قصة أبو لهب ذكرت في القرآن الكريم بصورة مختصرة ليكون عبرة لكل من كفر أو تعدى على المسلمين، ولكي يتعلم منها المسلمين الدروس والعبر التي تنفعهم في الدنيا، أبو لهب هو عبد العزي عبد المطلب وهو عم الرسول، وكانت كنيته قبل الإسلام أبا عتبة، ولقبه والده عبد المطلب باسم أبا لهب بسبب وسامته ووجهه المشرق، ويعتبر أخ غير شقيق إلى عبد الله بن عبد المطلب وهو والد الرسول.
قصة أبو لهب
كما كان هناك أوائل المسلمين الذين آمنوا بدعوة الرسول وصدقوه، كان هناك أول من كفر وأظهر العداوة للمسلمين ومنهم أبو لهب، ذات يوم صعد الرسول على جبل الصفا وهذا الجبل موجود في مكة المكرمة، ونادى على القوم لكي يجتمعوا حتى يخبرهم بأمر مهم، وعندما اجتمع الناس عند سيدنا محمد أخبرهم النبي أنه يريد أن يقول لهم أمر مهم فهل هم يصدقونه، أجاب كل القوم نعم لأن الرسول الكريم معروف عنه الصدق.
كفر أبو لهب
أخبرهم الرسول أنه جمعهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام والخوف من عذاب الله يوم القيامة، عندها قال أبو لهب للرسول: تبت يديك لهذا السبب جمعتنا، ومعناها هُلكت يا محمد لهذا الأمر وهذه الأكاذيب تدعونا، وكان يقصد أبو لهب الاستخفاف بدعوة سيدنا محمد وإنكار دعوته الشريفة.
أبو لهب وزوجته
أنزل الله تعالى قرآن شريف يتلى إلى يوم الدين، قال الله تعالى “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ” وهذا رد من الله تعالى على أبو لهب عندما قال للنبي الشريف تبت يداك، وبدأت قصة أبو لهب في إيذاء كل من دخل في دعوة سيدنا محمد، وكان زوجته أم جميل تساعد أبو لهب في إيذاء كل من دخل في الإسلام، حيث أنها كانت ترمي الحطب والأشواك في الطريق الذي يسير فيه الرسول حتى تؤذي قدميه، قال تعالى “وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ” وعدها الله جل وعلا بالعذاب الشديد في الآخرة.
عداوة أبو لهب
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في مكة ويقول للناس قولوا لا إله إلا الله، وكان أبو لهب يسير خلف النبي ويقول للناس لا تصدقوه إنه ساحر لا تصدقوه إنه كاذب، فكانت الناس تقول لأهل مكة من هذا يقولون هذا محمد، ويقولون ومن هذا الذي يسير خلفه يقولون عمه أبو لهب، عندها يقول الناس عمه أعلم به، فإن اخبرنا عمه أنه كاذب فهو كذلك، وكان هذا التصرف من أبو لهب لشدة عداوته للمسلمين وحقدهم على دعوة سيدنا محمد.
عذاب أبو لهب
أنزل الله تعالى قرآن على أبو لهب، ووعده بالعذاب الشديد، وأن أمواله وأملاكه التي جمعها في الدنيا لن تنفعه يوم القيامة، كما توعد الله جل وعلا زوجته بالهلاك ودخولها النار لأنها كانت تحمل الحطب وتضعه في طريق النبي، ومن معجزات القرآن الكريم أن سورة أبو لهب نزلت وكان أبو لهب على الكفر وأخبرنا القرآن أنه سيموت على الكفر وبالفعل لم يؤمن ومات على الكفر والضلال في الدنيا، ولو كان أسلم أبو لهب لكان هذا دليل على كذب دعوة محمد، ولكن لأن دعوة محمد جاءت من السماء صدق الله العظيم ومات أبو لهب على الكفر والضلال.
