القرآن الكريم ملئ بالقصص المراد منها أخذ العظة والعبرة، ومعرفة عظمة الخالق، ومن القصص المشهورة قصة أصحاب الفيل، والتي ذكرت في سورة الفيل وهي سورة مكية، ترتيبها في النزول على الرسول صلى الله عليه وسلم التاسعة حيث نزلت بعد سورة الكافرون مباشرة، وهي من السور القصيرة حيث يبلغ عدد آياتها خمسة آيات، ويأتي ترتيب سورة الفيل في المصحف الشريف الخامسة بعد المئة .
ما هي قصة أصحاب الفيل؟
تبدأ قصة أصحاب الفيل عندما قام ملك لليمن يسمى (ذو النواس) بحرق النصارى الموجودين في منطقة نجران، فنجى منهم شخص واحد يدعى (دوس)، والذي هرب إلى قيصر الروم وهو على نفس ديانته ليستنجد به، فغضب قيصر الروم كثيراً، وأرسل ذلك النصراني إلى ملك الحبشة (النجاشي) ليقوم بالانتقام من (ذو النواس) ، وهذا بسبب طول المسافة بين اليمن والروم، وعندما علم (النجاشي) بما فعله ملك اليمن غضب كثيراً، وجهز جيشاً كبيراً ليرسله إلى اليمن.
كان الجيش الذي أعده النجاشي بقيادة قائدين هما (أرياط) و(أبرهة)وقاما بالانتصار على ملك اليمن، وبعدها تولى (أرياط) حكم اليمن، وبعدها بفترة انقلب (أبرهة) على (أرياط) ليأخذ منه الحكم، وبالفعل تولى (أبرهة) حكم اليمن وعندما علم (النجاشي) بذلك غضب كثيراً، وقرر أن يأخذ الحكم من (أبرهة)، وعندما علم (أبرهة) بذلك أعلن استسلامه وولائه للنجاشي، فبعدها عفا عنه النجاشي، وقام (أبرهة) ببناء كنيسة ضخمة لا يوجد لها شبيه في أي مكان في الأرض، ليدعوا الناس للطواف والحج إليها بدلاً من الكعبة، وكان هذا ليثبت ولائه للنجاشي.
رفض العرب ما كان يدعو إليه (أبرهة) الناس حتى قيل أن واحد من العرب ذهب إلى الكنيسة وأحدث فيها وحينها غضب (أبرهة) كثيراً وقرر أن يجهز جيشاً كبيراً ليهدم الكعبة ووضع في أول هذا الجيش فيلاً ضخماً كان يسمى (محمود) وعندما علم العرب بذلك عزموا على قتال (أبرهة) وجيشه وكان أول من قاتله هو رجل من اليمن يدعى (ذو النفر) لكنه هزم في القتال وأسر لدى (أبرهة) وبعد ذلك حاول نفيل بن حبيب لكنه أيضاً قتل وبعد ذلك وصل جيش (أبرهة) إلى الطائف.
حينها خرج رجال من قبيلة ثقيف في الطائف إلى (أبرهة)، وأخبروه أن الكعبة ليست هنا حتى لا يهدم البيت الذي أقاموه لأصنامهم وأرسلوا معه رجل يدعى (أبو رغال)، ليدلهم على مكة ولكنه توفي في الطريق، ودفن وجعل العرب مكان قبره مرجماً، وعندما وصل (أبرهة) إلى مكة أرسل رسولاً إلى سيد مكة عبد المطلب، ليخبره أنهم لم يأتوا لقتاله هو وقومه بل جاؤوا لهدم الكعبة، فإن استسلموا حافظوا على أرواحهم فأجابه عبد المطلب :(نحن لا طاقة لنا بحربكم , وللبيت رب يحميه).
كيف انتقم الله من أبرهة وجيشه
دخل (أبرهة) وجيشه مكة، وقاموا بتوجيه الفيل ناحية الكعبة ليهدمها، لكن الفيل برك على الأرض ورفض التقدم ،فقاموا بضربه لكنه رفض التقدم، بعدها حاولوا تغيير وجهته، فوجهوا ناحية اليمن فقام مهرولاً ،وبعدها وجهه إلى بلاد الشام فقام مهرولاً، وعندما أعادوه ناحية الكعبة برك على الفور.
في هذه الأثناء أرسل الله على (أبرهة) وجيشه، مجموعة كبيرة من الطير يحمل كل طائر منها ثلاثة أحجار صغيرة في حجم حبة الحمص ، واحدة في منقار الطير وواحدة في القدم اليمنى والأخرى باليسرى، قامت الطيور بإلقاء الحجارة على (أبرهة) ،فكانت الحجارة تسقط على الرجل منهم فتهلكه في الحال، أصيب (أبرهة) وحاولوا الخروج به من مكة ولكنه مات عند وصوله إلى اليمن بعد أن انشق قلبه عن صدره، وبعدها أطلق العرب على هذا العام بعام الفيل ,وفي هذا العام ولد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.