صلاة الاستخارة هي صلاة توجيه وإرشاد يتم أدائها في اوقات الشك، أو عندما يتخذ المسلم قرارًا، يجب عليه أن يطلب إرشاد الله وحكمته في كل أمر من أمور الحياة، “الاستخارة” تعني السعي إلى الاستقامة من الله سبحانه وتعالى، بمعنى أنه عندما ينوي المرء القيام بمهمة معينة، فإنهم يقومون بالاستخارة قبل بدء المهمة.
فالمسلم يعلم جيدًا أنه لا يوجد أحد على دراية بمعرفة الأشياء مثل الله سبحانه وتعالى، والله وحده يعلم ما هو أفضل بالنسبة له، وربما يكون هناك ما يعتبره سيئًا، وسيئًا فيما يرون أنه جيد، لذا يمكننا التقرب من الله (سبحانه وتعالى) من خلال الصلوات والوصول إلى الإرشاد في حل القضايا المعقدة في حياتنا من خلال صلاة الإستخارة.
لماذا عليك أداء صلاة الإستخارة؟
صلاة الاستخارة هي صلاة التوجيه التي نسعى من خلالها إلى توجيه الله في حين نتخذ قرارات مهمة في حياتنا، أداء الاستخارة مناسب كلما كان عليك اتخاذ قرار غير إلزامي، إنها صلاة قوية للتوجيه كلما كنت غير متأكد من القرار، يمكن أن تشمل الأمثلة اختيار الجامعة، تقرير ما إذا كنت تريد أن تأخذ عرض عمل، اختيار الزوج.
متى يمكن أداء صلاة الإستخارة؟
لا يوجد وقت محدد لأداء صلاة الإستخارة، ولكن يُفضل أدائها في الثلث الأخير من الليل، أو بعد أداء صلاة الفجر أو صلاة قيام الليل، ومن الأفضل أداء ركعتين لصلاة الإستخارة وأداء الدعاء.
طريقة أداء صلاة الإستخارة
لأداء صلاة الاستخارة، يجب أولاً التطهر، لذا يجب إجراء الوضوء والغُسل إذا لزم الأمر، بعد ذلك، يتعين على المرء أن يؤدي ركعتين من النافلة بقصد صلاة الإستخارة، في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة يقرأ سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية قراءة سورة الإخلاص، وإستكمال الصلاة كما في الصلوات الخمس، حتى إذا انتهى من الصَّلاة بدأ بدعاء الاستخارة.
يُنصح دائمًا بإستفتاح الدُعاء بالحمد والثناء على الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ينبغي للمرء أيضًا النوم في حالة الوضوء والحفاظ على وجهه نحو القبلة كما كان يفعل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، لا يوجد إجبار عام على أداء صلاة الاستخارة في وقت معين، ولكن وفقًا للتقاليد، فإن الثلث الأخير من الليلة هو أفضل وقت لتحقيق دعاء المرء.
يحتاج المرء إلى التحلي بالصبر من حيث تلقي الجواب على صلواتهم، كن صبورًا دائمًا، كرر الصلاة عدة مرات ولعدة أيام حسب رغبتك، يمكنك اختيار تكرار دعاء الاستخارة أو متابعة قراءة أكبر عدد تريده من الركعة. استمر في دمج الاستخارة في صلواتك اليومية حتى تجد القرار، حاول إجراء ذلك لمدة سبعة أيام، ولكن توقف إذا كنت تشعر أنك قد حصلت على إجابة بين ذلك الوقت.
دعاء صلاة الإستخارة
وورد حديث الاستخارة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَه).
ورى ابنُ حبان من حديث أبي سعيدٍ الخدري – رضي الله عنه – قوله – عليه الصّلاة والسّلام: (إذا أراد أحَدُكم أمرًا فلْيقُلِ : اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا – للأمرِ الَّذي يُريدُ – خيرًا لي في دِيني ومعيشتي وعاقبةِ أمري فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي وأعِنِّي عليه وإنْ كان كذا وكذا – للأمرِ الَّذي يُريدُ – شرًّا لي في دِيني ومعيشتي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي ثمَّ اقدُرْ لي الخيرَ أينما كان لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ).
