط الدولة العثمانية وتفتيتها.
أسباب سقوط الدولة العثمانية
ومن الأسباب الرئيسية لسقوط الدولة العثمانية الاختلافات المتزايدة بين الشعوب التي تعيش تحت الحكم العثماني وقيام الحروب فيما بينهم وعدم قدرة الدولة العثمانية على السيطرة على هذه الحروب بالإضافة لرغبة بعض المدن والحكام في الاستقلال عن الدولة العثمانية كما هو الحال في مصر وليبيا والشام والحجاز.
كما كان من الأسباب التي أدت لسقوط الدولة الإسلامية هو ابتعادها عن الشريعة الإسلامية التي كان هي الأساس في إقامتها وتجمع المسلمين تحت راية واحدة ومع ابتعادها عن المنهج الإسلامي وتزايد النفوذ الأوروبي في الدولة وتأثير اليهود علي الدولة العثمانية فقدت الدولة الكثير من التأييد من المسلمين حول العالم ولم تعد قادرة على توحيدهم نحو هدف واحد.
كما كان للحروب الصليبية أثر كبير في إضعاف الدولة العثمانية وتفتيها وضعفت الدولة بشكل كبير بعد فقدانها السيطرة على المدن التابعة لها بعد وقوعها تحت الاحتلال الإنجليزي والفرنسي والإيطالي، وكذلك تورط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى واحتلال مدن داخل تركيا تحت الاحتلال، كما تأثرت الدولة العثمانية بالحروب في دول البلقان.
كما كان من أسباب سقوط الدولة العثمانية الصراعات الداخلية بين أطراف الحكم المختلفة وضعف السلطان مما ساعد في وصول كمال أتاتورك لرأس السلطة ونجاحه في تأسيس دولة علمانية وكان ذلك في عام 1341 هجرية الموافق لعام 1924 ميلادية وشهدت تركيا بعد هذا التاريخ العديد من التغييرات كإلغاء استخدام اللغة العربية ومنع الآذان بها و ومنع الحجاب.