نتحدث في هذا التقرير عن عمليات الاستحواذ لشركة أبل خلال 2019، حيث أن هذه الشركة العملاقة استحوذت على عدد كبير من الشركات خلال العام الماضي.
وإذا كانت هناك أموال متبقية، فيجب أن نطمح لمعرفة الذي يكون في إمكاننا القيام به، ومن ثم فإننا نستطيع الاستحواذ على كل شركة يمكن أن تقوم بدفع الأعمال إلى الأمام عن طريق هدف استراتيجي، وبذلك المفهوم نستطيع الاستحواذ بالمتوسط على شركة ناشئة كل شهر وأقل.
كان ذلك ما قاله تيم كوك، المدير التنفيذي لشركة آبل، حيث عندما قالت الشركة ذلك التصريح، كانت قد استحوذت على ما حوال 20-25 شركة خلال نصف سنة فقط، ولكن نسأل هنا عن السبب الذي جعلنا لم نسمع أو تقوم بالإعلام عن العديد من عمليات الاستحواذ.
وهناك تفسيرين لهذا، فإن معظم تلك هذه الشركات صغيرة وفي بداية طريقها، كما أن شركة آبل تبحث بشكل رئيسي عن “المواهب التقنية وحقوق الملكية الفكرية”.
ومن ثم فإن ذلك الأسلوب العدواني على مستوى الاستحواذ على الشركات بقوة شرائية ضخمة لشركة أبل، ففي بيان أرباحها للربع الثاني من سنة 2019، قامت شركة أبل بالإعلان عن وجود فائض نقدي قيمته تبلغ نحو 225.4 مليار دولار.
شركة Spectral Edge
استحوذت شركة آبل على شركة سبيكترال في شهر ديسمبر 2019، التي تعمل في مجال تقنيات التصوير بالهواتف الذكية، ولم يجرى الإعلان عن قيمة الصفقة، حيث يقع مقرها في دولة المملكة المتحدة في شهر ديسمبر الماضي.
وهي عبارة عن شركة تطور تقنيات تصوير يمكن استعمالها بغية تحسين الصور الملتقطة عن طريق الهواتف الذكية، وقد جرى تطوير تقنية Spectral Edge في مختبرات جامعة East Anglia.
تحتوي تلك التقنية على استعمال البيانات التي جرى جمعها من صور متنوعة إلى جوار صورة الأشعة تحت الحمراء من أجل إنشاء الصورة النهائية، لأن الأشعة تحت الحمراء يكون في إمكانها اختراق الظروف الضبابية.
وهي تعد أكثر فعالية من الضوء المرئي، ومع سباق التسلح الدائم للهواتف النقالة لمعرفة الشخص الذي يكون في إمكانه صناعة الكاميرا الأفضل.
عندها يكون من السهولة بمكان معرفة السبب الذي جعل شركة آبل راغبة في الاستحواذ على شركة ذات تكنولوجيا يكون في إمكانها تطوير جودة الصور بشكل كبير، ولكن ليس من الواضح إلى الآن ما إذا كانت الشركة ستستعمل تقنية الأشعة تحت الحمراء تلك في هواتفها القادمة.
شركة IKinema
استحوذت شركة آبل على هذه الشركة في أكتوبر 2019، حيث تعمل في مجال تقنيات المؤثرات البصرية، ولم يجرى الإعلان عن قيمة الصفقة أيضًا، حيث أن شركة iKinema بدأت أعمالها منذ أكثر من 10 سنوات مضت.
ويكون في إمكانها استعمال تقنيتها من أجل تحويل لقطات الفيديو التي تخص حركات الشخص البدنية إلى شخصيات متحركة، ويشير ذلك الاستحواذ إلى اهتمام شركة أبل المتزايد بالرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد.
إذ تسعى إلى تطوير ميزات Animoji التي تخص بهواتفها الآيفون ودفعها أكثر تجاه تقنية الواقع المعزز.
ومن ثم يكون في الإمكان مساعدة تلك التقنية مطوري تطبيقات الآيفون على تدشين ألعاب أكثر تطوراً أو السماح لشركة أبل بإضافة أذرع وأرجل إلى وجوهها من الرموز التعبيرية المتحركة، والتي جرى تقديمها إلى جانب هاتف iPhone X في عام 2017.
