أم حبيبة من أمهات المؤمنين، تزوجها رسول الله في عام 7 هـ، وكانت في عمر 36 سنة، وهي أبنة عم رسول الله، كانت أم حبيبة متزوجة من عبيد الله بن جحش وأنجبت منه ابنتها حبيبة، لذلك صار هذا الاسم كنية لها، أما حبيبة أبنتها، فقد تكفلها رسول الله بالتربية والرعاية، حتى كبرت الفتاة وتزوجت من داود بن عروة بن مسعود، تزوجت النبي وكان والدها أبو سفيان ما زال على الكفر، حتى جاء والدها يزور نبي الله، وكانت أم حبيبة في المنزل، وبدأت الحكاية التي خلدها التاريخ.
قصة أم حبيبة وأبو سفيان
لما قدم أبيها أبو سفيان للمدينة، وكان وقتها يريد التحدث مع النبي في أمور الهدنة في الحديبية، عندها دخل في منزل الرسول، وكانت أم حبيبة تجلس في غرفتها، وعندما شاهدت أبيها، كان هناك بساط موجود على الأرض، وقامت بلف هذا البساط، حتى لا يجلس أبو سفيان عليه، ونظرت إلى أبيها، وأخبرته أن هذا البساط لنبي الله تعالى، ولا يجوز المشرك النجس أن يجلس فيه.
كان أبو سفيان فرح بشدة عندما علم أن الرسول سوف يتزوج من أم حبيبة أبنته، حيث كانت أم حبيبة مهاجرة مع زوجها، وكانت من نسب كبير، حيث أن أخيها كان الخليفة معاوية، وقد طلب رسول الله خطبتها من الملك الحبشي النجاشي، وعلى الرغم من أن أبو سفيان فرح عند زواج النبي من أم حبيبها وقال: “ذاك الفحل، لا يجدع أنفه!!، إلا أن أم حبيبة رفضت جلوس مشرك كافر على بساط الرسول.
أم حبيبة وعبيد الله
كانت قصة أم حبيبة بدأت في الحبشة، قالت أنها كانت زوجة إلى عبيد الله بن جحش، وكان هذا الرجل أعلن النصرانية قبل بعثة الإسلام،و كان يرفض بشدة عبادة الأصنام، وعندما ظهر الإسلام، لم يتردد عبيد الله ودخل في الإسلام هو وأم حبيبة، وعندما واجه المسلمين أنواع شتى من العذاب، فهاجر عبيد الله مع زوجته إلى المدينة، وفي المدينة أنجب ابنته حبيبة، ولكنه بعد بقاء زوجها فترة في الحبشة، قيل أنه ارتد عن الإسلام إلى النصرانية مرة أخرى، حاول الجميع أن يرجعوه عن النصرانية، لكنه رفض وأصر، وعندها طلق أم حبيبة.
رؤية أم حبيبة
وفي رواية مشهور لأم حبيبة، تقول، أنها نامت فرأت في منامها أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة، وعندما استيقظت، جاء إليها زوجها، وأخبرها أنه كان على دين النصرانية، وعندما جاء الإسلام دخل فيه، ولكنه لم يجد دين خير من النصرانية، عندها أخبرته أم حبيبة بالرؤيا التي شاهدتها في منامها، ولكنه لم يهتم بما قالته، كما حاول أن تدخل أم حبيبة في الديانة النصرانية مثله، وكلنها كانت متمسكة بدينها الحنيف.
أم حبيبة والنجاشي
كانت قصة أم حبيبة مع ملك الحبشة عظيمة، حيث كانت في منزلها، ذات يوم دخلت عليها أبرهة، وكانت جارية عند الملك النجاشي، وأخبرته أن الملك أرسل إليه رسالة من رسول الله، يطلب منه الزواج من أم حبيبة، فرحت أم حبيبة بشدة، لم يكن هناك رجل أفضل من رسول الله، أعطت أم حبيبة الجارية سوارين من فضة، كما أعطتها خلخالين نظير هذه البشرى السارة.
زواج أم حبيبة من رسول الله
قصة أم حبيبة وزواجها من الرسول، بعثت أم حبيبة إلى ابن عمها خالد بن سعيد، لكي يصح وكيلها في الزواج من الرسول، وصدق النجاشي مهر أم حبيبة 400 دينار، وقام ابن عمها خالد بن سعيد بإعطاء الدنانير إلى أم حبيبة، ثم أمر النجاشي الجميع بالجلوس وتناول الطعام، ثم جاءت أبرهة وردت الهدايا التي أعطتها أم حبيبة لها، وأخبرتها أن النجاشي نهاها على أخذ مال أو هدية منها، وأنها دخلت في دين الإسلام، وهذه حكاية عن زواج أم المؤمنين أم حبيبة برسول الله صلى الله عليه وسلم.