يعتبر مثل رجعت ريما لعادتها القديمة من الأمثال الشعبية المشهورة في المجتمع المصري، ويعتبر كذلك من الأمثال الشعبية والحكم المشهورة في جميع دول العالم وخاصة الدول العربية والإسلامية، ومثل رجعت ريما لعادتها القديمة من الأمثال الشعبية التى لها قصة وحكاية، وتُعتبر الأمثال الشعبية هى الموروث الشعبى والثقافى للأمم والشعوب.
ولذلك دائماً ما تحتفظ الأمم والشعوب بما لديها من أمثال وحكم لكى تتوارثها الأجيال على مر العصور، ولكل مثل أو حكمة قصة وحكاية وتاريخ، ودائماً ما نحرص في موقع المصطبة على معرفة أصل وحكاية المثل.
ومثل رجعت ريما لعادتها القديمة مثله مثل جميع الحكم والأمثال له حكاية وقصة سوف نتناول حكاية وقصة المثل، ومن قاله ولماذا قاله وما قصته؟، وما هى المواقف التى تستدعى أن نقول فيها هذا المثل، وماذا نستفيد من هذا المثل.
متى نقول مثل “رجعت ريما لعادتها القديمة”؟
فى الحقيقة أن المثل الأصلى هو رجعت حليمة لعادتها القديمة، وأن كلمة حليمة استُبدلت على مر العصور وبين الشعوب بكلمة ريما، فأصبح المثل يُقال في عصورنا وفى مصر “رجعت ريما لعادتها القديمة”.
ونحن في مصر نقول هذا المثل في موقف معين، وهو عندما يكون شخص معين ينوى التغيير ويعتزم على تغيير نفسه وتغيير صفة غير حميدة أو سيئة يتصف بها فينتوى تغييرها، وبالفعل بدأ في التغيير والعدول عن هذه الصفة، وبعد مرور فترة طويلة نجده يعود إلى ما كان عليه في السابق، فمثلاً نجد أن طالب معروف عنه الكسل ومعروف عنه الذهاب إلى المدرسة متأخراً دائماً، وعندما يجد من حوله منزعجون من كسله يحاول أن يُغير من نفسه، وبالفعل يقوم بالإبتعاد عن الكسل فيذهب المدرسة في الصباح مبكراً، ويصبح نشيطاً ويعمل بجد، ولكنه بعد فترة يعود إلى كسله، في هذه الحالة نقول عليه المثل “رجعت ريما لعادتها القديمة”، أى أن هذا الطالب عاد إلى كسله وإلى ما كان عليه في السابق.
أصل وحكاية المثل
كما سبق القول أن المثل في الأصل هو “رجعت حليمه لعادتها القديمة”، فمن هى حليمة التى قيل فيها هذا المثل، وما هى العادة التى كانت تتصف بها حليمة لكى يُقال فيها هذا المثل وما هو الموقف الذى قيل فيه هذا المثل ومن الذى قاله عليها؟
فى هذه السطور القليلة القادمة سوف نتعرف على كل ذلك وسوف نعرف قصة وحكاية وأصل هذا المثل، وكذلك سوف نجد إجابات على كل الأسئلة التى تدور في ذهن القارئ عن هذا المثل.
فى البداية يجب أن نعرف من هى حليمة التى قيل فيها هذا المثل، هى حليمة زوجة حاتم الطائى وهو شاعر عربى ويعتبر من أكرم وأجود شعراء العرب، وكانت زوجته حليمة تتصف بالبخل الشديد، وكانت دائماً تقوم بعمل الطعام بقليل من السمن، فكان الطعام لا يؤكل، وحاول معها كثيراً لكى يغير هذه الطباع الموجودة بها ولكن دون جدوى، ففكر حاتم الطائى لزوجته في خدعة أو فكرة لكى يتخلص من بخلها، فقال لها إنه قارئ في القصص وفى كتب العلماء والقدماء أن السمن يُطيل العمر، وأن الإنسان الذى يتناول طعاماً به سمن كثير يكون أطول عمراً من غيره.
وعلى الفور قامت حليمة بتغيير طريقتها في طهى الطعام وبدأت تضع لهم في الطعام الكثير من السمن وأصبح طعامهم شهياً، وبدأت الحياة فيما بينهم تستقر وتسير على ما يُرام.
ولكن دائماً ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فمات ابن حليمة في الحرب، وحزنت عليه حزناً شديداً، وبدأت من جديد تُقلل السمن في الطعام، وعادت إلى ما كانت عليه سابقاً لأنها أرادت أن تموت لتُلحق بإبنها، وذلك على اعتقاد أن السمن القليل سوف يجعلها تموت بسرعة، وعندما وجد زوجها “حاتم الطائى” أن زوجته حليمة عادت إلى ما كانت عليه وقللت السمن في الطعام، قال المثل المشهور “رجعت حليمة إلى عادتها القديمة”، وبعدها تم تحريف المثل إلى “رجعت ريما لعادتها القديمة”.
أمثال شبيهة بمثل “رجعت ريما لعادتها القديمة”
فى التراث أو الموروث الشعبى والثقافى المصرى نجد الكثير من الأمثال التى تعطى نفس المضمون لمثل رجعت ريما لعادتها القديمة، من الأمثال الشعبية التى تعطى نفس المضمون لمثل وحكمة رجعت ريما لعادتها القديمة، مثل “من شاب على شئ مات عليه”، ومثل “نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب”، و”ديل الكلب ما ينعدل لو علقوا فيه قالب”، ومثل “اللى فيه طبع ما يسلمش”.