قصة قابيل وهابيل هي أول جريمة قتل في التاريخ، وقد ذكرت في القرآن الكريم بالتفصيل في سورة المائدة، كما ورد ذكرها أيضا في المسيحية في العهد القديم، وتتناول حكاية مقتل هابيل ابن سيدنا آدم “عليه السلام” على يد أخيه قابيل بدافع الغيرة والطمع، كما ذكرت القصة أن قابيل وهابيل كانا مسلمين مؤمنين بالله وليسوا من الكفار.
قصة قابيل وهابيل
تزوج سيدنا آدم “عليه السلام” من حواء وأنجبا 40 بطن، حيث احتوت كل بطن على ذكر وأنثى، وقد كانا قابيل وهابيل أول أبناء آدم من الذكور فيما كان لكل منهم أخت توأم، وكان سيدنا آدم يزوج أبنائه بالتبادل حيث يتزوج كل ذكر من أنثى البطن الآخر، وبالتالي فإن هابيل من المفترض أن يتزوج من أخت قابيل والعكس.
رفض قابيل أن يزوج أخته من هابيل وطلب أن يتزوجها هو لكن هابيل رفض طلبه وقال أنه من المفترض أن يتزوج كل منهما من أخت الآخر، لكن قابيل رفض الإذعان له وصمم على الزواج بأخته لأنها كانت أجمل من أخت هابيل، وتشاجر الأخوين فطلب منهما سيدنا آدم أن يقدما قربانا لله تعالى ومن يقبل الله قربانه فليتزوج منها، ثم سافر بعد ذلك للحج.
تقديم القربان
كان هابيل يعمل في رعى الأغنام فلما احتاج إلى قربان اختار أن يقدم جذعة كبيرة، أما قابيل فقد كان يعمل في الزراعة وبالتالي فإنه اختار الزرع الأخضر ليكون قربانا لله تعالي، وانتظر الإثنين لمعرفة من منهما سوف يقبل الله قربانه ليتزوج من أخت قابيل.
نزلت صاعقة من السماء وأحرقت الجذعة التي قدمها هابيل قربانا لله ولكنها لم تحرق زرع قابيل الأخضر وبذلك فإن الله قد تقبل قربان هابيل ورفض قربان قابيل، غضب قابيل كثيرا حتى إنه قرر في نفسه قتل أخيه هابيل بدافع الغيرة والطمع في الزواج من أخته.
وفي يوم من الأيام تأخر قابيل في العودة إلى منزله ليلا حيث أنه كان يرعى أرضه، لكن سيدنا آدم الذي عاد من الحج مؤخرا شعر بالقلق على ابنه فطلب من هابيل أن يذهب إليه ليطمئن عليه، وعندما وصل هابيل إلى أخيه الذي كان غاضبا بشدة قال له أن الله تقبل منك ولم يتقبل مني، فرد عليه هابيل قائلا “إنما يتقبل الله من المتقين”.
مقتل هابيل على يد قابيل
زاد غضب قابيل من أخيه وعزم النية على قتله لكن هابيل رد عليه بأنه حتى لو قابيل مد يده ليقتله فإنه لن يرفع يده ويحاول قتل أخيه، وأفادت قصة قابيل وهابيل بأنه ضربه بصخره على رأسه وهو نائم، وفي بعض الروايات تفيد بأن قابيل خنق هابيل بقوة حتى الموت 《لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ*إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ》 “الآيات 28:29 سورة المائدة”.
بعد موت هابيل ندم قابيل بشدة على قتل أخيه وظل حاضنا لجسده أياما حتى تغيرت رائحته ولونه وتجمعت حولهم الحيوانات التي تنتظر حتى يرمي قابيل بجسد هابيل إليهم ليأكلوه، كما أنه خاف أن يأخذه ويعود إلى المنزل فيحزن آدم عليه، ولذلك فقد استمر قابيل في حمل جسد أخيه الميت وتأكله الحسرة والندم على قتل أخيه.
أرسل الله إلى قابيل غرابان وأخذا يتعاركان مع بعضهما البغض حتى تغلب أحدهما على الآخر وأرداه قتيلا، فحفر الغراب المنتصر حفرة على الأرض وألقى بها الغراب الميت ثم ردم عليه التراب، كان قابيل يشاهد ما فعله الغراب وزاد حزنه على أخيه وقال 《يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي》”الآية 31 من سورة المائدة” ثم حفر في الأرض ودفن أخيه في التراب.