الشعر الأندلسي اتخذ طابع خاص وفريد وسط غيره من الفنون الأدبية الأخرى، فقد كان الشعر أول الفنون الأدبية ظهورًا وازدهارًا في الأندلس، وهو ما يرجع إلى كونه أحد أهم العوامل التي تعكس مدى ثقافة وتحضر ورقي حياة الناس العقلي والاجتماعي والثقافي والفكري.
فن الشعر الأندلسي
فالشعر كان له حب وولع خاص من نوعه من قبل العرب بشكل عام ومن قبل أهل الأندلس بشكل خاص، فقد انتشر الشعر بين مختلف الطبقات الجميع كان يقتفي أثره سواء الأمراء والخلفاء والأدباء والفقهاء والحكماء والنساء، وعامة الشعب كذلك. ومن العجيب والطريف أنه كان هناك أعداد كبيرة من الأشخاص في ذلك الوقت يجهلون تمامًا القراءة والكتابة إلا أنهم أمتكلوا مهارة كبيرة في تنظيم وتأليف الشعر وكذلك تذوقه وسماعه وفهمه، وذلك نتيجة الولع به وكثرة التردد على الحلقات العلمية والشعرية التي كانت تنظم بشكل دوي قديمًا في الأندلس.
انتشار الشعر الأندلسي
ومن الجدير بالذكر في هذا النحو، لم يذيع صيت الشعر في الأندلس في بداية الفتح الإسلامي لها وذلك نتيجة منطقية لترتيب الأولويات في ذلك الوقت؛ حيث انشغل العرب في ذلك الوقت كثيرًا بالجهاد والغزوات الإسلامية والفتوحات الكثيرة ولم يكن لديهم متسع كبير من الوقت لنظم الشعر او حتى الاستمتاع به. ولكن مع بداية العصر الأموي وقيام ملك بني أمية تغير الحال بالنسبة للشعر كثيرًا؛ حيث أغدق الملوك والأمراء على الشعراء بالأموال وفتحوا لهم مجالسهم، فانتهز الأدباء والشعراء ذلك في التقرب إلى الملوك واتخذوا الشعر وسيلة فعالة لذلك من خلال نظم شعر المديح في هؤلاء الملوك والأمراء والتملق في ثقافتهم وحكمتهم وقدرتهم على القيادة. ووثل الشعر في عصر الأمويين إلى أزهى عصوره بشكل لافت ومبهر.
عوامل رواج وازدهار الشعر الأندلسي
كانت هناك عدد من العوامل والعناصر الفعالة التي لعبت دورًا بارزًا في ظهور ورواج وازدهار الشعر الأنجلسي بعد الفتح الإسلامي بشكل كبير؛ ولعل من أهم تلك العوامل ما يلي:
- تنوع البواعث التي كانت بمثابة الإلهام للشعراء في ذلك الوقت والتي تمثلت في الطبيعة الخلابة وكذلك كثؤة الأحداث التاريخية خلال هذه الفترة.
- الاهتمام الكبير من الملوك الأمراء في ذلك الوقت في الأندلس بالشعر والشعراء وإغداقهم بالمال والحظوة، ما شجع عدد كبير ممن الشعب إلى كتابة الشعر للتقرب من السلطة.
- ما تتمتع به بلاد الأندلس من كبيعة مكانية خلابة ومناظر غاية في الروعة.
- كثرة جمهرة الناس في الأندلس في هذا الوقت.
الخصائص الفنية
كطبيعة أي فن شعري أو مدرسة شعرية،تمتع الشعر الأندلسي بعدد من المميزات والخصائص الفنية الفريدة، ولعل من أهم تلك السمات الفنية ما يلي:
- السهل الممتنع: بساطة الألفاظ والأساليب وسلامة التراتيب
- ظهور أثر أخلاق العرب في الأندلس ورقة طباعهم في السعر الأندلسي
- الخيال البديع بعيدًا عن الفلسفة العميقة
- تأثرهم بالطبيعة الخلابة للأندلس
أشهر الشعراء
برز عدد من الشعراء في الأندلس، كانوا بمثابة أشهر شعراء ذلك العصر، وكا من ضمن هؤلاء:
- ابن عبد ربه الاندلسي
- ابن هانئ
- ابن زيدون
- ابن خفاجة
- ابن حيوس
- ابن قلاقس
- عمارة اليمني
- المعتمد بن عباد
- الميكالي
- ظافر الحداد
- ولادة بنت المستكفي، وتلميذاتها: مهجة القرطبية وحمدة بنت زياد المؤدب المعروفة بخنساء المغرب.