عمر المختار .. أسد الصحراء الذي لم ينحي

3 سبتمبر 2024
عمر المختار
عمر المختار

يعد عمر المختار أحد أشهر المجاهدين والثوار في التاريخ الحديث، نظرًا لنضاله الكبير ضد الاحتلال الإيطالي لليبيا والذي قاد لإعدامه، واشتهر في العالم الإسلامي بلقب أسد الصحراء.

عمر المختار

وعمر المختار هو عمر بن مختار بن عمر، ولقب بأسد الصحراء لشجاعته في مواجهة القوات الإيطالية، ولد عمر المختار في مدينة البطنان بالجبل الأخضر بإقليم برقة عام 1275 هجرية.

عاش عمر المختار يتيمًا، وتولى رعايته صديق والده الشيخ حسين الغرياني، والذي اهتم بتعليمه وقد أظهر عمر المختار نوبغًا وتميزًا في في صباه، كما أنه اشتهر بجديته وصبره واستقامته، وتمتع بمعرفة شئون البيئة المحيطة وأحوال القبائل وعلم الأنساب، وتمتع بدراية كبيرة في مسالك الصحراء وطرقها وهو ما ساعده في جهاده ضد القوات الإيطالية.

وكان عمر المختار شخصًا قيادًا منذ صغره، إذ حاز ثقة مشايخ الطريقة السنوسية وتم إسناد مشيخة زاوية القصور بالجبل الأخضر له عام 1897.

جهاد عمر المختار ضد إيطاليا

عند اندلاع الحرب بين ليبيا وإيطاليا في عام 1911 عمل المختار علي تجنيد الليبين للجهاد ضد المحتل الإيطالي، وبالفعل احتل حوله آلاف المجاهدين من أبناء الشعب الليبي، واستطاع التغلب علي القوات الإيطالية في معارك كثيرة.

واعتمدت معارك عمر المختار ضد الإيطاليين علي الكر والفر وحرب العصابات، وكان يقسم جيشه إلى مجموعات وتقسيمهم المجاهدين لرتب عسكرية مختلفة لضمان الانضباط، واستمر في جهاد ضد الاحتلال الإيطالي حتى تم إعدامه.

ويضيف أستاذ التاريخ، مصطفى بن نصر، لـ”أصوات مغاربية”، أن معارك عمر المختار كانت في الجبل الأخضر، لمعرفته بطبيعته الجغرافية، فألحق بهم هزائم كبدتهم مئات القتلى من الجنود والضباط.

ولا يوجد حصر لمعارك عمر المختار ضد الإيطاليين، وهناك من المعارك التي حشدت لها إيطاليا كافة قواتها العسكرية، وتعد معركة بوشمال أشهر معارك عمر المختار ضد القوات الإيطالية.

وطوال فترته جهاده ضد إيطاليا، حاول الإيطاليون وبشتى السبل التفاوض مع عمر المختار من أجل تهدئة جبهة القتال معه، ولكن باءت كافة المحاولات بالفشل ولم يقبل عمر المختار بأي عرض تم تقديمه له، حيث كان هدفه واضح وهو تحرير الأراضي ليبيا ورحيل الاحتلال الإيطالي، ولذلك كان رده دائمًا “ارحلوا عن ليبيا كلها”.

إعدام عمر المختار

بعض القبض علي عمر المختار في إحدى المواجهات مع القوات الإيطالية تم الإرشاد عنه بواسطة أحد الخونة، وسيق لتنفيذ حكم الإعدام في بلدة سلوق بنغازي  في 16 سبتمبر عام 1931.

كان عمر المختار خلال ذهابه للإعدام وحتى وهو على منصة الإعدام ثابتًا غير خائف ولا مضطرب، بل ألقى الآذان وتلى آيات من القرآن الكريم، وكان إعدامه سببًا في حالة غضب عارمة في العالم الإسلامي، حيث يعد إعدامه عمل وحشيًا ضد رجل يدافع عن وطنه.

وكان عمر المختار محل إعجاب الكثير من أعدائه نظرًا لشخصيته القوية الثابتة، وصموده في الجهاد رغم كبر سنه.