حكم قراءة دعاء الإستخارة بدون صلاة
وفقًا للأحاديث الصحيحة السابق ذكرها أعلاه، يُستخلص بوجود طريقتين لأداء الإستخارة، والأولى عن طريق أداء ركعتين من دون الفريضة، والثانية عن طريق الدعاء فقط دون صلاة.
لذا يجوز للمسلم قراءة دعاء الإستخارة بدون صلاة في حالة وجود مانع للصلاة، على سبيل المثال في حال وجود عُذر شرعي للصلاة عند النساء، أو أنه أمر طارئ ولم يوجد له الوقت الكافي لأداء الصلاة لذا يمكنه قراءة الدعاء، فقد ثُبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يستخيرفي كل شيءٍ حتّى في أقلّ الأمور شأناً.
الأمور التي يجب مراعاتها في الإستخارة
- إستحسان الوضوء.
- إستقبال القبلة عند الدعاء.
- إستفتاح الدعاء بالحمد والصلاة على الرسول الكريم، ويختتم بهما، أيضًا.
- النوم على طهارة ووضوء.
- التوكل على الله، فالأمر كله بيد الله.
- الرؤية في المنام إذا رأى بياضًا أو خضرة، فهو يدل على الخير، وإذا رأى حمرة أو سواد فهذا دليل على الشر، ويجب الإبتعاد عن هذا الشئ.
- لا يقتصر الأمر على رؤية منام جيد أو غير جيد كعلامة على الإستخارة، ولكن يأتي دور تيسير الأمر من عند الله إن كان خيرًا أو صرفه عن المسلم لو كان شرًا له، وذلك تصديقاً لقوله عليه الصّلاة والسّلام (اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا – للأمرِ الَّذي يُريدُ – خيرًا لي في دِيني ومعيشتي وعاقبةِ أمري فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي وأعِنِّي عليه وإنْ كان كذا وكذا – للأمرِ الَّذي يُريدُ – شرًّا لي في دِيني ومعيشتي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي ثمَّ اقدُرْ لي الخيرَ أينما كان لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ.
نصائح بعد أداء صلاة الإستخارة
- طلب النصيحة من أهل العلم عند الصلاة من أجل التوجيه،بعد أداء صلاة الاستخارة، يجب عليك أيضًا طلب المشورة من من تعتقد أنهم حكيمون وعلى دراية بالأمر، تجنب التفكير في أن إجاباتك سوف تأتي إليك ببساطة في الأحلام أو الرؤى.
- يجب أن تكون نيتك فقط طلب التوجيه بوضوح مع قناعات راسخة، تجنب الدعاء بتحديد شئ معين، إذا كنت تطلب شئ معين دون غيره، فأنت لا تطلب حقًا التوجيه، ولكنك تطلب شيئًا تريد تحقيقه.
- الصلاة بإخلاص، عندما تركز على نية الصلاة، يجب أن تقول بصدق في قلبك وعقلك أنك تطلب الإرشاد وتحتاج إلى مساعدة.
- علاوة على ذلك، يجب أن تكون منفتحًا لاستلام الإجابة واتخاذ الإجراءات اللازمة، لكي تكون صادقًا، يجب أن تكون على استعداد للحصول على إجابة ومتابعة حتى لو لم تكن الإجابة التي تريد سماعها.
- التحلي بالصبر، وتجنب إظهار التسرع أو اليأس، تذكر ألا تتوقع معجزات أو رؤى رمزية عند صلاة الاستخارة، بل تكون منفتحًا على الإجابات في صورة نصيحة وعلامات أو مشاعر خفية.
بإختصار صلاة الاستخارة، هي أداة قوية أعطانا الله تعالى أن نسأله في كل أمور الحياة، لا ينبغي لنا أن نتردد في أداء هذه الصلاة بإخلاص، مع العلم في قلوبنا أن الله تعالى وحده هو القادر على إعطاء التوجيه الذي نسعى إليه، وعزمنا على اتباع التوجيه الذي يقدمه لنا، حتى لو كان ضد رغباتنا، فهو بالتأكيدخير.