عنترة بن شداد، واحدًا من أهم وأبرز الشعراء في التاريخ العربي، فقد كان عنترة بن شداد أحد أئمة الشعر والأدب في العصر الجاهلي، وكان اسمه أحد الأسماء التي صنعت التراث الشعري والأدبي في الجزيرة العربية قديمًا. لم يشتهر عنترة فقط بموهبته الشعرية والادبية البراقة فقط، بل أشتهر كذلك بالشجاعة والإقدام والبطولة وقوة البنيان، فقد تداولت عنه الكثير من القصص التي تثبت وتبرهن على شجاعته وقوته التي لم يضاهيها أحد في عصره، إن لم يكن على مر عصور التاريخ العربي وفي هذا المقال سوف نتحدث عن صخرة عنترة بن شداد.
عنتر وعبلة
من أشهر القصص والروايات التي عُرفت عن الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد وهي قصة حبه الشديدة لابنة عمه عبلة، والتي عُرف عنها أنها كانت واحدة من أجمل نساء قبيلة عبس إن لم تكن من اجمل نساء العرب على مر العصور.
أراد الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد أن يتزوج من ابنة عمه عبلة ولكن والدها رفض ووضع العديد من العراقيل في طريق عنترة حتى يتمكن من إبعاده عن إبنته، فقد طلب منه إحضار مائة ناقة كمهرًا لعبلة كشرط تعجيزي، ورغم ذلك نجح الشاعر عنترة بن شداد في إحضار مهر عبلة ولكن عاد والدها ليماطل شاعرنا مرة أخرى. ومن هنا بدأ ولع الشاعر العربي عنترة بن شداد بعبلة وبدأ تنظيم الشعر الذي يتغزل فيها من خلاله، حيث نظم فيها قصيدته الشهيرة التي عُرفت بمعلقة عنترة بن شداد.
أين تقع صخرة عنترة بن شداد ؟
صخرة عنترة بن شداد، هي تلك الصخرة التي كانت دائمًا ما يتقابل مع إبنة عمه “عبلة” التي أحبها حبًا جنونيًا وكانت قصة حيهم من قصص الحب الأسطورية على مر العصور إلى وقتنا هذا، وتقع تلك الصخرة التي كان يتلقى عنترة بعبلة عندها بالقرب من بلدة قصيباء، في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
وتقع صخرة الشاعر العربي عنترة بن شداد فوق جبال قو – قصيباء حاليًا-، والتي أصبحت مع الوقت احد المعالم السياحية الهامة وكذلك أكثر المزارات العالمية إقبالًا عليها، فهى تعد الآن واحدة من أشهر المتاحف العالمية. وقد ذكر عنترة بن شداد جبال القوي واسمها الحاليّ “جبال قصيباء”_ في معلقته، والتي قال فيها: “كأن السرايا بين قو وقارّة عصائب طير ينتحين لمشرب”.
وجدير بالذكر أن موقع صخرة عنترة بن شداد يحتوى على عدد أطلال قلعة عنترة، وعددٍ من القرى الأثريّة، وأبراج بُنيت من الحجارة فوق الجبل الغربيّ، لمراقبة عيون الماء، والنخيل، وقوافل الحج التي كانت تسير من تلك المنطقة.
أبرز أشعار عنترة بن شداد
“هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ”