إذا فُجع الإنسان في قريب أو صديق أو حبيب له، فإنه قد يبحث وقتها عن شعر عن الموت ليهون على نفسه. صحيح أن الشعر لن يعيد من مات، لكنه قد يهون على الإنسان فقدان الأحبة، بسبب ما به من حكمة.
وقد نظم العديد من شعراء الأدب العربي قصائد وأبيات شعر عن الموت وما يتركه من أثر موحش في النفوس. فالموت هو هادم اللذات ومفرق الجماعات. وكثيرا ما كتب الشعراء عن الحكمة التي يجب أن يتعلمها الإنسان من الموت.
كما أن هناك شعر عن الموت يتحدث عن الأثر النفسي الذي يحدثه هذا الموت لوفاة حبيب أو صديق.
الموت
الموت هو لحظة النهاية التي ينتظرها كل كائن حي. وهو أكثر الحقائق التي لا مناص منها ولا جدال فيها. والموت كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتي بغتة. فلا يصبحه إنذار ولا يسبقه تحذير.
ولا يمكن لأي إنسان أن يهرب من قدره المحتوم، مصداقا لقوله تعالى في الآية الثامنة من سورة الجمعة: “قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ”. والموت هو هادم اللذات. يفجع القلوب ويرهب النفوس.
وقد أفرد الشعراء عدة قصائد وأبيات شعر عن الموت وما به من آلام وفراق وحكمة. فالموت له العديد من الدلائل في الشعر العربي .
الموت والدلالة الشعرية
نظم الشعراء العرب قصائد وأبيات شعر عن الموت بدلالات مختلفة. فمنهم من كتب شعر عن الموت من باب أنه النهاية الحتمية التي تميز الطبيعة البشرية. ومنهم من كتب شعر عن الموت للاعتبار والاتعاظ وأخذ الحكمة منه.
كما أن بعض الشعراء نظم أبيات شعر عن الموت للتذكير به والاستعداد له وليوم الحساب. كذلك هناك شعراء استنطقوا الموت ليتحدث عن البشر. وبعض الشعراء كتب عن الموت في إطار رثاء الأحباب والأصحاب.
شعر عن الموت
من أشهر ما كتب الشعراء من ابيات شعر عن الموت ما يلي:
أحمد شوقي
كتب الشاعر أحمد شوقي عن الموت قائلا:
إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حي … لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا
سنةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ … ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا
وقفتم بين موت أو حياة فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
لحاها الله أنباء توالت على سمع الولي بما يشق
أبو القاسم الشابي
صل يا قلبي إلى الله، فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة
أبو العلاء المعري
موتٌ يسيرٌ معه رحمةٌ … خيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ
وقد بَلونا العيشَ أطواره … فما وجدنا فيه غيرَ الشقاءِ
الإمام علي بن أبي طالب
كتب الإمام على بن أبي طالب شعر عن الموت قال فيه:
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت آن السلامة فيها, ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها لا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنها وان بناها بشر, خاب بانيها
لكل نفس وان كانت على وجل من المنية أمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقضيها والنفس تنشرها والموت يطويها
لاتركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لاشك يفنينا ويفنيها