في إحدى مدن العراق حدثت قصة الأمير الذكي مع أحد التجار، كان هناك رجل جاء من مكان بعيد لأداء فريضة الحج وكان معه أموال كثيرة، لكنه فقد جميع أمواله ولم يعد يملك أي شئ سوى عقد ثمنه غالي مرصع بالأحجار الكريمة والنادرة، مر هذا الرجل على دول العراق وكان رجل غريب عن هذه الدولة، وفي العراق قرر الرجل أن يبيع العقد.
قصة الأمير الذكي
عرض الرجل العقد على التجار لكن العقد كان غالي الثمن ولم يتمكن التجار من سداد ثمنه، لهذا سأل الرجل عن تاجر أمين يترك معه العقد لحين أداء فريضة الحج ويأخذه منه عند العودة، أخبروه الناس أن هناك تاجر أسمه أمين وهو أمس على مسمى يمكن أن يترك العقد عنده أمانه لحين رجوعه، وافق الرجل الغريب وأعطى العقد للتاجر ورحل لأداء فريضة الحج.
عودة الحاج
أدى الرجل فريضة الحج وعاد من جديد إلى العرق وذهب إلى التاجر أمين لكي يأخذ منه العقد، لكن التاجر أنكر وضرب الرجل وطرده من الدكان، غضب الرجل الغريب بشدة خصوصًا أن الناس تجمعت وقص عليهم الغريب حكايته لكنهم لم يصدقوه وقالوا له هذا التاجر أمين ومعروف عنه الأمانة منذ زمن بعيد.
قصة الأمير الذكي والحاج
شعر الحاج بالخذلان الشديد وكان كل يوم يذهب إلى التاجر أمين لكي يعطيه العقد ولكن التاجر في كل مرة كان يضربه ويطرده، وشاهد أحد التجار الحاج وهو يلح في طلب العقد ونصه بإن يذهب إلى أمير العراق فهو رجل ذكي وسوف ينصفه ويعطيه حقه من التاجر، فرح الحاج وذهب إلى الأمير وقص عليه حكايته.
خطة ذكية
استمع الأمير إلى الحاج وقال له: اذهب إلى التاجر أمين وأجلس أمام دكانه لمدة ثلاث أيام بدون أن تتكلم معه، وفي اليوم الثالث سوف أمر عليك رد علي السلام ولا تتحدث معي إلا بالقليل، وافق الحاج وذهب وجلس أمام دكان التاجر أمين لمدة ثلاث أيام وظل صامت لا يتحدث معه في شئ، وكان التاجر متعجب جدًا من موقفه.
الأمير الذكي والتاجر النصاب
في اليوم الثالث مر الأمير من أمام دكان التاجر أمين كما وعد، وألقى السلام على الحاج الغريب ورد عليه الغريب السلام، قال له الأمير: يبدو أنك غريب لماذا تجلس هكذا؟ هل لديك حاجة أو مشكلة؟ قال له الحاج: أجل سوف آراك قريبًا وأحدثك، عندما رحل الأمير شعر التاجر أمين بالخوف الشديد ونادى على الحاج وقال له: أوصف لي العقد، وصفه الحاج وأحضره التاجر وقال له: لقد نسيت أمر هذا العقد وافتكرت للتو.
عقاب التاجر
أخذ الرجل الغريب العقد وذهب إلى الأمير وأخبره أن التاجر أعطاه العقد، أخذ منه الأمير العقد وذهب إلى التاجر في مكان عمله، وأمر الحراس أن يقتلوه ليصلبوه ويلفوا العقد حول رقبته أمام دكانه، وكتب على دكانه هذا جزاء من اؤتمن وخان، وهنا تنتهي قصة الأمير الذكي بدرس عظيم عن أهمية الأمانة بين الناس.