من أشهر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري وهو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف الأنصاري وهو من قبيلة الخزرج من المدينة المنورة وهو من أسلم من أهل المدينة وذلك قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها وهو كان ضمن الذين بايعوا الرسول صلى في بيعة العقبة الثانية كان أبو أيوب ولد واحد وتوفى ولهذا الصحابي الجليل قصة شهيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى الكثير من المواقف العظيمة في الإسلام.
قصة أبو أيوب الأنصاري مع الرسول
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة نزل في البداية في قباء ومكث بها لمدة خمسة أيام وأسس أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء ويعدها دخل إلى المدينة وحينها قام باعتراضه بنو سالم بن عوف وبعدهم بنو بياضة وبعدهم بني ساعدة يليهم بني الحارث بن خزرج ثم أخوال النبي عليه السلام بني عدي بن النجار يطلبون منه أن يقيم عندهم ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتذر لهم جميعاً.
بعدها طلب النبي عليه السلام منهم أن يتركوا ناقته لأنها مأمورة من الله عز وجل فقال لهم :(خلوا سبيلها ,فإنها مأمورة) فبركت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمها (القصواء) أمام بيت أبو أيوب الأنصاري فهرول أبو أيوب إلى الناقة وأنزل رحال الرسول عليه وأدخله إلى منزله.
كان منزل أبو أيوب مكون من طابقين فأراد أن يقيم الرسول عليه السلام في الطابق العلوي من منزله ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام اختار الطابق السفلي وقال أبو أيوب أن هذا أفضل رفقة بك ورفقة بنا فوافق أبو أيوب وفي يوم من الأيام انكسرت جرة من الماء في الطابق العلوي عند أبو أيوب فأسرع هو وزوجته بلحاف من القطيفة لا يملكون غيره ليخففوا الماء خوفاُ من أن يصيب رسول الله عليه السلام بعض من الماء .
بعد ذلك نزل أبو أيوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : (يا رسول الله, لا ينبغي أن نكون فوقك , انتقل إلى الغرفة) فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه ونقل أبو أيوب متاعه إلى الطابق العلوي وظل النبي عليه السلام مقيماً عند أبو أيوب حتى بنى المسجد النبوي وبنيت حجرة أم المؤمنين سودة رضي الله عنها وقد اخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار عند هجرته إلى المدينة وآخى بين أبو أيوب و مصعب بن عمير رضي الله عنه.
بعض المواقف العظيمة لأبي أيوب الأنصاري في الإسلام
من أشهر وأعظم المواقف لأبي أيوب في الإسلام هو موقف يوم حادثة الإفك التي تعرضت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فعندما دخل أبو أيوب على زوجته قالت له :أسمعت ما قيل ؟ قال : نعم وذلك كذب ,أكنت يا أم أيوب تفعلين ؟ فقالت : لا والله قال : فعائشة والله أفضل منك فقالت أم أيوب : نعم وبعدها نزلت الآية ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين).
عاش الصحابي الجليل طوال حياته مجاهداً في سبيل الله فقد شهد جميع الغزوات التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم واستمر في الجهاد بعد وفاته حتى بلغ من عمرة الثمانين عاماً حيث مرض وتوفي في الطريق أثناء غزوة كانت بقيادة يزيد بن معاوية لفتح القسطنطينية وقد دفن رضي الله عند أسوار مدينة القسطنطينية.