شركة Fashwell
استحوذت شركة آبل على هذه الشركة في شهر أغسطس لعام 2019، حيث تعمل في مجال التسوق عن طريق الصور، ولم يحرى الإعلان عن قيمة الصفقة، وهذا النوع من الشركات الناشئة قامت بتصميم محرك بحث مرئي يستعمل الذكاء الاصطناعي AI من أجل التعرف على المنتجات في الصور حتى يتمكن المتابعون من الحصول عليها.
تسمح واجهة Fashwell للمستعملين بأن يضعوا علامة Tag على أي صورة، ما يسمح للشركات بأن تضع علامات على الصور بشكل تلقائي بسرعة وبدقة من خلال عدد من الفئات، بما في هذا اللون والملائمة والنمط والتصميم.
ويعتبر ذلك الاستحواذ بالنسبة لشركة أبل أمرًا في غاية البساطة وغير مفاجئا على الإطلاق حيث أن لديها تجارب عديدة في الاستحواذ على الشركات الناشئة التي تقوم بالعمل في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل دمجها مع منتجاتها، ومن ثم فإن تقنية Fashwell موجودًا في موقع Apple Store عبر الويب أو تطبيق Apple Store في المستقبل من أجل تطوير تجربة التسوق من أبل.
شركة Drive.ai
استحوذت شركة آبل على هذه الشركة في يونيو 2019، حيث تعمل في مجال السيارات ذاتية القيادة، ولم يجرى الإعلان عن قيمة الصفقة، وقد جرى تأسيسها في سنة 2015 عن طريق طلاب دراسات عليا سابقين عملوا في مختبر الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد، حيث أن الشركة قامت بتطوير أنظمة برمجيات ذاتية القيادة وأنظمة اتصالات ذكية يجرى دمجها في تلك السيارات.
ووجدت الشركة العديد من الاهتمام لنموذج عملها الفريد عن طريق الجمع بين تقنية التعلم العميق Deep Learning مع الأجهزة لتصنيع سيارات ذاتية القيادة مصممة للأساطيل التجارية، كما أن شركة أبل تمتلك مشروعًا ضخمًا يمكن أن نطلق عليه “تيتان Titan” تكون هادفة ععن طريقه إلى تطوير سيارات ذاتية القيادة من أجل الدخول لذلك السوق.
العديد من التقارير تشير إلى أن استحواذ شركة أبل على الشركة ليس من أجل التقنيات، لكنها كانت مستهدفة بشكل رئيسي مهندسي تلك الشركة لضمهم لمشروعها الذي يخص تطوير السيارات ذاتية القيادة، ما يؤكد بأن الشركة تستهدف العقول الموجودة في الشركة وليس الشركة نفسها كأولوية أولى.
شركة Tueo Health
قامت شركة أبل بالاستحواذ على هذه الشركة في مايو 2019، حيث تعمل في مجال الصحة الرقمية، ولم يجرى الإعلان عن قيمة الصفقة حتى الآن، وهي عبارة عن شركة صغيرة تقوم بالعمل على تطوير نظام وتطبيق لمساعدة الوالدين على مراقبة أعراض الربو عند الأطفال النائمين.
وذلك عن طريق استعمال أجهزة استشعار تتوفر في السوق، مع دمجها مع التطبيق من أجل مراقبة تنفس الأطفال المصابين بالربو في نومهم، ويرسل التطبيق التنبيهات بشكل تلقائي إلى الآباء عندما توجد انحرافات في معدلات التنفس، ما يجعل معدل الاستجابة أسرع من أجل إنقاذ الطفل.
أضافت أبل في السنوات الأخيرة الكثير من المزايا الصحية، وخاصةً في الساعة الذكية Apple Watch، التي صار في إمكانها إجراء تخطيط رسم القلب والكشف عن أي سقوط محتمل لمرتدي ساعتها مع سهولة الإتصال بخدمات الطوارئ.
وبالنسبة لصفقة الاستحواذ، فإنه ليس معلومًا ما إذا كانت أبل تخطط لدمج نوع من الميزات ذات الصلة في أي منتج على مستوى المستقبل، ولكن كانت هناك العديد من الشائعات تقول إن الإصدار القادم من ساعتها الذكية يكون في الإمكان أن يشمل قدرات مراقبة النوم في المستقبل.