أبو القاسم الشابي هو أحد الشعراء المؤثرين في التاريخ العربي الحديث من خلال دعوته للتحديث والتغيير في الشعر العربي والاتجاه نحو الخيال الذي تميز به الشعر الأوروبي.
أبو القاسم الشابي
أبو القاسم الشابي من مواليد مارس عام 1909 بمنطقة جريد بمدينة توزر بجنوب تونس، وقد أثرته نشأته في هذه المنطقة علي شاعريته التي تميز بها حيث كانت هذه المنطقة التونسية تتميز بالمناظر الخلابة والساحرة بشكل دفع أبو القاسم الشابي للتغنى بها في أشعاره وذلك رغم أنه لم يقم طويلًا في هذه المنطقة حيث تنقل ما بين المدن التونسية مع والده الذي كان يعمل في منسب رئيس محكمة شرعية في تونس.
وقد تلقى أبو القاسم الشابي تعليمه الأولي في الكتاتيب وقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وقد كان والده حريصًا علي تعليمه اللغة العربة وكافة العلوم بنفسه، وقد كان أبو القاسم الشابي يتميز بحب المطالعة ولذلك كافة قرأ الكتب التي كان يمتلكها والده في العلوم الدينية والفلسفة.
وقد التحق أبوالقاسم الشابي في الكلية الزيتونية بالعاصمة تونس، وقد وجد أبو القاسم الشابي من خلال هذه الكلية طريقه للحرية وقد تخرج منها في عام 1927 حيث حصل على شهادة التطويع التي هي أرفع شهادة تونسية في ذلك الوقت، والتحق بعدها بكلية الحقوق التونسية ليتخرج منها في عام 1930.
حياة أبو القاسم الشابي
وقد قاد أبو القاسم الشابي خلال مسيرته التعليمية حركة طلاب الزيتونة حيث كانت الحركة تطالب بإصلاح مناهج التعليم والإدارة في جامعة الزيتونة، وكان لأبو القاسم الشابي دور مؤثر في تأسيس عدة جمعيات أدبية وثقافية وقد أثرت هذه الجمعيات في الحياة الثقافية التونسية، وكان أبو القاسم الشابي يتسم بسرعة البديهة والذكاء وإبداء الرأي بقوة.
كما أن أبو القاسم الشابي كان يعمل من أجل محاربة الجهل وخطورة الأفكار الاستعمارية التي كانت تسيطر علي العقول من أجل إفقارها واستمرارها في الجهل، وعمل أبو القاسم الشابي من أجل إيقاظ الضمائر بالشعر، وكانت حياة أبو القاسم الشابي يغلب عليها طابع التشاؤوم وكانت نفسه مليئة الألم والشقاء متأثرًا بالبيئة التي عاش فيها ولذلك كان يميل إلى الحياة الصوفية.
ومن الناحية الأدبية مر أبو القاسم الشابي بعدة مسارات مهمة حيث كان منفتح على الحضارات الأجنبية واطلع على الأدب الأوروبي والأمريكي، وذلك في الوقت نفسه كان أبو القاسم الشابي على دراية واطلاع قوي على الثقافة العربية والتمرس في آدابها، وقد ألقى أبو القاسم الشابي محاضرات عن الخيال الشعري في عام 1929 حيث استعرض التراث العربي في مختلف الأزمنة.
وكان أبو القاسم الشابي مخالطًا للأدباء التونسيين في جامع الزيتونة وارتاد النوادي الأدبية بشكل مستمر، وكان ينادي بتجديد الشعر العربي والعمل على تحرير الرواسب القديمة وكان يدعوا للاقتداء بالأدب الغربي الذي يتميز بالخيال والفكر، ولكن كان هناك رفض ومقاطعة له من الاتجاهات المحافظة وهو ما سبب له الكثير من الحزن.
وفاة أبو القاسم الشابي
ترك أبو القاسم الشابي الكثير من المؤلفات كديوان أغاني الحياة والذي ضم العديد من قصائده، وهو مؤلف كتاب الخيال الشعري عند العرب وهو محاضرة ألقاها أبو القاسم الشابي، وقد توفي أبو القاسم الشابي في أكتوبر عام 1934 وكان عمره ستة وعشرين عامًا.