عيد الغطاس ، هو أحد أشهر الأعياد عند المسيحيين، وترتبط به العديد من الطقوس الدينية في الكنيسة، وله العديد من المظاهر الاحتفالية في مصر والعالم.
عيد الغطاس
ويعني عيد الغطاس، تعميد المسيح في نهر الأردن، ومن الطقوس المرتبطة بهذا العيد “برامون”، و”لقان”، كما يعد هذا العيد من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة، ويبلغ عدد الأعياد السيدية الكبرى سبعة أعياد.
ومن أبرز مظاهر عيد الغطاس في بعض المجتمعات الأرثوذكسية مثل روسيا وبلغاريا واليونان وإسطنبول أن يتم إلقاء صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في برك المياه.
احتفالات عيد الغطاس
وإحدى الصلوات المرتبطة بعيد الغطاس، هي صلاة اللقان، وهي اسم يوناني للإناء الذي يوضع فيه الماء للاغتسال، وله العديد من الأشكال في الكناسئ المصرية القديمة سواء علي شكل وعاء من الحجر أو الرخام، ويتم تثبيت هذا الوعاء في أرضية الكنيسة، ومع تطور العمارة الكنيسة بات هذا الوعاء عاديًا ويمتلئ بالماء ليصلي عليه الكاهن.
كما يرتبط عيد الغطاس بطقس آخر وهو اللقان، وهو عيد يرتبط في الكنيسة بالسماء، إذ يعني الظهور الإلهي، وتذكر معمودية المسيح، ويقام اللقان في قداس خميس العهد لتذكر السيد المسيح حينما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، كما يقام الطقس نفسه في عيد الرسل الذين تشبهوا بالمسيح في الخدمة.
وتقرأ في عيد الغطاس النبوات من العهد القديم، من كتاب صلوات اللقان، ويقوم الكاهن في هذا اليوم برشم الصليب، ووضعه علي جباه الرجال بعد الصلاة علي المياه وهو رمز للاغتسال من الخطيئة.
عيد الغطاس عند المصريين
وعيد الغطاس في مصر له طقوس دينية وشعبية متأصلة ويشتهر ببعض الأكلات المحددة، بجانب مظاهر احتفالات شعبية تعرف بالبلابيصا وهي كلمة هيروغليفية تعنى “الشموع”.
ويرتبط عيد الغطاس عند المصريين بأكل العديد من النباتات، حيث يتم أكل القلقاس والقصب، وهذا الأمر له دلالات دينية، فالقلقاس لا يؤكل إلا بعد نزع قشرته الخارجية كما حدث مع المسيح قبل تعميده بما يجعله رمزًا للتطهر من الخطيئة، وتمتلئ الشوارع المحيطة بالكنائس بالباعة الذين يقومون ببيع القصب والقلقاس.
وفيما يتعلق بالقصب فهو نبات يمتاز بكثرة السوائل داخله وهو ما يجعله رمزًا لماء المعمودية عند الكنيسة والتي هي شرط أساسي ليكون الإنسان مسيحيًا وفقًا للعقيدة الأرثوكسية.
ويكون الاحتفال بعيد الغطاس في موعد ثابت دائمًا وهو بعد اثنى عشر يومًا من الاحتفال بعيد الميلاد، ويستمر الاحتفال به لمدة ثلاثة أيام حيث تؤدي الصلوات ويمنع فيها الصوم الجماعي.
وقديمًا كانت هناك احتفالات شعبية تقام بشكل سنوي على ضفاف النيل في الصعيد، وما زالت بعض القرى في محافظة المنيا تمارس هذه العادة حتى الأن ولكن بشكل فردي.
وفي سنوات سابقة كان الأطفال يخرجون إلى الشوارع حاملين البلابيصا والتي تأخذ عدة أشكال منها عود القصب مع البرتقال أو اليوسفي والشموع ويصنعون منه قناديل منيرة مبهجة مزينة بالصلبان.
ومن بعض طرق الاحتفال المنتشرة في منازل الأقباط الآن، تكون بتفريغ ثمرة برتقال من محتواها وتقشير القشرة الخارجية على شكل صلبان ووضع شمعة بالداخل ليحملها الأطفال وتظل مضاءة طوال ليلة الغطاس في المنازل المسيحية.