“شخصيات تاريخية لبنانية”، على مر التاريخ صنعت شعوب دول العالم حضارات عظيمة، وذلك بفضل جهود أبنائها الذين ساهموا بشكل كبير في بناء حضارة إنسانية فريدة، ويعتبر لبنان بلد عربي له حضارة عريقة تعود إلى آلاف السنين، وهو بلد مَلِيء بالشخصيات التي أثرت به وصنعت علامات واضحة في تاريخه القديم والمعاصر، حتى أصبح لبنان بلد عظيم ومستقل يسعي أبنائه دائماً لوضعه في المقدمة، ويعتبر لبنان موطن الفن والثقافة فهو منارة تصدر الشعراء والفنانين والنابغين في كل المجالات، وبهذا المقال سوف نستعرض لكم شخصيات تاريخية لبنانية كان لها بصمة واضحة في تاريخ لبنان حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
الأمير فخر الدين الثاني الكبير
كما وصفه المؤرخين، يُعتبر الأمير فخر الدين هو أعظم حكام منطقة شرق الوطن العربي، وهو أمير لبناني ينتمي لعائلة آل معن، وكان الأمير فخر الدين أحد الأمراء الذين تولوا حكم إمارة من إمارات لبنان، وبعد ذلك حكم العديد من المناطق الأخرى تحت ولاية العثمانيين مثل منطقة طرابلس ومنطقة يافا، ويُعتبر ضمن شخصيات تاريخية لبنانية أثرت بشكل مباشر في تاريخ لبنان في القرن السادس عشر والسابع عشر فهو موحد إمارات لبنان ومؤسس الدولة اللبنانية الموحدة الحديثة وأول حاكم فعلي لها.
الشيخ عبد الرحمن الحوت
يعتبر الشيخ عبد الرحمن الحوت علامة بارزة في تاريخ لبنان، فهو من العلماء المسلمين الأجلاء والمتواضعين الذين وهبوا الكثير من الجهد والوقت والمال لبلدهم، ويرجع نسبه لعائلة النبي محمد وتحديداً إلى الإمام على، وكان الشيخ عبد الرحمن من علماء الإسلام الذين انخرطوا في العمل الخيري، فهو كان رئيساً لإحدى الجمعيات الخيرية في لبنان وساهم في أعمال إصلاح وترميم العديد من المساجد، وقد كان مفتي الولاية كما كان نقيب الأشراف وقد أنفق كل ما يملك لخدمة بلده ودينه، ويُعتبر ضمن شخصيات تاريخية لبنانية هامة وقد اعتبره أبناء بلده ولي من الأولياء.
رياض الصلح
رياض أحمد الصلح يُعتبر أول شخص تولي منصب رئيس الوزراء بعد استقلال دولة لبنان، وبنفس الوقت هو أحد أهم شخصيات تاريخية لبنانية لأنه ساهم في استقلال لبنان، وذلك بعد عمله كمحامي عام 1935م ثم انضمامه لمجلس النواب وإقتراحه لتعديل مواد دستورية خاصة بنظام الحكم تخدم المحتل الفرنسي، وبعد تصويت المجلس تم إلغائها مما آثار غصب الفرنسيين وتم إعتقاله مع وزراء ونواب آخرين، فإنتفض الشعب اللبناني وأدت ثورة الشعب إلى الإفراج عنهم وحصول لبنان علي الإستقلال في نوفمبر عام 1943م.
وكان رياض الصلح يدعم استقلال سوريا بمؤتمر جنيف أيضاً لأنه كان يدعم انفصالها عن لبنان، وقد ولد رياض الصلح بمدينة صيدا اللبنانية في سنة 1893م، أما عن وفاته فقد تم إغتياله علي يد أفراد من الحزب القومي السوري بالعاصمة الأردنية عمان، وبعد أن ساهم رياض الصلح في استقلال لبنان الا أن الإستقلال الحقيقي لم يحدث إلا بالانسحاب الكامل للفرنسيين من لبنان في عام 1946م، ولكن يتم الإحتفال بذكرى الإستقلال في نوفمبر اعترافاً بجهود حكومة لبنان في عهد الرئيس بشارة خوري ورئيس الوزراء رياض الصلح.
والجدير بالذكر أن لبنان هو بلد يحمل خليط من الثقافة العربية والغربية، كما أنه كانت هناك نسبة كبيرة من شعبه يعتنق الدين المسيحي وبقية الشعب من المسلمين، بعد ذلك انخفضت نسبة معتنقين المسيحية ممّا أدى للعديد من التغيرات السياسية، وهناك شخصيات تاريخية لبنانية عديدة أخري لها فضل كبير في تنمية لبنان ثقافياً وفنياً وسياسياً ليكون بلد عربي له طابع خاص ومميز.