تعرف على قصة أصحاب الكهف كاملة

3 سبتمبر 2024
تعرف على قصة أصحاب الكهف كاملة

قصة أصحاب الكهف هي واحدة من أفضل القصص تشويقاً، وأصحاب الكهف هم سبعة رجال كانوا يعيشون في قرية ينتشر فيها الظلم، وعبادة الأوثان، ولقد تم تكريمهم وذكرهم في القرآن الكريم وكذلك الكتب السماوية الأخرى مثل الإنجيل، وقد عرفهم المسيحيون باسم السبعة النائمون، حيث يختلف المؤرخون حول مكان حدوث هذه القصة ومتى وقعت، إلا أن أغلبهم يرجح حدوثها في مدينة للروم تُدعى “أفسوس”، وفي زمن ملك يُدعى “دقيانوس”، حيث انتشر في عهده عبادة الأصنام من دون الله التي لا تنفعهم شيئًا ولا تضرهم وابتعدوا عن الطريق الصحيح.

ماهي قصة أصحاب الكهف الحقيقة

بدأ إيمان هؤلاء الفتية السبعة عن طريق حواري من أنصار سيدنا عيسى عليه السلام في المدينة، وأخذ يحدثهم عن عبادة الله الواحد وعن الثواب والعقاب وعن السماء والأرض، فآمنوا به واعتنقوا المسيحية، ولقد اختلفت الروايات على حقيقة أسماء هؤلاء الفتية السبع  ولكن المرجح هي: مكسيميليانوس، أكساكوستوديانوس، يامبليكيوس، مرتينيانوس، ديونيسيوس، أنطونينوس، وقسطنطينوس.

حينما يأس الفتية من أهل قريتهم ومن ظلم ملكهم وأنهم لن يرجعوا عن عبادة الأصنام، فقد وصل الأمر إلى أمر ملكهم لهم بذبح الأضحيات وتقديمها قرابينًا للأصنام، فرفضوا هذا الأمر وقرروا الخروج من القرية، والتخلي عن بيوتهم وأموالهم والذهاب إلى كهف ينعزلوا فيه، ويعبدوا الله، قال تعالى:

إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ فَقالوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشدًا

وكان الفتية يرسلون واحداً منهم إلى المدينة ليبتاع لهم الطعام وتأتيهم بالأخبار،  وفي يوم عاد إليهم وأخبرهم أن الملك أمر جنوده بالبحث عنهم.

الملك الظالم وأصحاب الكهف

استمر جنود  الملك في البحث عن الفتية،  حتى وجدوهم، ولكن لم يستطيعوا دخول أصحاب الكهف الكهف وعندها يأسوا، وقرر الملك أن يقوموا بإغلاق باب الكهف حتى يموتوا داخله، حينها أخذهم الله إلى النوم حيث يقول الله في كتابه عن قصة أصحاب الكهف:

فَضَرَبنا عَلى آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنينَ عَدَدًا

وتستمر معجزة الله سبحانه وتعالى في قصة أصحاب الكهف حيث كانوا يتقلبون أثناء نومهم يميناً ويساراً حتى لا تتآكل أجسادهم حيث يقول الله  تعالى:

 وَنُقَلِبُهُم ذَاتَ اليَمينِ وَذَاتَ الشِمال

كذلك جعل الله أعينهم مفتوحة حتى لا تفقد وظيفتها،  فعندما تنظر إليهم تصاب بالذعر، لأنهم نائمون وأعينهم مفتوحة، وكذلك يتقلبون طيلة الوقت فيقول، ومن حكمة الله عز وجل جعل شروق الشمس عن يمين الكهف وتغرب عن الشمال حتى لا يتعرضوا لها.

مصير أصحاب الكهف

بعد مرور السنين أيقظهم الله من نومهم وسباتهم الذي لبسوا فيه مئات السنين، فأخذوا يتساءلون فيما بينهم كم لبثنا؟، فأجاب بعضهم لقد نمنا لمدة يوم أو بعض يوم ثم بعثوا كعادتهم واحدًا منهم إلى المدينة ليجلب لهم الطعام، ويعود سريعًا قبل أن يلحظه الملك وجنوده الظالمين حتى لا يقتلوهم، يقول الله تعالى:

 قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هـذِهِ إِلَى المَدينَةِ فَليَنظُر أَيُّها أَزكى طَعامًا فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَليَتَلَطَّف وَلا يُشعِرَنَّ بِكُم أَحَدًا

حينما وصل الرجل إلى المدينة وجدها على حال غير الذي تركها عليه، وأناس غير أناسها بل بدل الله حالهم ورزقهم الإيمان بعد الكفر،  ورزقهم ملكًا عادلًا بعد الملك الظالم، ولقد تعرف أهل القرية على الرجل فلباسه غير لباسهم وكذالك نقوده فطنوا أنه غريبًا عنهم حتى أدركوا أنه واحدًا من الفتية الذين كانوا أول من آمنوا من القرية وماتوا، حين إذن أدرك أهل القرية وتيقنوا من قدرة الله على بعث الموتى و إحيائهم وأن يوم القيامة قادم لا محالة ثم بعد ذلك توفى أبطالنا في قصة أصحاب الكهف، وقام أهل القرية بتكريمهم وإقامة بناء على كهفهم تخليدًا لذكراهم.