زكاة المال هي الركن الثالث من أركان الاسلام، فهي فرض على كل مسلم ويتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل بتأديتها، وقد أمرنا الله بتأدية الزكاة في وقت محدد وبمقدار معين وهي فريضة وحق للفقير في مال الغني، وبالرغم من أنها ركن أساسي لايكمل إسلام الفرد إلا بتأديته إلا أن الكثيرين يجهل هذه الفريضة ولا يتم تأديتها بالشكل الصحيح، لذلك سوف نوضح خلال هذا المقال تعريف الزكاة ولماذا شرعت الزكاة، وكيفية احتساب الزكاة.
الزكاة في اللغة تعني الطهارة والزيادة والنماء، وبهذا فإن الاسم يعبر عن المعنى الجقيقي حيث أن إخراج الزكاة من المال تطهره وتزيده بركة، أما تعريف الزكاة اصطلاحا هي إخراج قدر معين من المال في وقت معين.
وفي قوله تعالى:(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة: 103].
الحكمة من فرض زكاة المال
لقد أمرنا الله عز وجل بتأدية الزكاة وجعلها فرضا من فروض الإسلام حتى تؤلف القلوب فلا يكون هناك حقد أو غل من الفقراء تجاه الأغنياء، لأن الفقير يعلم أنه يأخذ حقه في مال الغني فيرضى بهذه القسمة ولا يحقد على الأغنياء وبالتالي يسود الود والتكافل في المجتمع مما توفر الاستقرار والأمن للجميع.
على من تجب الزكاة؟
- تجب الزكاة على المسلم الذي يملك مال ومرعليه عام، فلا تؤخذ الزكاة من شخص غير مسلم (كافر) سواء كان مرتداً عن الإسلام أو كافر منذ البداية، لسبب بسيط جدا وهو أن الزكاة جزء من الإسلام وركن من أركانه.
- يجب أن يخرج الزكاة شخص حر فلا تجب الزكاة عن المملوك لأن العبيد لا يملكون شيء وأي شيء يملكونه هو في الأصل مال أسيادهم.
- يجب أن يكون المال الذي بلغ النصاب ليس فيه أي دين أو حق للغير ويكون ملك خالص لصاحبه ويملك التصرف في هذا المال.
- كما يجب أن يكون هذا المال زائد عن حاجة صاحبه ويدخره .
- لابد أن يكون مر عليه عام هجري كامل.
مقدار زكاة المال وكيفية احتسابها؟
يجب إخراج الزكاة عن المال الذي بلغ النصاب ومر عليه عام هجري كامل، أما النصاب فهو ما يقدر بحوالي خمسمائة وثمانون جرام ذهب ، أو خمسمائة وخمسة وتسعون جرام فضة، فمن كان معه (580 جرام ذهب- أو 595 جرام فضة) أو ما يساوي قيمتهم مال في شهر شعبان واستمر هذا المال أو الذهب أو الفضة في حوزتنا حتى شعبان في العام المقبل يكون بذلك بلغ عليه الحول ويجب اخراج الزكاة عن هذا المال وقيمة الزكاة هي 2.5% من إجمالي المال الذي حال عليه الحول.
من يستحق زكاة المال؟
قد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من هم الذين يستحقون الزكاة فقد قال سبحانه وتعالى:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “، التوبة/60.
- الفقراء والمساكين: هم الذين لا يجدوا ما يكفي حاجتهم و يحتاجون إلى المال بشدة.
- العاملون على الزكاة: هم من يعملون في جمع الزكاة وهؤلاء الأشخاص حتى لو كانوا غير محتاجين للمال يجب اعطائهم منها.
- المؤلفة قلوبهم: حديثي العهد بالاسلام يجب اعطائهم من مال الزكاة.
- في الرقاب: يجب أن نفك الأسرى من المسلمين من مال الزكاة وأيضا وإذا وجد عبيد أو رقيق من المسلمين يجب أن نعتق رقابهم من هذا المال.
- الغارمون : هؤلاء الذين لايمكنهم سداد ديونهم.
- في سبيل الله: يتم شراء السلاح اللازم للجهاد من مال الزكاة ونعطي الزكاة أيضا للجنود الذين يجاهدون في سبيل الله.
- ابن السبيل: هو شخص غريب سافر بلد غريب لايعرف فيها أحد وفقد ماله أو نفذ منه يجب أن نعطيه من مال الزكاة ما يكفيه ليعود لوطنه.