سيبويه هو أحد كبار علماء وواضعي علم النحو، ويعد هو واضع هذا العلم، وهو تلميذ العالم الخليل بن أحمد، وألف سييوبه “الكتاب” الذي يعد عمدة في علوم اللغة العربية على مدى كافة العصور.
سيبويه
سيبويه هو لقب عمرو بن عثمان بن قنبر، ويكنى بأبي بشر، وسيوبيه هي كلمة فارسية تعني رائحة التفاح وقد أطلق هذا اللقب عليه لبياض بشرته وجماله، وقد ولد سييوبه في مدينة البيضاء القريبة من منطقة شيراز الواقعة في إيران حاليًا، وكان مولده في عام 148 من الهجرة، وانتقل سيبويه إلى مدينة البصرة بالعراق ليتعلم على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من علماء عصره، وقد غارد سييوبه بغداد بسبب تفوق الكسائي عليه، وقد توفي سيبويه في عام 180 هجرية، وقد اختلف في سبب وفاته بين ما يقول أنه توفي بمرض مناعي يصيب الأمعاء الدقيقة وكان يعرف بالذرب.
علم سيبويه
ويتمتع سيبويه بالعلم والثقافة الواسعة، ورغم الأثر الكبير الذي تركه سيبويه في علم النحو وعلوم اللغة العربية فإنه لا يوجد له تلاميذ كثر بسبب وفاته في ريعان الشباب، ولكن من أهم تلاميذ سييوبه عالم النحو الأخفش الذي كان سيبويه يكبره في السن، كما أن سيبويه لم يترك الكثير من المؤلفات ولكن أهم مؤلفاته هو “الكتاب” ويعد هو أهم المؤلفات في علم النحو، وقد لا يحتاج من يدرسه ويفهم ما فيه لغيره من كتب النحو، كما كان هناك اطلاع واسع لسيبويه في العديد من العلوم ولكنه كان سيد عصره في علم اللغة العربية.
وكان يعرف عن سيبويه أنه شاب نظيف وجميل، استطاع أن يكون له باع في كلف العلوم والآداب في عصره، ولكنه برع واشتهر في علم النحو وعلوم اللغة العربية، وذلك رغم حداثة وصغر سنه، ويعرف بأنه إمام النحو، وحجة العرب، ولا يعرف في كتب النحو كتاب كالذي ألفه سيبويه، وكان الخليل بن أحمد يحب مجالسته، وتؤكد الأمثلة التي التي تركها في الكتاب أنه من أعلم الناس باللغة، وتتم مقارنة كتاب سيبويه كعمدة في اللغة العربية بكتاب أرسطوطاليس في المنطق، وكتاب المجسطي لبطليموس في الفلك.
مؤلف الكتاب
وسلك سيبويه في مؤلفه “الكتاب” إلى ما يمكن اعتبار دستور علم النحو الذي يتعمد عليه في كافة العصور ويكون المرجع لكل دراسي اللغة العربية والأساس الذي لا يمكن تخطيه لغيره، وقد تطرق سيبويه في الكتاب إلى العديد من مباحث النحو في المؤلف الذي يقترب من الألف صفحة، مثل مباحث علم النحو، والصرف، والنسب، والتصغير والإضافة، وغيرها من أبواب وعلوم اللغة العربية كالمجاز والمعاني، وعلوم وضرورات الشعر العربي، بالإضافة لتناول مباحث الأصول العربية، والعمل على تعريب الكلمات الأعجمية، وهذا الكتاب رغم أهميته البالغة لا توجد له مقدمة بخلاف الكتب الأخرى في اللغة العربية.