الرئيس عبد السلام عارف ، هو الرئيس الثاني لجمهورية العراق، ويعد أحد أهم الرموز السياسية في العراق والعالم العربي، واسمه بالكامل عبد السلام محمد عارف الجميلي، من مواليد بغداد في مارس 1921، وتولى رئاسة العراق بعد الفريق نجيب الربيعي.
الرئيس عبد السلام عارف
ينتمي عبد السلام عارف لعائلة عراقية مرموقة كانت تعمل في تجارة الأقمشة في مدينة الفلوجة، وخاله هو الشيخ ضارب المحمود الزوربعي أحد قادة الثورة ضد الاحتلال البريطاني.
تخرج عبد السلام عارف من الكلية العسكرية في عام 1941، وكان من الثوار ضد الحكومة الخاضعة للإنجليز، وشارك في حرب فلسطين عام 1948.
نضاله الوطني
انضم عبد السلام عارف لتنظيم الضباط الوطنيين بعد توصية من عبد الكريم قاسم، وكان من أبرز المساهمين في حركة 14 يوليو 1958 وساهم في إسقاط النظام الملكي، ولذلك فإنه كان يفضل وصفه بالثائر أكثر من لقب الرئيس.
وفي بعض الأحيان وخلال رئاسته للدولة كان يتسم بالبساطة والعفوية مما كان يجعله يشبه الزعيم الليبي معمر القذافي، قبل أن تتحول شخصيته لمزيد من العمق والحنكة السياسية وتفهمه للمعطيات السياسية في العالم والمنطقة العربية.
وعلى إثر الانقلاب على نظام حكم عبد الكريم قاسم، ظهر عبد السلام عارف كشخصية مناسبة لهذا المنصب لكونه كان تحت الإقامة الجبرية، ولذلك توافق سياسيون وعسكريون على إسناد المنصب إليه، وتم ذلك في 9 فبراير 1963.
لم يكن لعبد السلام عارف اتجاه سياسي أو فكري واضح رغم تأثر الجميع بالأفكار السياسية في هذا الوقت، ولكنه كان ينتمي بشكل عام للتيار العروبي، كما أنه كان من أشد المعجبين والمؤيدين للرئيس جمال عبد الناصر وكان يدعم بشكل قوي الوحدة بين مصر والعراق، ولذلك فهو يحظى بتقدير مصري كبير دفع لإطلاق اسمه على عدد من الشوارع المصرية.
وعمل عبد السلام عارف خلال فترة حكمه على تحقيق التوافق مع كافة القوى السياسية العراقية كالأكراد والشيعية حيث كان قريبًا من قياداتهم وعلى صلة مستمرة بهم، وسمح بإنشاء الأحزاب المختلفة بما فيها حزب الدعوة الشيعي.
وكان الشيوعيون وحزب البعث أحد أهم المناهضين لعبد السلام عارف، حيث كانوا يرفضون كافة سياساته ويسعون لإسقاط حكمه.
وحتى الآن يواجه الرئيس عبد السلام عارف اتهامات بالطائفية، وأنه كان متحيز ضد الشيعة، وهو الأمر الذي يفتقد للأدلة، خاصة أن الشيعة كانوا في عداء مع السلطات العراقية المختلفة، ويتم الرد علي الاتهامات الطائفية الموجهة لعبد السلام عارف بأنه سمح لمرشد الثورة الإيراني “الخميني” وقت أن كان مضهطد في إيران إلى القدوم للعراق والإقامة في النجف.
وفاة عبد السلام عارف
توفى عبد السلام عارف، بعد سقوط طائرته الخاصة في ظروف غامضة، خلال استقلاله وبعض وزرائه لها بين منطقتي القرنة والبصرة عندما كان متوجهًا لتفقد ألوية المحافظات والوقوف على خطط الإعمار، وذلك في يوم 13 إبريل 1966.
وبعد مقتل الرئيس عبد السلام عارف، اتفق المسؤولين والعسكريين العراقيين على إسناد منصب رئيس الجمهورية للواء عبد الرحمن عارف، شقيق الرئيس عبد السلام عارف، وجاء الرئيس الجديد لاستكمال ما بدأه شقيقه في كافة المجالات، واستمر في الحكم حتى يوليو 1968.