الإنسان كائن اجتماعي، لا يعرف العيش بمفرده، ويبحث دوما عما يمكن تسميته بـ فن التعامل مع الآخرين ، لا جدال أن كل شخص له صفاته الخاصة وطريقة تفكيره وأسلوب حياته، لكن الجميع يرغب في أن يكون محبوبا ومؤثرا في البيئة المحيطة به.
فن التعامل مع الآخرين
البحث عن طرق للتأثير في الآخرين، والاهتمام بفن التعامل مع الآخرين، من الأمور التي تزايدت في الفترات الأخيرة. ورغم اختلاف صفات وطباع الأشخاص، إلا أن الاهتمام بالتعامل والتأثير في الآخرين من الصفات التي تتوافر في غالبية الأشخاص.
أهمية فن التعامل مع الآخرين
لا يوجد تعريف محدد يمكن أن نحدد به فن التعامل مع الآخرين، لكن يجوز أن نراه على أنه الطريقة المناسبة للتعامل مع البيئة المحيطة بشكل يتماشى مع شخصيات الآخرين دون التخلي عن طباع الشخص نفسه. فن التعامل مع الآخرين ليس بالفن الحتمي الذي يجب أن ينشغل به جميع أفراد المجتمع، بل هو غالبا يقتصر على الراغبين في أن يكون لهم دور مؤثر في هذا المجتمع وتكوين شبكة علاقات قوية مع الآخرين، أو أولئك المحبين لأن يكونوا محبوبين ويحظون باحترام وقبول من البيئة المحيطة لهم.
وبالحديث عن أهمية فن التعامل مع الآخرين، فيمكن القول إنه يحقق لمن يجيده الأمورالتي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة، مثل اكتساب دور مؤثر في البيئة المحيطة، وتأسيس شبكة علاقات جيدة تساهم في مزيد من التأثير. كما يساعد إجادة فن التعامل مع الآخرين في القيام بدور قيادي في تحسين العلاقات في المجتمع ونشر السلام الاجتماعي بين أفراده.
كما يضمن إجادة فن التعامل مع الآخرين تواجد أشخاص لديهم القدرة على مواجهة المشكلات والأزمات والتعامل معها بشكل يسهل حلها. ويساعد فن التعامل مع الآخرين في فهم البيئة المحيطة والتواصل معها بشكل أسهل. كما أنه يعد من الطرق التي تيسر تحقيق التطور والتقدم في أماكن العمل، لما ينتج عن ذلك من معرفة ماذا يدور في عقول الأخرين وكيفية تحقيقه.
قواعد فن التعامل مع الآخرين
هناك بعض القواعد التي يجب الاهتمام من قبل من يرغب في إجادة فن التعامل مع الآخرين، منها ما يلي:
الاستماع
على من يرغب في معرفة كيف يتعامل مع الآخرين، أن يكون في البداية ممن يجيدون الاستماع لهم. إن أول خطوة لمعرفة التعامل معهم هي أن تعرف كيف وفيما يفكرون، وهو ما لن يحدث إلا بعد الاستماع لهم.
اللباقة في الحديث
يحب الأشخاص دوما أن يتم التعامل معهم بلباقة، لذلك، على من يرغب في إجادة التعامل مع الآخرين أن ينتقي كلماته بعناية.
الاعتذار
يجب أن يتوفر فيمن يرغب في إتقان التعامل مع الآخرين، ثقافة الاعتذار عن الخطأ، فالاعتذار من شيم الكبار، وهو يزيد من احترام الآخرين.
دوام الابتسامة
والابتسامة التي نقصدها هي البشاشة في الوجه، وعدم التحدث مع الآخرين بوجه غاضب أو مقطب الجبين، فالابتسامة تفتح لك أبوابا كثيرة.
الثقة والصدق
يجب أن تحظى بثقة الآخرين، وتكتم أسرارهم مهما كانت في نظرك هينة، كما يجب أن يكون حديثك معهم مبني على الصدق والصراحة.